عمرو عبيد (القاهرة)


أكدت وسائل الإعلام العالمية أن مانشستر يونايتد وضع اللمسات الأخيرة، لإتمام صفقة انتقال المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند، قادماً من أتالانتا الإيطالي، بعقد يمتد 5 سنوات، بمقابل يتجاوز 70 مليون يورو، وقد يبلغ 80 مليوناً، وهو ما يعني أن «هالاند الجديد» كما يُطلق عليه، سيقتحم قائمة أغلى 10 صفقات في تاريخ «الشياطين»، وربما يكون ضمن الـ«توب 5»، بعد أسابيع قليلة من انضمام ماسون ماونت إلى قائمة أغلى «10 شياطين» بصفقة كلّفت «اليونايتد» أكثر من 64 مليون يورو.
لكن يبقى السؤال الأهم، هل ينجح هويلوند وماونت فيما أخفق فيه رفاقهم؟، الذين انتقلوا بصفقات «قياسية» إلى «عملاق أولد ترافورد» خلال السنوات الأخيرة، ولم ينجح أحد منهم في إعادة «الحُمر» إلى منصات التتويج الكبرى في «البريميرليج» أو على الصعيد الأوروبي!
ويدرك الجميع داخل إنجلترا وخارجها، أن «الصفقة المليونية» التي جلبت الفرنسي بول بوجبا من يوفنتوس إلى «اليونايتد» في موسم 2016-2017، بلغت قيمتها 105 ملايين يورو، لكنها لم تُحقق النجاح المُنتظر منها، مثلما كان الحال عندما رحل عن «أولد ترافورد» في أول مرة عام 2012، بطريقة «غير جيدة» هاجمها وانتقدها السير أليكس فيرجسون كثيراً وقتها، وبدا أن بوجبا تلاعب بإدارة «الشياطين» مرة أخرى، عند عودته مقابل تلك القيمة الضخمة، ليصبح أغلى صفقة في تاريخ «اليونايتد»، حيث اكتفى بمساعدة الفريق في الفوز بلقب «يوروبا ليج» وكأس الرابطة الإنجليزية في موسمه الأول، 2016-2017، قبل أن تندلع الأزمات و«الحرب الكلامية» مع مدربه جوزيه مورينيو الذي وصفه بـ«الفيروس»، واستمرت صراعات بوجبا لاحقاً مع سولشاير ورانجنيك، وكذلك إدارة النادي وجماهيره، وأسهم بوجبا ورفاقه في انهيار «الشياطين» طوال 6 سنوات قضاها هناك!
ويأتي في المرتبة الثانية، الجناح البرازيلي الشاب، أنتوني، الذي جلبه تن هاج من أياكس مقابل 95 مليون يورو، لكنه لم يصنع الفارق الكبير مع «الشياطين» رغم ظهوره بمستوى «مقبول» في موسمه الأول، إذ اكتفى بتسجيل 8 أهداف خلال 44 مباراة في مختلف البطولات، ولم يتمكن من مساعدة الفريق على الاستمرار في المنافسة على قمة «البريميرليج»، أو حصد كأس الاتحاد، لكنه تُوّج بكأس الرابطة، مثلما كان الحال مع زميله هاري ماجواير، الذي جعله «اليونايتد» أغلى مدافع في التاريخ عام 2019، عندما انتقل إليه من صفوف ليستر سيتي مقابل 87 مليون يورو، ليكون الثالث في القائمة، إلا أنه ارتكب العديد من الأخطاء الفادحة في دفاع «الشياطين» وبات «كارثة» في الخط الخلفي، مما دفع المدرب تن هاج لابتعاده من التشكيل الأساسي، والاكتفاء بمشاركته في 31 مباراة منها 16 فقط في «البريميرليج» خلال الموسم الماضي، وزاد على ذلك بإعلان تجريده من «شارة القيادة» قبل انطلاق الموسم المقبل، وهو ما بدا محاولة دفعه إلى الرحيل عن صفوف «الشياطين».
جادون سانشو كان الرابع في قائمة الأغلى، بـ85 مليون يورو، لكنه اكتفى ببطولة وحيدة وحصاد هزيل بلغ 12 هدفاً في 79 مباراة مع «الشياطين»، الذي ضمه إلى معسكر الإعداد، بعدما كاد يرحل في «الميركاتو الحالي»، وخلال موسمين تراجع مستواه، وخيّب الآمال بصورة غير متوقعة داخل قلعة «أولد ترافورد»، وهو ما تكرر سابقاً مع روميلو لوكاكو الذي جاء من إيفرتون عام 2017 «وحشاً» محملاً بقوة تهديفية غير عادية، إلا أنه تحوّل إلى «حمل وديع» مع «اليونايتد»، ولم يصمد أكثر من موسمين خرج منهما «صفر اليدين» في جميع البطولات مع الفريق، قبل أن يرحل إلى إنتر ميلان بعد تبادل الاتهامات والانتقادات الحادة مع بعض مسؤولي وأساطير وجماهير «اليونايتد».
وتضم القائمة الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي لعب لمدة موسم واحد مع «اليونايتد» مقابل 75 مليون يورو حصل عليها فريقه السابق، ريال مدريد، ولم يُحقق دي ماريا أي بطولة مع العملاق الإنجليزي، وسجّل 4 أهداف فقط في 32 مباراة، كما يحتل كاسيميرو المرتبة السابعة، بقيمة تتجاوز 70 مليون يورو، وظهر بصورة جيدة في موسمه الأول، وكانت كأس الرابطة الإنجليزية جائزته الوحيدة. أما برونو فيرنانديز صاحب المركز الثامن بـ65 مليون يورو، فهو يُعد الأفضل نسبياً في تلك القائمة، باجتهاد واضح وموهبة حقيقية، لكن الحصاد لم يتجاوز حدود كأس الرابطة أيضاً، وإن حصل على ثقة تن هاج، وبات حامل «شارة قيادة» الفريق، وتظهر أسماء اللاعب السابق، أنتوني مارسيال، وفريد وبيساكا، في قائمة الأغلى، لكن النجاح كان محدوداً للغاية، باستثناء الفرنسي الذي أسهم في الفوز بلقب «يوروبا ليج» 2016-2017، وكأسين محليتين والدرع الخيرية!