روما (أ ف ب)
عَبَّر جوان جيسوس المدافع البرازيلي لنابولي الإيطالي عن مرارته وإحباطه، نتيجة عدم معاقبة مدافع إنتر فرانتشيسكو أتشيربي على الإهانة العنصرية بحقه، وفق ما أفاد في رده على قرار الاتحاد الإيطالي لكرة القدم.
وأعلن الاتحاد الإيطالي عدم معاقبة أتشيربي في تهمة الإهانة العنصرية تجاه جيسوس لعدم وجود أدلة قاطعة.
وقال قاضي الاتحاد الإيطالي المسؤول عن المسائل التأديبية جيراردو ماستاندريا في بيان «باعتبار أنه لم يتم الوصول إلى الحد الأدنى من اليقين المعقول بشأن المحتوى التمييزي للمخالفة المرتكبة، فقد تقرر عدم تطبيق العقوبات المنصوص عليها في المادة 28 من قانون العدالة الرياضية».
وفقاً لهذه المادة، كان أتشيربي «36 عاماً» عرضة للإيقاف عشر مباريات على الأقل في الدوري، وهو ما كان ينهي موسمه ويؤثر بشكل كبير على مشاركته مع منتخب بلاده حامل اللقب في نهائيات كأس أوروبا المقررة في ألمانيا بين 14 يونيو و14 يوليو.
وأضاف البيان «يبدو أن المحتوى التمييزي، من دون التشكيك في حسن نية (جوان جيسوس)، تم إدراكه من قبل اللاعب المتضرر فقط، من دون دعم أي دليل خارجي، سواء كان صوتاً أو فيديو أو حتى شهادة».
وبطبيعة الحال، لم يكن جيسوس راضياً عن هذا القرار، وعَبَّر عن ذلك في رسالة طويلة نشرها نابولي، قال فيها «أجد صعوبة في فهم هذا القرار، رغم احترامي له، وهو ما يجعلني أشعر بمرارة شديدة، لقد شعرت بالإحباط حقاً نتيجة مسألة خطيرة».
واعتبر أن «الخطأ الوحيد الذي ارتكبته هو أني تعاملت مع الأمر مثل «جنتلمان»، وتجنبت تعكير مباراة مهمة بكل الإزعاج الذي كان من الممكن أن يسببه ذلك للمشاهدين، مع الأمل أن يُحترم موقفي، وأن يؤخذ مثالاً يحتذى به».
وفي 17 مارس، خلال المباراة ضد الإنتر في المرحلة التاسعة والعشرين، حذَّر جيسوس الحكم بأن أتشيربي وجّه له إهانة عنصرية عندما كانا يتنافسان خلال ركلة ركنية.
وأوضح جيسوس «32 عاماً» عقب المباراة أن أتشيربي «أدرك أنه تمادى كثيراً»، واعتذر له.
واستدعي أتشيربي في اليوم التالي الى معسكر منتخب بلاده لمباراتيه الوديتين في الولايات المتحدة ضد فنزويلا والإكوادور، لكنه غادره بعد أن قدّم روايته للحقائق، وأعلن أنه «لم تكن لديه نية التشهير، أو الاستخفاف أو العنصرية».
وكتب جيسوس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قائلاً «تعليقات أتشيربي لا تتطابق مع الواقع، ومع ما قاله لي، إنه أمر لا يطاق، يجب أن نحارب العنصرية هنا والآن».
وفي منشوره، رداً على عدم معاقبة أتشيربي، قال البرازيلي «لم أتوقع مثل هذا القرار الذي كنت أخشاه»، معتبراً أن ما صدر عن الاتحاد الإيطالي «يُوجد سابقة مؤسفة لتبرير بعض السلوكيات، آمل بكل إخلاص أن تسمح هذه القصة الحزينة، بمساعدة عالم كرة القدم على التفكير في مثل هذه القصة الخطيرة والمروعة»، مختتماً، إنه «موضوع خطير جداً يجب حله».
وانتقد نابولي القرار «الصادم» للاتحاد، مؤكداً أنه لن ينضم بعد الآن الى «المبادرات التجميلية البحتة» ضد العنصرية والتمييز التي ينسقها الاتحاد، مشدداً على «سنواصل قيادتها بأنفسنا، باقتناع وتصميم متجددين».
وعاد النادي الجنوبي الأربعاء للتأكيد أنه لن يشارك في حملة «أبقِ العنصرية خارجاً» المقررة في المرحلة الثلاثين من الدوري الإيطالي.
ووفقاً للصحافة المحلية، من المرجح أن يرتدي لاعبو نابولي قميصاً داعماً لزميلهم البرازيلي، قبل انطلاق مباراتهم المقبلة السبت ضد ضيفهم أتالانتا.