معتز الشامي (دبي)


أغلق الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني، ملف مباراة فلسطين، والتي انتهت بالتعادل 1-1، ضمن الجولة الثانية من كأس آسيا التي تستضيفها قطر، وتستمر إلى 10 فبراير المقبل، وفتح ملف التركيز على مواجهة إيران، في ختام دور المجموعات، والمقرر لها الثلاثاء المقبل.
ويسعى البرتغالي باولو بينتو المدير الفني، لاستغلال التدريبات اليومية التي بدأت بمحاضرة نظرية، شرح فيها الأخطاء التكتيكية التي وقع فيها اللاعبون، لاسيما في بطء نقل الكرات وغياب التمريرات الطولية والبينية التي تسهل مهمة الخط الأمامي، بجانب بعض الأخطاء الفردية التي مكنت منتخب فلسطين من العودة إلى المباراة، وتشكيل خطورة على المرمى طيلة الشوط الثاني.
ويؤدي «الأبيض» تدريباته اليوم على ملعب استاد لوسيل الفرعي، تحظى بمتابعة دقيقة من الجهاز الفني بالكامل، خاصة في ظل رغبة بينتو في إجراء بعض التعديلات، بما يتماشى مع قدرات المنافس الإيراني، والمرشح للمنافسة على اللقب، خاصة على مستوى الدفاع، في ظل غياب خليفة الحمادي بداعي الطرد أمام فلسطين، وهو ما يرفع مؤشرات عودة خالد الهاشمي إلى «قلب الدفاع».
ويتمسك المنتخب الفرص القوية المتاحة أمامه في التأهل إلى دور الـ 16 ضمن الترتيب الثاني للبطولة، ما يعني اللعب بدوافع الفوز أمام إيران، أو التمسك بالخروج بـ «نقطة» من المباراة تضمن مركزاً مريحاً للمنتخب، لأن الخسارة تُدخل «الأبيض» في «حسابات معقدة» بعض الشيء، حيث يحتاج منتخبنا إلى أن يخسر بفارق هدف، أو هدفين على أقصى تقدير لضمان التأهل ضمن «أفضل ثوالث» في المجموعات.
وأبدى بينتو غضبه من تراجع مستوى بعض اللاعبين أمام فلسطين، وغياب الأداء بروح قتالية عالية، فضلاً عن ارتكاب بعض الأخطاء التي كلفت المنتخب ضياع نقطتين في المتناول.
وتعاهد اللاعبون على التصحيح خلال المباراة المقبلة، وتلافي الأخطاء التي وقع فيها المنتخب، حيث يتم التركيز على علاج السلبيات خلال التدريبات اليومية، حتى موعد اللقاء المرتقب.

 


وأخضع الجهاز الفني لمنتخبنا، المنافس الإيراني للمتابعة عن قرب، سواء أمام فلسطين، أو حضور مباراته أمام هونج كونج، بهدف وضع التكتيك الأنسب لمواجهته.
من جانبه، أبدى الألماني وينفرد شايفر مدرب العين وشباب الأهلي والكاميرون و تايلاند السابق، دهشته من مستوى أداء «الأبيض» أمام فلسطين، مشيراً إلى أن لاعبي المنتخب يملكون القدرات الفنية والمهارية العالية، ولكنهم تخلوا عنها واستسلموا للضغوط في مباراة وصفها بـ «السهلة» وكانت في متناول المنتخب.
وأضاف: إذا نظرنا إلى قدرات لاعبي الإمارات، فإنها أفضل بكثير مقارنة بلاعبي فلسطين، بالإضافة إلى لما يوفر للاعب الإماراتي في دوري تنافسي قوي، بخلاف القيمة السوقية للاعبين، وبالتالي كان يجب أن يواكب مردودهم هذا المستوى، ولكنهم سقطوا في أخطاء سهلة لم يكن هناك داعٍ للوقوع فيها.
وقال: منتخب فلسطين لعب بعشوائية، واعتمد على العرضيات، وكان يجب إيقاف ذلك، والتركيز على الدفع بعناصر الخبرة، واللعب بطريقة منظمة، ونقل الكرة بشكل أسرع، مما كان عليه، مع الضغط العالي على لاعبي المنافس، وهو ما لم يقدمه المنتخب في المباراة، وبالتالي سقط في فخ التعادل.
وطالب شايفر لاعبي المنتخب بضرورة استعادة الهدوء والتركيز، وخوض التدريبات الحالية بثقة، بهدف تصحيح الأخطاء، ودخول المواجهة المقبلة أمام إيران بشكل حذر، وبتكتيك مختلف، يعتمد على غلق المساحات، والضغط على حامل الكرة، واللعب بروح قتالية عالية، لأن المنتخب الإيراني يملك لاعبين أصحاب قدرات ومهارات عالية.
من جانب آخر، تكتسب المباراة أمام إيران أهمية كبيرة، من واقع أن منتخب إيران يعد المنافس الأبرز لـ «الأبيض» في المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبهما فلسطين وهونج كونج، حيث يسابق بينتو وجهازه المعاون الزمن، لتجهيز بديل المدافع خليفة الحمادي، الذي لن يكون متاحاً في لقاء إيران، بعد تعرضه للطرد بالبطاقة الحمراء في مباراة «الأبيض» مع فلسطين، ويملك المدرب مجموعة من الخيارات يفاضل بينها لاختيار اللاعب الأكثر جاهزية.
وقدم خالد عيسى حارس منتخبنا مستوى أداء متميزاً، نال بسببه إشادة جماهير المنتخب، كما حصد لقب أفضل لاعب في المباراة، بعدما أسهم في الحفاظ على التعادل في مباراة عصيبة.
وعن المباراة، قال خالد عيسى «نعتذر للجماهير التي ساندتنا خلال مباراتنا مع فلسطين، لأننا كنا نأمل أن نهديهم الانتصار، لكن في الوقت نفسه أقول مبروك للمنتخب والجمهور هذه الروح القتالية التي ظهرت في المباراة، وهذا الأمر كنا نحتاجه، والروح القتالية يمكن أن تقود المنتخب إلى أبعد مدى في البطولة».
ووعد حارس منتخبنا الجماهير بالسعي لتقديم الأفضل في المباريات المقبلة، والظهور بشكل أكثر جودة من المواجهات السابقة، متمنياً أن يتمكن «الأبيض» من حسم التأهل إلى المرحلة المقبلة، وينجح في الوصول إلى أبعد مرحلة في كأس آسيا.