عمرو عبيد (القاهرة)
دخلت بطولتا كأس أمم آسيا ونظيرتها الأفريقية في مرحلة «الأمتار الأخيرة» التي ستحسم السباق القاري هنا وهناك، وتكشف عن اسم البطل المُتوّج في النهاية، إلا أن المعارك في ثُمن ورُبع النهائي شهدت صعوبات وإثارة وتعقيدات، اتفقت عليها منتخبات القارتين بصورة واضحة هذه المرة، إذ لم تُحسم النتائج بسهولة في 75% من مباريات دور الـ 16 وكذلك الـ 8، في مشاهد لافتة خلال المواجهات الإقصائية «النارية».
وخلال 24 مباراة أقيمت بالدورين في كأس الأمم الأفريقية وكذلك الآسيوية، انتهت 11 مباراة بفوز أحد الفريقين بفارق هدف وحيد، بنسبة 46%، بينها 4 بنتيجة 1-0، التي أهدت غينيا بطاقة التأهل في دور الـ 16 على حساب غينيا الاستوائية بهدف في الدقيقة 98، بعدما أضاع منافسه ركلة جزاء عبر هدافه إيميليو نسوي، ونجح الرأس الأخضر في تكرار الأمر أمام موريتانيا، بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة 88.
بينما حُسمت 6 مباريات فقط بفارق مريح و«سيناريو هادئ»، حيث تجاوزت أنجولا ناميبيا بفارق 3 أهداف في بداية دور الـ16، وعبرت نيجيريا الكاميرون بفوز 2-0، وهي نتيجة انتصار جنوب أفريقيا على المغرب نفسها، وإنْ واجه «الأولاد» صعوبة وتوتراً قبل إهدار «الأسود» ركلة الجزاء وإدراك الفائز هدف الاطمئنان المتأخر، كما فازت جمهورية الكونغو على غينيا 3-1 في رُبع النهائي الأفريقي.
أما في آسيا، فقد اقتصرت «السهولة» على انتصار أستراليا العريض أمام إندونيسيا بـ «رُباعية»، في افتتاح ثُمن النهائي، وهو الدور نفسه الذي شهد مرور اليابان من عقبة البحرين بفارق هدفين خلال الفوز 3-1، بينما شهد رُبع النهائي صدامات نارية قوية صعبة لم تعرف «الهدوء» على الإطلاق، مع أغلب مباريات دور الـ 16.
وشهدت مواجهات المرحلتين في القارتين «السمراء والصفراء» اللجوء إلى ركلات الترجيح 7 مرات، بنسبة تكاد تقترب من ثُلث المواجهات، بواقع 4 مرات في كأس أمم آسيا و3 أفريقية، إذ تأهل بواسطتها طاجيكستان إلى دور الـ 8 على حساب منتخبنا، وهو ما تكرر مع كوريا الجنوبية أمام السعودية وإيران في مواجهة سوريا، بينما عبر المنتخب القطري إلى نصف النهائي بركلات الترجيح على حساب أوزبكستان، في حين شهد دور الـ 16 الأفريقي تأهل كوت ديفوار على حساب السنغال، وكذلك جمهورية الكونغو أمام مصر، بينما وقّع دور الـ 8 على مرور جنوب أفريقيا أمام الرأس الأخضر بالركلات الترجيحية.
9 مباريات إقصائية كانت شاهدة على تسجيل أهداف متأخرة و«قاتلة» أيضاً، قادت إلى الفوز مباشرة أو دفعت المتنافسين نحو الوقت الإضافي وركلات الترجيح، بنسبة 37.5% من إجمالي مباريات دوري الـ 16 والـ 8 في بطولتي القارتين، والطريف أن كوت ديفوار تصدّر المشهد في أفريقيا مثلما فعل كوريا الجنوبية آسيوياً، حيث أدرك «الأفيال» التعادل القاتل أمام السنغال في دور الـ16 قبل 4 دقائق من نهاية المباراة، لينجح أصحاب الأرض لاحقاً في المرور نحو دور الـ 8 بوساطة ركلات الترجيح، وفي رُبع النهائي ظل منتخب كوت ديفوار متأخراً بهدف حتى الدقيقة 90، التي شهدت تسجيله هدف التعادل، قبل أن يخطف بطاقة التأهل إلى نصف النهائي بهدف «قاتل» في الدقيقة 121!
وسار منتخب كوريا الجنوبية على الدرب نفسه في كأس آسيا، حيث أنقذ نفسه من الخروج في دور الـ 16 بتسجيل هدف التعادل أمام السعودية في الدقيقة (90+9) من الوقت الأصلي، ليقود المباراة إلى ركلات الترجيح وينجح في المرور من «الأخضر»، وفي رُبع النهائي، أحرز «النمور» هدف التعادل أمام أستراليا هذه المرة في الدقيقة (90+6)، لكنه غيّر «السيناريو» وسجل هدف الفوز في الدقيقة 104 من الوقت الإضافي، كما شهدت مباراة الأردن والعراق «قمة الإثارة» بـ «ريمونتادا النشامى» الذي أحرز هدفين في الدقيقة 95 و97 ليخطف بطاقة التأهل إلى رُبع النهائي الذي كان على موعد «جنوني» في القارتين، بمرور جنوب أفريقيا على حساب الرأس الأخضر بركلات الترجيح 2-1 بعد إضاعة 6 ركلات، في حين كانت نتيجتها 3-2 لمصلحة قطر على حساب أوزبكستان عقب إهدار 5 ركلات.