مراد المصري (أبوظبي)
حصدت بطولة مبادلة أبوظبي المفتوحة للتنس للسيدات، العلامة الكاملة في ختام منافساتها أمس، في الحدث الذي نظمه مجلس أبوظبي الرياضي، ضمن بطولات رابطة محترفات التنس من فئة 500 نقطة، وتوجت باللقب الكازاخستانية يلينا ريباكينا.
وانعكس نجاح الحدث من خلال الإقبال الجماهيري المتزايد، والذي تمثل في بيع تذاكر المباراة النهائية، والحضور على المدرجات رغم الظروف الجوية الماطرة التي نجح المنظمون بالتعامل معها على أكمل وجه، ليكتمل النجاح التنظيمي بصورة متناغمة منذ اللحظة الأولى وحتى الختام على مدار أيام حافلة.
وبرز من بين الأسباب الأخرى التي تعكس نجاح الحدث دعم الكوادر الوطنية، قيام الفنانة الإماراتية عزة القبيسي، بتصميم كأس البطولة، وهي التي تعمل كمصممة في مجال صناعة المجوهرات والنحت، فظهر الكأس بتصميم عصري أنيق وجذاب، وقالت: «فكرة تميمة الكأس مأخوذة من حرف النون المعروف بكونه نون النسوة، عبر ثلاث قطع متشاركة يمكن النظر إليها من كافة الجهات، وحاولت عكس أسلوبي في تضاريس الكأس وأن يحمل الهوية الثقافية الإماراتية، وجميع قطع الكأس مصّنعة هنا في أبوظبي، وما يزيد من فخري أن اختياري لتصميم الكأس يؤكد أن المرأة الإماراتية قادرة على الإبداع في هذا المجال، إلى جانب أنني سبق أن فزت بجائزة تصميم كأس بطولة الرجال لبطولة مبادلة للتنس أيضاً قبل عشر سنوات، لأعود مرة أخرى، ويتم اختيار تصميمي لكأس السيدات، في ثاني تجاربي الرياضية».
وتابعت: «أشكر المنظمين على منحي الثقة، وأن أقدم فكرتي وتصميمي، وإبراز الرؤية التي تقدمها الإمارات للمرأة العربية، ودعمها في كافة المجالات».
كما تفوقت البطولة طبياً، ومن الكوادر الوطنية التي دعمتها البطولة في هذا الجانب، الدكتور عبدالله الرحومي، رئيس جمعية الإمارات للطب الرياضي وطب إعادة التأهيل، الذي تولى رئاسة الطاقم الطبي في الحدث العالمي، وقال «قيادة الطاقم الطبي لهذه البطولة الدولية تحت إشراف رابطة المحترفات العالميات، يترجم الثقة الكبيرة بالكوادر الإماراتية، وشخصياً يمثل لي تجربة افتخر بها، وحرصت على بذل قصارى جهدي رفقة الطاقم الطبي المكون من تسعة أشخاص، وكنا على أهبة الاستعداد للتعامل مع جميع أنواع الحالات الطبية من الإصابات الروتينية، إلى الحالات الطارئة، كما وفرنا خدمة الطب النفسي لأن اللاعبات يشاركن في بطولات دولية متتالية، مما يسبب لهن ضغطاً نفسياً أيضاً، كما تعاملنا بحرص مع عامل التغيير في حرارة الطقس خلال الأسبوع الحالي، وما قد يؤدي إلى حصول نزلات برد مفاجئة».
وبرز على الصعيد الرابع، الاهتمام العالمي الكبير بهذا الحدث، من خلال ما أفردته وسائل الإعلام من تغطية موسعة، ومتابعة لحظة بلحظة لجميع الأحداث، علماً أن المنافسات تم بثها في مختلف القارات بشكل مباشر عبر شاشات التلفاز، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء العامل الخامس في المبادرات المجتمعية العديدة التي قامت بها البطولة، خصوصاً من خلال التفاعل مع المدارس في أبوظبي، ودعوة الطلاب للحضور إلى موقع الحدث، وتعلم مهارات التنس، ومشاهدة نجمات العالم في الملعب، ليكون الحدث راسخاً لهم في ذاكرتهم إلى الأبد.
وكان العامل الخامس، في قرية البطولة والمرافق الترفيهية المختلفة، التي جعلت البطولة في صدارة الأحداث المجتمعية الرياضية سواءً في الإمارات، أو روزنامة البطولات الدولية لرياضة التنس.
وجاء العامل السادس، في المنافسة المفتوحة على اللقب، مع مشاركة نخبة اللاعبات، بحضور 10 من أفضل 20 لاعبة في التصنيف العالمي، ولا يمكن التكهن بهوية البطلة قبل الحسم في المباراة النهائية في ظل ترشيح أكثر من لاعبة لحصد اللقب.
أما العامل السابع، فتمثل في دعم المواهب المحلية والعربية، سواءً عبر البرنامج المحلي لانتقاء المواهب التي سيتم إرسالها لفترة معايشة في أكاديمية دولية خارجية، أو الحرص على مشاركة لاعبات عربيات في البطولة، في مقدمتهم النجمة التونسية أنس جابر، كما تمت دعوة السعودية يارا القحطاني للمشاركة في تصفيات الحدث.
وجاء العامل الثامن، في حسن تحضير أرضية الملعب الأرضي ذى الأرضية الصلبة، حيث خلت البطولة من الإصابات المؤثرة على صعيد لاعبات الفردي، واستمرت المنافسات بسلاسة، إلى جانب عدم انسحاب أي لاعبة بارزة قبل وخلال المنافسات، فظهرت جميع اللاعبات اللواتي انتظرهن الجمهور.
أما العامل التاسع، فكان نجاح الحدث في ترسيخ مكانة أبوظبي التي تتبوأ صدارة المشهد العالمي في الوقت الحالي على صعيد استضافة الأحداث الدولية، وقد جاء المزيج المميز مع عبور طواف الإمارات الدولي للسيدات في أرجاء المدينة بنفس توقيت إقامة اليوم الختامي لبطولة مبادلة للتنس، إلى جانب أحداث أخرى متزامنة في الوقت الحالي في «عاصمة الرياضة العالمية».
وتمثل العامل العاشر، في إعلان اللاعبات المشاركات عن حرصهن على العودة في نسخة العام المقبل، وسط ترقب لمشاركة عدد أكبر من اللاعبات ذوات التصنيف العالمي المتقدم، بالنظر لما قدمته البطولة من إمكانيات كبيرة رغم أنها تعيش عامها الثاني فقط.