الدوحة (أ ف ب)


زادت النقمة على المدرب الألماني يورجن كلينسمان وبات أكثر فأكثر في مرمى النيران لدرجة أن وجهه «البشوش» أثار حفيظة الصحافة، وذلك بعد فشله في قيادة منتخب كوريا الجنوبية إلى مواصلة الحلم بإحراز كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة منذ 64 عاماً بالخروج من نصف النهائي على يد الأردن (0-2) في قطر.
واستحق المنتخب الأردني مواصلة مغامرته التاريخية وبلوغ النهائي لأول مرة، إذ كان الطرف الأفضل في لقاء عجز خلاله رجال كلينسمان عن التسديد بين الخشبات الثلاث ولو لمرة واحدة ضد فريق يتخلف عنهم في التصنيف العالمي بـ64 مركزاً.
وتعهّد كلينسمان الذي ينتقل اهتمامه الآن إلى تصفيات مونديال 2026، بعدم الاستقالة بعد المباراة وحظيَ بدعم القائد هيونج-مين سون الذي قال إن المدرب سيصبح «أقوى» بعد فشله في قيادة كوريا الجنوبية لإحراز لقبها الآسيوي الأول منذ 64 عاماً.
لكن نجم توتنهام من الأصوات النادرة الداعمة للمدرب الألماني الذي تعرض لانتقادات شديدة في كوريا الجنوبية بسبب تكتيكاته واختياراته للفريق وحتى ابتسامته.
وكان موقع «سبورتس هانكوك» من بين منتقدي كلينسمان وتصرفه بعد مباراة الثلاثاء، قائلاً: «بينما أظهر اللاعبون خيبة أملهم وابتسموا غصباً عنهم، كان الضحك يغطي وجه كلينسمان»، واصفاً الهزيمة بأنها «مهينة» و«مخزية».
وتابع: «لقد كان مشهداً (وجهه البشوش) مُحيّراً يصعُبُ فهمه، نظراً لأنه مدرب المنتخب الوطني الكوري».
وبعد الفشل في قيادة الكوريين إلى لقبهم القاري الأول منذ 1960 والثالث في تاريخهم، ينتقل تركيز كلينسمان إلى المشوار في تصفيات مونديال 2026 الذي بدأه فريقه بشكل إيجابي بفوزه بمباراتيه الأوليين في الدور الثاني (5-0 على سنغافورة و3-0 على الصين)، ويسعى إلى إضافة انتصارين آخرين حين يواجه تايلاند ذهاباً وإياباً الشهر المقبل.
ورداً على سؤال عما إذا كان سيستقيل قبل هاتين المباراتين المقررتين في 21 و26 مارس ضمن المجموعة الثالثة، قال كلينسمان: «لا أخطط لفعل أي شيء»، مضيفاً أنه سيحلل ما حصل في كأس آسيا وسيتحدث مع مسؤولي كرة القدم الكورية، لكن «عدا ذلك، لا أفكر في أي شيء».
وكان نجم المنتخب وقائده سون متعاطفاً مع كلينسمان الذي استلم المهمة في كانون فبراير 2023 ليعود إلى التدريب لأول مرة منذ رحيله عن فريق العاصمة الألمانية هرتا برلين أوائل 2020.
واعتذر سون للجماهير وساند مدربه الألماني البالغ 59 عاماً، قائلاً: «حتى قبل البطولة، كانت النظرة إليه سلبية جداً، وبالتالي أعتقد أن المدرب شعر بقدر هائل من الضغط، وعلى الرغم من الظروف الصعبة، تمكن من التأقلم بشكل جيد. لقد تأثرت جداً بطريقة اعتنائه باللاعبين من دون أن يظهر أي علامة على الإحباط ولم يستسلم أبداً حتى النهاية».
وأطلقت وسائل الإعلام المحلية الكورية على ما قدمه المنتخب الوطني «كرة قدم الأموات الأحياء» بسبب الطريقة التي استمر فيها بالعودة من بين الأموات، قبل أن يُدفَن نهائياً في نصف النهائي على يد المنتخب الأردني الذي استحق الفوز تماماً.
وقال موقع «ام كاي سبورتس» إن المنتخب قدم «أداء يرثى له»، مضيفاً أن رجال كلينسمان «جعلوا الأردن تبدو كالبرازيل... لقد خسرت كوريا الجنوبية من دون حتى أن تقاتل».
وتعرض كلينسمان لانتقادات شديدة في كوريا الجنوبية منذ اليوم الأول بسبب رفضه العيش في البلاد وسجله التدريبي الذي لا يضاهي مسيرته الرائعة كلاعب.
وشكّك الجمهور بإمكانات الألماني التدريبية في قيادة منتخب بلدهم، وهو الذي كان قد غاب عن التدريب منذ عام 2020 حين عمل مدرباً لهرتا برلين، حيث درّب أيضاً لعشرة أسابيع فقط بعد غيابٍ منذ 2016، وتحديداً منذ الرحيل عن المنتخب الأميركي الذي أشرف عليه منذ 2011 وقاده إلى لقب الكأس الذهبية.
أثار تفاؤله المستمر غضب الجماهير ووسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، وتعرض للسخرية لأنه طلب من الصحفيين قبيل انطلاق النهائيات القارية بحجز فنادقهم في قطر حتى 10 فبراير، أي موعد المباراة النهائية.
بالنسبة لكلينسمان «يجب على المدرب أن يكون إيجابياً»، مضيفاً بتفاؤل: «أعتقد أن هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي رأيناها. هذا فريق ينمو، فريق لا يزال يتعين عليه التطور في الطريق إلى كأس العالم في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا».