معتز الشامي، معتصم عبدالله (دبي)
تَوَّج سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، أبطال نادي الوصل بلقب كأس رئيس الدولة والميداليات الذهبية، بعد الفوز على منافسه النصر 4-0 في نهائي «البطولة الأغلى»، والذي جمع الفريقين مساء الجمعة على استاد هزاع بن زايد بنادي العين.
وجرت مراسم تتويج الوصل بحضور معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، رئيس اتحاد الكرة، والشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي النصر، والشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، وأحمد الشعفار، رئيس مجلس إدارة نادي الوصل، وعبيد سالم الشامسي، النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة، ومحمد عبدالله هزام الظاهري، الأمين العام لاتحاد الكرة.
وانطلقت مراسم التتويج بتكريم طاقم حكام المباراة: إسماعيل الفاتح (حكم ساحة)، كوري باركر (حكم مساعد أول)، كيلي اتكينس (حكم مساعد ثان)، روضة المنصوري (حكم رابع)، أدوناي أسكوبيدو (حكم فيديو)، خلود الزعابي (حكم فيديو مساعد)، يوسف الجسمي (حكم احتياطي خامس).

وشمل التكريم تقليد لاعبي النصر، «وصيف» الكأس الأغلى، وجهازه الفني والإداري، الميداليات الفضية، فيما نال لاعبو الوصل الميداليات الذهبية ومجسمات تذكارية للكأس الأغلى بتصميمها الجديد، قبل أن يرفع «الثلاثي» علي سالمين وفابيو ليما وعلي صالح «الكأس الغالية»، وسط فرحة عارمة لجماهير «الإمبراطور» على المدرجات، استمرت لساعات طويلة قبل العودة إلى دبي.
سجل أهداف الوصل فابيو ليما «ثنائية» في الدقيقتين 3+45 «ضربة جزاء»، و53، والسويسري هاريس سيفيروفيتش في الدقيقة 63، وعلي صالح في الدقيقة 82، وشهدت المباراة طرد موسى ندياي لاعب وسط «العميد» بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 50.
ورد «الإمبراطور» بتتويجه المستحق باللقب الأغلى، الاعتبار أمام منافسه «العميد» في ديربي «الكأس الأغلى» بعد 38 عاماً على آخر نهائي جمع القطبين في موسم 1985- 1986، والذي حسمه «الأزرق» بالفوز 2-1.
واستعاد الوصل مدفوعاً بمساندة جماهيره العريضة ذاكرة التتويج بالألقاب، بعد غياب أكثر من 17 عاماً، منذ آخر تتويج بـ «ثنائية» الدوري والكأس موسم 2006- 2007، ليقترب بشكل أكبر من إعادة ذات السيناريو في الموسم الحالي 2023- 2024، في ظل صدارته الحالية لدوري أدنوك للمحترفين برصيد 55 نقطة، وبفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه شباب الأهلي، مع بقاء أربع جولات على الختام.

واحتفل «الإمبراطور» الذي خاض النهائي 11 في تاريخه، والأول منذ آخر تأهل 2017- 2018 أمام العين 1-2، بالتتويج بلقبه الثالث في «الكأس الأغلى»، بعد موسمي 1986- 1987، و2006- 2007.
وحرمت رباعية «الإمبراطور» منافسه «العميد» من فرصة اللقب الخامس في تاريخه، بعد مواسم 1984- 1985، و1985- 1986، و1988- 1989، و2014- 2015، ومثلت الخسارة أمام «الأصفر» الثامن في تاريخ «الأزرق» في المباريات النهائي للكأس الأغلى. ودخل الفريقان إلى أجواء المباراة مباشرة، مع انطلاق صافرة البداية، حيث لاحت الفرصة الأولى للوصل في الدقيقة الثانية، من عرضية علي صالح من الجهة اليمنى، عالجها هاريس بتسديدة مباشرة، مرت قريبة من مرمى النصر، وسط متابعة للحارس أحمد شمبيه. وسعى النصر للرد على تهديد «الإمبراطور» بتسديدة سمير مميسيفيتش من داخل المنطقة، مرت قريبة من مرمى السناني حارس الوصل في الدقيقة 9. وألغى الحكم الأميركي للنهائي إسماعيل الفاتح هدفاً للوصل في الدقيقة 18 بواسطة السويسري هاريس، بعد خطأ لمدافع النصر راشد محمد، بعد العودة إلى تقنية الفيديو. وزادت درجة الحماس في النهائي، بعدما نال ثنائي الوصل نيكولاس خيمنيز وعلي صالح أول بطاقتين صفراويتين في الدقيقتين 20 و21 على التوالي. ولاحت الفرصة الأبرز للنصر في الدقيقة 24 من تسديدة موسى ندياي على مشارف المنطقة مرت عالية فوق مرمى الوصل، وسط حسرة الجهاز الفني لـ «العميد» بقيادة الهولندي شرودر. وتألق أحمد شمبيه حارس «العميد» في التصدي لانفراد السويسري هاريس في الدقيقة 39، بعدما سدد الأخير كرة من داخل المنطقة، بعد توغل ناجح من الجهة اليسرى، وحاول «الأزرق» الرد من ركلة حرة نفذها إيوري، وحولها المدافع أليكس رأسية، أبعدها السناني إلى ركنية في الدقيقة 43. ومنح فابيو ليما الوصل أسبقية التقدم، قبل نهاية الشوط الأول من ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، بعد لمسة يد احتسبها الحكم، بعد العودة إلى تقنية الفيديو، إثر لمسة يد على البوسني سمير مميسيفيتش في كرة مشتركة مع خيمنيز داخل «منطقة الجزاء». وشهدت حالة ركلة الجزاء المحتسبة للوصل أول تطبيق لإذاعة حديث حكم الساحة مع حكام تقنية الفيديو «VAR» خلال المباراة للجماهير الحاضرة في الملعب.
وجاء انطلاق الشوط الثاني أكثر إثارة، بعدما شهدت الدقيقة 50 إشهار البطاقة الحمراء لموسى ندياي، بعد مخالفة ارتكبها مع علي سالمين قائد الوصل، نقل على إثرها الأخير إلى خارج الملعب، بعدما لم يتمكن من إكمال المباراة، مقابل دخول رودريجو ألميدا بديلاً.
واستثمر الوصل سريعاً النقص العددي في صفوف المنافس، بعدما أضاف فابيو ليما الهدف الثاني في الدقيقة 53، مستفيداً من ركلة حرة مررها خيمينز إلى علي صالح الذي حولها بدوره عرضية، عالجها ليما وسط «غفلة» من الدفاع «الأزرق» بتسديدة قوية بيسراه عانقت شباك أحمد شمبيه.
وعزز السويسري هاريس سيفيروفيتش تقدم الوصل بالهدف الثالث من كرة رأسية في الدقيقة 63، مستفيداً من عرضية خيمنيز، بعد توغل ناجح من الجهة اليمنى.
وأكد علي صالح تفوق «الإمبراطور» شبه المطلق في المباراة، بعدما نجح في تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 83، بعد توغل ناجح من هجمة مرتدة، قبل أن يرسل تسديدة قوية بيمناه في الزاوية البعيدة لمرمى شمبيه، ليقضي على كل آمال المنافس في محاولة تقليص الفارق لتنتهي المباراة بفوز الوصل برباعية وحصده «اللقب الأغلى».

ميلوش: فخور بهذا الجيل من اللاعبين
عبر الصربي ميلوش مدرب فريق الوصل عن سعادته الكبيرة، بالفوز بأول الألقاب مع الوصل، مؤكداً أنها خطوة أولى، مشيراً في نفس الوقت إلى الجهد الكبير الذي بذله جميع عناصر المنظومة في النادي، وقال: «سعيد باللاعبين وبما قدموه في المباراة، وفخور بهم ليس لأنه من السهل في نهائي قوي أن تقوم بتسجيل 4 أهداف، والمنافس لم يكن فريقاً سهلا، وفخور بالإدارة التي قدمت خلال السنوات الماضية مجهوداً رائعاً لنصل إلى هذا المستوى، سيطرنا على المباراة من البداية، وطرد لاعب من النصر جعل مهمتنا أسهل نسبياً، وعلينا أن نحتفل بهذه المناسبة الجميلة، ولكن في نفس الوقت لا نتمادى خاصة وأنه أمامنا بطولة أخرى قوية، وأقصد بها الدوري الذي نتصدره حاليا».
وتابع: «كانت نسبة التركيز عالية من جميع اللاعبين، ونفذوا ما هو مطلوب على مدار شوطي المباراة، وبالفعل أفخر بقيادة هذا الجيل من اللاعبين الذين عزفوا لحناً مهماً بالتعاون مع الإدارة التي لم تبخل علينا بما نريده، وما قدمناه حتى الآن هو ثمرة جهد منظم بين الجميع». وأضاف: «يقف ويدعمنا جمهور كبير يبحث عن استعادة الزمن الجميل، وهو ما تم بالفعل، وهذا الجمهور الأصفر واحد من العناصر المهمة في مسيرة الفريق هذا الموسم، وما زلنا ننتظر منه الكثير في بقية مباريات الموسم».

بوفتيني: المدرب «كلمة السر» في الانتصار الكبير
أكد المغربي سفيان بوفتيني لاعب الوصل أن كلمة السر فيما وصل إليه الإمبراطور في الوقت الراهن والتتويج بأغلى الألقاب هو المدرب ميلوش، وقال: «نجحنا في تحقيق انتصار كبير بفضل ما فعله مدربنا من قراءة المدرب المنافس، والدخول للملعب بخطة مغايرة لما كنا عليه في الفترات الماضية، لنقدم المفاجأة في أرض الملعب، ونحقق انتصاراً برباعية جميلة».
وقال: «هذا اللقب الغالي بعد الغياب الطويل سيجعلنا ضمن السجلات الذهبية في تاريخ النادي، وهناك جهد كبير تم بذله من الجميع سواء من اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري، وكذلك إدارة النادي التي تقف بجانبنا ولا يمكن إغفال الدور الرائع لهذه الجماهير العريضة التي تملأ المدرجات في كل المباريات».
وأضاف: «سوف يظل التاريخ يذكرني مع الوصل، بعد هذا اللقب، وهذا مصدر فخر كبير لي، بأن نظل في ذاكرة هذا النادي الكبير، وعلينا أن نعود بسرعة من هذه الاحتفالات ليكون التركيز كبيراً وقوياً فيما هو آت من مباريات الدوري».

كايو: أوفيت بالوعد
كشف كايو كانيدو لاعب الوصل، أنه وعد زميله فابيو ليما بحصد الألقاب معاً بعد العودة إلى الفريق هذا الموسم، وقال «استحققنا هذا اللقب بعد كل التضحيات، هناك عمل كبير قام به النادي من أجل العودة إلى قمة الكرة الإماراتية، والكثير من الأشخاص والجماهير يستحقون الفرحة».
وأوضح اللاعب أن الخسارة الماضية أمام الوحدة كانت مباراة غير طبيعية، وقال «لم يسبق أن ارتكبنا هذا الكم من الأخطاء في نفس اللقاء، لذلك ركزنا لتصحيح الأمور في النهائي والفوز باللقب».

هاريس: نعيش موسماً رائعاً
أكد هاريس مهاجم الوصل، أن الفريق الأجدر حقق الفوز، وقال «أشعر أننا لعبنا بشكل أفضل في المباراة، في البداية كان هناك بعض الصعوبة، بعد تسجيل الهدف نجحنا في فرض سيطرتنا، بالمجمل نحن نعيش موسماً رائعاً للغاية، ونريد أن نواصل المضي قدماً فيه».

ليما: نحن البطل
أكد فابيو ليما لاعب الوصل أنه يشعر بسعادة كبيرة للغاية بإحراز اللقب الأول مع الوصل، بعد 10 سنوات في الفريق عندما انضم للمرة الأولى رفقة كايو كانيدو.
وقال «الجميع كان يتحدث دائماً عن الوصل وغياب الألقاب، والآن نحن البطل، وضعت كل ما لدي من أجل هذه اللحظة، وأردت أن تشعر الجماهير بالسعادة، فهي تستحق ذلك بعدما انتظرت طويلاً».

الخسارة الأولى لشرودر في «دار الزين»
عصفت الخسارة الأولى للهولندي ألفريد شرودر مدرب النصر على استاد هزاع بن زايد أمام الوصل 0-4 في نهائي الكأس الأغلى، طموحات فريقه في التتويج باللقب، وهي الخسارة الثالثة لشرودر في المواجهات أمام ميلوش المدرب الصربي للوصل بعد مواجهات العين والوصل 1-3، والوصل والنصر 1-0.
وارتبط شرودر -إلى ما قبل مواجهة الوصل في النهائي- بذكريات جيدة مع المباريات على استاد هزاع بن زايد معقل «الزعيم»، بعدما قاد الفريق في 6 مباريات على الملعب الفخم، حصد فيها العلامة الكاملة، بالفوز في دوري أدنوك للمحترفين، ودوري أبطال آسيا وكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، فيما خسر مع العين مباراتين خارج ملعب الزعيم أمام الوصل 1-3 في الدوري، والنصر 0-1 في الدوري.
واستمرت النتائج الإيجابية لشرودر في المباريات على استاد هزاع بن زايد، بعد انتقاله إلى تدريب النصر، حيث قاد الأخير لفوز معنوي على حساب «الزعيم» 2-1 في إياب الدور ربع النهائي لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، بجانب الفوز 3-1 في مباراة الفريقين من «الجولة 18» لدوري أدنوك للمحترفين، ليصل المجموع الإجمالي للمباريات التي قاد فيها شرودر العين والنصر على استاد هزاع بن زايد إلى 8 مباريات حقق فيها الفوز بالعلامة الكاملة.

مباريات شرودر على استاد هزاع بن زايد:
العين – بني ياس، 3-2، «دوري أدنوك للمحترفين»
العين – البطائح، 2-1، «كأس مصرف أبوظبي الإسلامي»
العين – عجمان، 6- 0، «دوري أدنوك للمحترفين»
العين – آهال التركماني، 4-2، «دوري أبطال آسيا»
العين – الفيحاء السعودي، 4-1 «دوري أبطال آسيا»
العين – الإمارات، 3-1 «دوري أدنوك للمحترفين»
العين – النصر، 1-2، «كأس مصرف أبوظبي الإسلامي»
العين – النصر، 1-3، «دوري أدنوك للمحترفين»
الوصل – النصر، 0-4 «نهائي كأس رئيس الدولة»