عمرو عبيد (القاهرة)
منذ استعادة الكأس الأفريقية عام 2019، بعد غياب طويل، ابتعد منتخب الجزائر عن مستواه الرفيع الذي قدمه في سنوات سبقت تتويجه القاري، خاصة في كأس العالم 2014، حيث تخلى عن لقبه بسهولة في «نسخة 2021»، بعدما احتل «قاع» المجموعة الخامسة آنذاك، بتعادل وحيد وهزيمتين، قبل أن يكمل «مسلسل الظهور الباهت» بإقصاء «غريب» في تصفيات «مونديال 2022»، رغم تفوقه على الكاميرون خارج ملعبه، وإدراكه التعادل المتأخر في وقت إضافي، خلال لقاء الإياب في الدور النهائي، إلا أن هدف «الأسود» القاتل في اللحظة الأخيرة أقصى «المحاربين» وزاد الشكوك حول مُستقبل هذه الكوكبة من النجوم، التي لمعت كثيراً ثم انطفأت بغتة من دون مقدمات. ولهذا تبدأ الجزائر اليوم حملتها الأفريقية هذه المرة برغبة كبيرة في استعادة «التوهج» والكبرياء، بعدما تأهلت بسهولة إلى النهائيات الحالية، متصدرة المجموعة السادسة بفارق كبير جداً من النقاط، بلغ ضعف ما حصده الوصيف، تنزانيا، ليؤكد «محاربو الصحراء» أنهم أعدوا عدتهم للظهور بصورة مختلفة في «النسخة الإيفوارية»، إذ أن «الكمبيوتر العملاق» التابع لمؤسسة أوبتا العالمية، وضعه ضمن قائمة «الأربعة الكبار» الأوفر حظاً لنيل اللقب الأفريقي، كما أنه الرابع في الترتيب القاري، وصاحب المرتبة الـ 30 عالمياً في تصنيف «الفيفا» الدولي، ويضم منتخب الجزائر نجوماً من العيار الثقيل، أبرزهم «العالمي» رياض محرز، الذي لمع في الموسم الماضي مع مانشستر سيتي، متوجاً بـ «الثلاثية الكبرى».
إلا أن آمال البداية الجيدة لـ «المحاربين» تصطدم بتاريخ «معقد» أمام أنجولا، الذي يفتتح مباريات المجموعة الرابعة مع «مُمثّل العرب»، لأن 9 مواجهات جمعت المنتخبين، تؤكد صعوبة فوز أحدهما على الآخر إلا نادراً، حيث تعادلا 6 مرات بنسبة 66.6%، مقابل انتصارين للجزائر، وواحد فقط لأنجولا، بل إن تلك الانتصارات وقعت أغلبها في فترة قديمة، حيث فاز «المحاربون» بنتيجة واحدة، 3-2، عامي 1985 و2001، بينما فاز «الغزلان السمراء» عام 2005، وكانت آخر مواجهة قد جمعت بينهما قبل 14 عاماً، عندما تعادلا سلبياً في مرحلة مجموعات بطولة 2010، ووقتها تأهل «الغزلان» متصدراً المجموعة، بينما حصل «المحاربون» على البطاقة الثانية بصعوبة بالغة، بفضل الفوز المباشر على مالي. وخلال العقد السابق، لم تبدأ الجزائر المنافسات الأفريقية بصورة جيدة في أغلب المرات، ولهذا كان الخروج المُبكر من مرحلة المجموعات مصيراً لازمها 3 مرات في آخر 5 بطولات، حيث بدأت عام 2013 بخسارة أمام تونس، والتعادل 2-2 مع زيمبابوي عام 2017، ثم التعادل «الغريب» 0-0 أمام سيراليون في بطولة 2021، في حين فازت على جنوب أفريقيا 3-1 عام 2015 الذي توقفت فيه عند الدور ربع النهائي، مقابل الانتصار على كينيا في نُسخة التتويج عام 2019.
وعلى الجانب الآخر، تبدأ مباريات المجموعة الثالثة بظهور «حامل اللقب»، السنغال، أمام جامبيا الملقب بـ «العقرب»، وكذلك صاحب المركز الثالث في النسخة السابقة وبطل 2017، الكاميرون، مع غينيا، وتبدو حظوظ «الأسود» واضحة في تجاوز تلك المرحلة من دون عناء، سواء التي لا تُقهر أو ممثلو «التيرانجا»، حيث يتصدّر السنغال الترشيحات للاحتفاظ بلقبه الغالي «الوحيد» حتى الآن، سواء عبر الخبراء أو «كمبيوتر أوبتا العملاق»، مستغلاً هذا الجيل «الرائع» الذي حقق الإنجاز الأفريقي وكان «متميزاً» في المونديال العالمي، ومع ذلك يأمل السنغال تفادي مفاجآت جامبيا.
في حين أن الكاميرون لا تظهر بقوة في تلك الترشيحات، لكنها تتخذ المسار القوي الذي انتهجته في البطولات الأخيرة، إذ انتفضت بعد بداية متواضعة عام 2017 لتبلغ النهائي بعد تجاوز السنغال وغانا ثم إسقاط مصر في المحطة الأخيرة ونيل اللقب، كما كانت قريبة من الوصول إلى النهائي السابق لولا «انتقام الفراعنة».