علي معالي (الشارقة)
في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، وجد الشارقة نفسه خارج دوري أبطال آسيا في مشهد «دراماتيكي» مثير للغاية، حيث كان «الملك» حتى قبيل الدقيقة 90 متصدراً لقمة المجموعة بفضل الهدف الذي كان متقدماً به منذ الدقيقة 34، وفي المقابل كان السد القطري متعادلاً في نفس التوقيت مع ناساف الأوزبكي، وكانت الدقيقة (90) بمثابة الضربة القاتلة لـ «الملك»، سواء في استاد عمان الدولي بالأردن، أو جاسم بن حمد بالدوحة، حيث سجل الفيصلي هدف التعادل لتصبح النتيجة 1-1، وفي قطر ناساف تقدم بالهدف الثاني، لتصبح 2-1 للفريق الأوزبكي.
لم تكتف «الدراما الكروية» عند هذا الحد، بل كانت الضربة الموجعة لـ«الملك»، في الدقيقة (90+7)، عندما سجل التونسي رفيق الكامرجي الذي شارك قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بـ 3 دقائق، هدف الفيصلي الثاني، والذي مزق خيوط وأفكار الشارقة تماماً، ليلقن «عميد الأندية الأردنية» درساً قاسياً، للشارقة الذي وجد نفسه في دقائق معدودة وغير محسوبة خارج إطار آسيا بشكل لم يتخيله أحد بعد أن كان الفريق هو المرشح الأول للتأهل لدور الـ 16، بعدما توقف رصيده عند النقطة 8، مع السد، ليقبض ناساف على بطاقة التأهل في اللحظات الأخيرة بـ 11 نقطة.
ولعل أغرب مفارقة بين الفريقين «الشارقة والفيصلي» هي القيمة السوقية الشاسعة، حيث تتجاوز القيمة السوقية للشارقة 36 مليون يورو، في حين تتخطى قيمة الفيصلي السوقية 5 ملايين يورو بقليل، ومع ذلك انهار «الملك» بشكل غريب ومفاجئ أمام «النسر الأزرق» الأردني، والذي شارك للمرة الأولى في دوري أبطال آسيا، وتذيل فرق المجموعة الثانية، ولكن يُحسب لهذا النادي أن تاريخه عريق، وله صولاته وجولاته المحلية.
كان مشوار الشارقة غريباً في هذه النسخة، حيث استطاع في مباريات الذهاب أن يجمع 7 نقاط في أول 3 مباريات، بالتعادل مع السد سلباً، ثم الفوز على الفيصلي بهدف وبنفس النتيجة على ناساف، لكنه انهار تماماً في الإياب ليحصل على نقطة واحد من 3 مباريات بالتعادل مع ناساف سلباً، ليخسر على ملعبه بالإمارة الباسمة من السد بهدفين، قبل أن تأتي الضربة الموجعة من الفيصلي في الجولة السادسة والأخيرة والهزيمة بهدفين لهدف.
وباتت النتائج المحلية للفريق تُلقي بظلالها السلبية على مستوى الفريق قارياً، ومن مباراة لأخرى يتراجع الفريق لتأتي مباراة الفيصلي ليصل عدد المباريات التي يفشل فيها الشارقة في تحقيق الانتصار إلى الرقم (6) محلياً وآسيوياً، وهذا مؤشر بأن هناك إشكاليات كبيرة تحيط بالفريق جعلته يصل إلى هذه الدرجة والتراجع المريب.
كانت أزمات الفريق قد بدأت قبل إقامة معسكر الإعداد للموسم الجديد بوضع المدافع اليوناني مانولاس على قائمة البيع والانتقال، وفجأة تم استدعاء اللاعب للمعسكر الخارجي، وكأن شيئاً لم يحدث، لكن مانولاس كان بعيداً عن مستواه واهتزت دفاعات «الملك»، خاصة بعد إصابة شاهين عبدالرحمن وغيابه عن الموسم، وكذلك فشلت إدارة الكرة في جلب مهاجم «رأس حربة» صريح، مكتفية بالتعاقد مع المالي موسى ماريجا، ورغم قناعتنا بأن يجيد ويتألق في طرف الملعب الأيمن، لكن إدارة الشارقة مع المدرب كوزمين أرادوا إقناع الجميع بأنه رأس حربة، ليفشل اللاعب تماماً في الاختبار رغم الجهد الكبير الذي يبذله، ولكنه في النهاية من دون ثمار إيجابية.