مراد المصري (دبي)


جاء تعيين البرتغالي باولو بينتو مدرباً لمنتخبنا الوطني لكرة القدم، ليعكس تصدر «المدرسة التدريبية البرتغالية» قائمة الطلب حول العالم في السنوات الأخيرة، مدعمة بالعديد من العناصر التي جعلت الإقبال عليها كبيراً على صعيد القدرة على بناء الفرق، أو حصد النتائج.
وشهد الموسم الماضي، نجاح البرتغالي ليوناردو جارديم في قيادة شباب الأهلي إلى حصد لقب «دوري أدنوك للمحترفين»، قبل الرحيل إلى الريان القطري، فيما قاد البرتغالي نونو سانتو فريق اتحاد جدة إلى استعادة لقب الدوري السعودي، فيما عاد الهلال السعودي إلى الاستعانة بمدربه السابق البرتغالي جورجي سانتوس.
وعلى صعيد الدول العربية، وبعد عودة «الأبيض» إلى الاستعانة بالمدربين البرتغاليين للمرة الأولى منذ 24 عاماً، حيث كان كارلوس كيروش المدرب البرتغالي الوحيد الذي درب منتخبنا بين عامي 1998 و1999، فإن منتخب قطر قام بتعيين كيروش تحديداً مدرباً له، والذي سبق له تدريب منتخب مصر مؤخراً، قبل أن يقوم «الفراعنة» بتعيين مدرب برتغالي آخر حالياً هو روي فيتوريا.
على الصعيد العالمي، يتصدر جوزيه مورينيو قائمة مدربي البرتغال خارج بلادهم، ويدرب روما الإيطالي حالياً، كما ينشط في «الكالشيو» أيضاً باولو سوزا مدرب ساليرنتيانا، فيما يقود ماركو سيلفا فريق فولهام في الدوري الإنجليزي، ويدرب باولو فونسيكا في الدوري الفرنسي، ويتولى فرناندو سانتوس تدريب منتخب بولندا، فيما يعتمد 16 من أصل 18 فريقاً في الدوري البرتغالي على مدربين محليين، وإن كان اتحاد الكرة خالف القاعدة، بعد سلسلة من المدربين البرتغاليين، من خلال الاستعانة بالإسباني روبرتو مارتينيز.
ويتميز المدربون البرتغاليون بالانضباط التكتيكي، مع التزامهم بخطط لعب تبدو متشابهة إلى حد كبير، من حيث طريقة 4-2-3-1، أو 4-3-3، وهما المفضلتان لبينتو المدرب الجديد لـ «الأبيض»، فيما يجيد مدربو البرتغال عملية البناء، سواء للأفراد أو الفريق بأكمله، من حيث التركيز على الجوانب الفردية ودمجها في إطار جماعي، مع السعي دائماً لحصد النتائج وفق الأدوات المتوفرة، إلى جانب مهارة تحليل المنافسين، وتجسد ذلك في أداء الفرق التي تولى الإشراف عليها مدربو البرتغال في الفترة الماضية.
وأوضح البرازيلي جورفان فييرا، الذي يملك الجنسية البرتغالية، وانطلق في مسيرته التدريبية من هناك، حيث يتابع تطور اللعبة هناك باستمرار، أن نجاح المدرب لا يعتمد على جنسيته بقدر الاعتماد على الجودة والخبرة التي يملكها، لكن تطور المدربين البرتغاليين ونجاحهم يعود إلى الدورات التأهيلية المكثفة التي يخضعون لها في بلادهم، والتي سبق لفييرا نفسه المشاركة فيها، وكانت عبارة عن معسكرات متكاملة تشمل تحليلاً للمباريات ومواقع اللعب لكل مركز، إلى جانب كون المسابقات في البرتغالية تنافسية للغاية، وتضع المدربين دائماً تحت الضغط لتحقيق النتائج، إلى جانب الاهتمام بتطوير مستويات اللاعبين، حيث تمتلك البرتغال الكثير من اللاعبين بمستويات فنية مرتفعة، مما يجعل المدربين قادرين على نقل أفكارهم لهم بالشكل الصحيح للتطوير وحصد المطلوب.
وأوضح فييرا أن الموجة الحالية، بالتوجه إلى المدربين البرتغاليين في المنطقة، يكون الحكم عليه من خلال النتائج، والأسماء الموجودة تحمل الكثير من الخبرة، سواء بينتو، أو حتى الاستعانة بآخرين مثل جورجي جيسوس وكارلوس كيروش، حيث إن العمر يعني الكثير من المعرفة، على عكس البحث عن أسماء تدريبية شابة، وفي المجمل فإن نجاح المدرب، سواء البرتغالي أو غيره، يعتمد على الهيكل الذي يملكه اتحاد اللعبة أو النادي، من أجل الوصول إلى هذا النجاح.
وأشار إلى أن نجاح مدرب من جنسية معينة، ينعكس بشكل إيجابي على بقية المدربين من الجنسية نفسها، ويجعل الإقبال عليهم أكبر، وحدث ذلك في فترات ماضية، مع تتويج المنتخب بلقب كأس العالم، فالكل يتوجه إلى مدربي الدولة التي حصدت «المونديال»، بدليل انتشار المدربين البرازيليين والفرنسيين من قبل، كما أن تفوق ريال مدريد وبرشلونة في الكرة العالمية، أدى إلى التعاقد مع المدربين الإسبان، ومع نجاح مدرب برتغالي في المنطقة، فإن المزيد من الإقبال على هذه الجنسية، وهو شيء قابل للتكرار، ولكن وفق شروط حُسن اختيار المدرب نفسه، والحكم على خبراته وقدراته الشخصية.