معتز الشامي (دبي)
أكد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، النائب الأول لرئيس «الفيفا»، سعادته بالتوافق الآسيوي القوي بين جميع الروابط المحترفة، والاتحادات الوطنية، والاتحاد القاري، والتي نتج عنها، التناغم الكبير في تطوير البطولات المختلفة، بعد وقت ليس بالقليل من التشاور والنقاشات، والدراسات وورش العمل.
ولفت إلى أن الاتحاد الآسيوي وصل إلى مرحلة متطورة في إدارة وتنظيم بطولاته ومسابقاته على مستوى الأندية والمنتخبات.
وأشار إلى أن انطلاق النسخة الجديدة بشكلها الجديد من دوري أبطال آسيا، بعد تغيير مواعيدها، لتبدأ وتنتهي في الموسم نفسه، مع الدوريات في غرب القارة، وبنفس دوريات أوروبا، يعتبر تحولاً كبيراً في مسار البطولة، بينما التحول الأكبر في مسابقات الأندية، ينتظر أن يحدث في نسخة موسم 2024-2025، بإطلاق مسابقات الأندية الآسيوية الثلاث، والتي تشهد أول بطولة لـ«النخبة» الآسيوية، ليمسك الاتحاد الآسيوي بقصب الريادة، في إطلاق تغيير شامل على بطولات الأندية، في إطار السعي للوصول بها إلى آفاق أرحب، وغير مسبوقة.
وأضاف: مقترح بطولة النخبة، وفق النموذج الآسيوي، الذي يقام بمشاركة أبرز 24 فريقاً في القارة، من الدوريات المحترفة، يعد أمراً مهماً للغاية في مسار البطولة، من الناحية الفنية والتسويقية، بخلاف الجوانب المالية، والمردود الضخم، حيث تتضاعف قيمة جائزة الفائز باللقب إلى 12 مليون دولار، والوصيف يحصل على 6 ملايين دولار، وهو تطور كبير في البطولة من مختلف الجوانب.
وقال رئيس الاتحاد الآسيوي: بجانب بطولة النخبة، حرصنا على إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الدول للمشاركة في دوري أبطال آسيا للفئة الثانية، والذي يقام بمشاركة 32 فريقاً، وبطولة كأس التحدي الآسيوي، بمشاركة 20 فريقاً، وهناك أيضاً زيادات في المكافآت المالية للأندية المشاركة في هاتين البطولتين، واللتين نتوقع أن تشهدا تنافساً مثيراً بين مختلف الأندية التي تطمح إلى ترك بصمة مؤثرة على ساحة بطولات الأندية الآسيوية.
وتطرق رئيس الاتحاد الآسيوي إلى النسخة الحالية من دوري الأبطال، وهي الأخيرة بمشاركة 40 فريقاً، ولكنها الأولى من حيث موعدها الذي يبدأ وينتهي في نفس توقيت الموسم بغرب آسيا، وقال: ستكون بطولة استثنائية بالفعل، لأن مسألة التوقيت طالما كانت هاجساً في مسيرة البطولة، وحدث توافق كبير بين أركان المنظومة الآسيوية، في تحويل موعد البطولة، لتقام من سبتمبر إلى مايو، ويسهم ذلك التعديل في مزيد من التطور للبطولة، بجانب زيادة قيمتها التسويقية والسوقية، بالتوازي مع انطلاق البطولة بشكل مختلف مع الموسم الذي يليه، وكلها خطوات استثنائية في مسار بطولات الأندية، تبدأ بالنسخة الحالية، ولاحقاً في النسخ المقبلة، والاتحاد القاري يولي أهمية كبيرة لبطولات الأندية، ويسعى لتوفير أعلى معدلات الاحترافية في التنظيم، بما يجعل البطولة، ضمن نخبة البطولات القارية في العالم، من حيث القيمة والأهمية، وهو ما يتضاعف مع النسخ المقبلة، بعد إطلاق بطولات النخبة، ودوري الأبطال للفئة الثانية، وكأس التحدي الآسيوي.
وشدّد الشيخ سلمان بن إبراهيم، على أن الاتحاد الآسيوي اهتم بإحداث تطوير شامل في بطولات الأندية، عبر منح فرص التنافس لأبرز 76 نادياً بالقارة، بجانب التركيز على مزيد من التطور في تطبيق الاحتراف بباقي الدوريات، حيث تعد آسيا غنية بمواردها، وقارة تملك مستقبلاً أكثر إشراقاً في كرة القدم، وهو ما يعزز خطط التطوير التي يتمسك الاتحاد الآسيوي بتطبيقها بشكل مستمر.
وعن مشاركة حلم بطولات النخبة مع دول المنطقة، حيث سبق وأن أكد في حوار سابق مع «الاتحاد»، أن تلك البطولة نتاج جهد كبير لدول المنطقة، عبر توافق الرؤى مع الاتحادات الوطنية، وقال: لدينا توافق في كل الملفات مع الاتحادات الوطنية في القارة، بالإضافة إلى توافق كبير مع القيادات الرياضية والكروية في المنطقة، حيث نناقش باستمرار أفكاراً عديدة، حول تطور الكرة الآسيوية بمختلف مكوناتها.
وأضاف: بشكل عام، كل ما تحقق من نجاحات على أرض الواقع للكرة الآسيوية في آخر 7 سنوات تحديداً، وتمثل في زيادة كأس آسيا إلى 24 منتخباً، وزيادة أندية دوري الأبطال على 40 فريقاً، والآن قمنا بالتركيز على 76 فريقاً عبر 3 فئات لبطولات الأندية، يعد نتاجاً واقعياً للتواصل والتشاور والشراكة المستمرة بين الاتحاد الآسيوي، وجميع الاتحادات الوطنية بالقارة، والتي تجسد رؤية توحد آسيا على نفس الهدف.
فيما يتعلق بمقاعد آسيا في «مونديال 2026»، خاصة بعد نجاح القارة في الحصول على 8 مقاعد ونصف مقعد، وبالتالي تغيير نظام التصفيات المؤهلة إلى البطولة، قال الشيخ سلمان بن إبراهيم: زيادة عدد مقاعد آسيا، يعد اعترافاً عالمياً بنجاح وتطور الكرة الآسيوية، ونحن فخورون بما حققته منتخبات آسيا في «مونديال 2022» بالدوحة، وننتظر المزيد في «نسخة 2026»، ونثق أن المنتخبات تستعد بقوة من الآن، وبالتالي نتوقع أن يشتعل السباق بينها لنيل بطاقات التأهل، بعد تغيير نظام التصفيات، بما يسمح بفرص متعددة أمام المنتخبات المتنافسة، وهو ما يصب في مصلحة تطوير اللعبة وزيادة شعبيتها، لأن القارة الآسيوية تشهد انتشاراً قوياً للعبة، فضلاً عن كونها الأولى في العديد من دول القارة والعالم، ولا تزال لدينا خطط للتطوير التي نعمل عليها مع الاتحادات الوطنية، لتحقيق المزيد من النهوض بكرة القدم في مختلف مناطق القارة الآسيوية.
آفاق أرحب
قال الشيخ سلمان بن إبراهيم: حالياً نحن قريبون من نسخة جديدة من كأس آسيا 2023 التي تستضيفها قطر، ونتوقع تنظيماً استثنائياً مبهراً، كما أبهرت قطر العالم في استضافة «مونديال 2022»، لتستكمل النسخة المبهرة التي قدمتها الإمارات في «نسخة 2019»، كما نتوقع تنظيماً غير مسبوق أيضاً خلال «نسخة 2027» في السعودية، وهذا التنافس بين دول القارة، على استضافة البطولة، يدفعها إلى آفاق أرحب من التطور، بعدما ارتفعت القيمة الفنية والتسويقية للبطولة، مثل غيرها من البطولات التي ينظمها الاتحاد القاري، ويراعي فيها معايير الاحترافية العالية.