عمرو عبيد (القاهرة)


إذا كان تواجد يونيون برلين والنجم الأحمر وأنتويرب في قاع المجموعات الثالثة والسابعة والثامنة في دوري أبطال أوروبا، يبدو منطقياً نظراً لقوة المنافسين الآخرين وفوارق المستوى الفني، فإن مشاهدة أسماء أخرى تتذيل ترتيب باقي المجموعات يُعد من «المفاجآت» الكُبرى في تلك النسخة حتى الآن، قبل جولة واحدة من النهاية، خاصة أن أغلبهم من «الكبار»، أو سبق لهم التتويج بلقب «الشامبيونزليج» في فترات سابقة، أو على الأقل امتلاكهم القدرة على احتلال مراكز أفضل مقارنة بفرق مجموعاتهم!
ولعل المجموعة الأولى هي الأكثر غرابة على الإطلاق في هذا الصدد، حيث تراجع مانشستر يونايتد إلى قاعها في المركز الأخير برصيد 4 نقاط، وقد يُغادر «الشياطين» المنافسات الأوروبية تماماً في توقيت مُبكر، خاصة أنه يحتاج إلى الفوز على بايرن ميونيخ، وانتظار هدية من منافسيه، جالطة سراي وكوبنهاجن، وعند النظر إلى الاسمين الأخيرين، يُصبح من الضروري أن يُصاب مشجع كرة القدم العالمية بـ«الدهشة»، لوضع «اليونايتد» المُخجل في تلك النُسخة، بعدما فقد هيبته القارية، مثلما حدث في إنجلترا خلال السنوات الأخيرة.
ورغم أن إشبيلية لا يملك «علاقة سعيدة» مع «الشامبيونزليج»، إلا أنه البطل التاريخي في الدوري الأوروبي برقم قياسي بلغ 7 ألقاب، كان آخرها في الموسم الماضي، ولهذا فإن الإقصاء المُبكر من دوري الأبطال يبدو غريباً في المجموعة الثانية، لأن «الفريق الأندلسي» كان يحتاج فقط، لتجاوز آيندهوفن ولانس، بعيداً عن أرسنال، لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك، بل اكتفى بحصد نقطتين فقط تذيّل بهما المجموعة، وجاءت الهزيمة الأخيرة «الغريبة» أمام منافسه الهولندي في اللحظات الأخيرة رغم تقدمه بهدفين، لتؤكد أن «البلانكي روخاس» أقرب لتوديع أوروبا هو الآخر!
ميلان لا يزال «حالة خاصة» في تاريخ دوري الأبطال، حيث كان المُنافس الأول، وربما الأوحد للعملاق ريال مدريد في إحدى الحقب الزمنية الماضية، وامتلك «الروسونيري» 7 ألقاب في «الشامبيونزليج» لا تزال تضعه في مرتبة «الوصافة» خلف «الملكي» الذي كان يبتعد بفارق لقبين فقط عن «الشياطين» في عام 2007، وصحيح أن ميلان لم يكن في أفضل حالاته «أوروبياً» باستثناء الموسم الماضي وبلوغه نصف النهائي القاري، ومع الاعتراف بوقوعه في المجموعة «الأقوى» في النسخة الجارية، وإمكانية تجاوزه الوضع الحالي بـ«معادلة معقدة»، إلا أن وجوده في المركز الأخير خلف نيوكاسل وباريس سان جيرمان، وترك البطاقة الأولى لدورتموند، كلها أمور تدخل في إطار «المصير غير المتوقع»!
أخيراً، يُمكن القول إن حالتي بنفيكا وسيلتيك في المجموعتين الرابعة والخامسة، تعتبران «أقل حدة» مقارنة بالثلاثي السابق، إذ أن «نسور البرتغال» و«عملاق أسكتلندا» ليسا ضمن فرق الصفوة الأوروبية في الحقبة الحديثة، لكنهما حصدا لقب دوري الأبطال من قبل في فترة الستينيات من القرن الماضي، بواقع مرتان لبنفيكا وواحدة لسيلتيك، إلا أن احتلاهما المركز الأخير برصيد نقطة وحيدة فقط يبدو غريباً جداً، خاصة في ظل وجود سالزبورج مع «النسور» وفينورد مع «السيلتس» بل كان يُمكنهما، على الترتيب، مقارعة سوسيداد في المجموعة الرابعة ولاتسيو في الخامسة، على أقل تقدير، بعيداً عن إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد.