عمرو عبيد (القاهرة)

عادل مانشستر سيتي الإنجاز التاريخي الذي حققه «اليونايتد» قبل 24 عاماً، ليتقاسم «العملاقان» مجد مدينة مانشستر الكروي، لكن مراجعة أبرز ملامح هاتين الثُلاثيتين تكشف عن تفوق «السيتي» رقمياً وفنياً، خاصة مع تشابه طريق كليهما نحو حصد هذا المجد الإنجليزي النادر، مما يُسهّل عملية المقارنة بين الثُلاثيتين، حيث هزم «السماوي» فيها «الشياطين»!
والطريف أن طريق الفريقين للفوز في «معركة البريميرليج» مر عبر «بوابة» أرسنال في كل مرة، لكن الوضع كان مُختلفاً تماماً ويميل إحصائياً وعلى صعيد النتائج لمصلحة «سيتي بيب»، حيث حصد اللقب هذا الموسم بعد صراع طويل ومثير مع «المدفعجية»، إلا أنه كان أكثر تفوقاً على غريمه بعدما فاز عليه، ذهاباً وإياباً، مُسجّلاً 7 أهداف واهتزت شباكه مرتين فقط.
كما حسم اللقب قبل عدة مباريات مؤجلة له ليُنهي البطولة بفارق 5 نقاط عن «الجانرز»، في حين أن «اليونايتد» خسر أمام أرسنال في الدور الأول عام 1998 بنتيجة 0-3 قبل أن يتعادل معه في الدور الثاني مطلع عام 1999 بـ1-1، ولم يتمكن «الشياطين» من التتويج إلا في الجولة الأخيرة بفارق نقطة وحيدة عن «المدفعجية»، حيث حوّل تأخره أمام توتنهام بهدف إلى فوز 2-1.
وعلى صعيد الحصاد الرقمي، يبرز تفوق «البلو مون» الكاسح، إذ حقق الانتصار في 28 مباراة بنسبة 73.7%، وحصد 89 نقطة بنسبة نجاح بلغت 78%، وأحرز خط هجومه 94 هدفاً مقابل استقبال 33 في شباكه، ليكون صاحب أقوى هجوم ودفاع بين جميع فرق «البريميرليج»، ورغم أن «اليونايتد» لم يخسر وقتها إلا 3 مباريات فقط مقارنة بـ5 لـ«السيتي»، مع العلم أن الهزيمة الأخيرة أتت بعد ضمان التتويج، لكن «كتيبة السير فيرجسون» تعادلت 13 مرة بنسبة 34% من إجمالي المباريات، واكتفت بتحقيق 22 فوزاً بنسبة 58%، وصحيح أن الفريق كان صاحب أقوى خط هجوم في البطولة، إلا أنه أحرز 80 هدفاً فقط بفارق 14 عن «سيتي بيب»، واحتل دفاعه المرتبة الرابعة بين الفرق بعدما اهتزت شباكه 37 مرة!
الأكثر غرابة أن مسيرة «عملاقي مانشستر» في كأس الاتحاد جاءت متقاربة بنسبة كبيرة، حيث تجاوز كلاهما عقبتي أرسنال وتشيلسي في الطريق نحو اللقب، لكن النتائج كانت مختلفة ومنحت أفضلية نسبية لـ«السيتي» الذي دك حصون «البلوز» في البداية بـ4 أهداف نظيفة ثم عبر «الجانرز» بهدف واحد، في حين تغلّب «اليونايتد» على تشيلسي 2/0 بمجموع المباراتين، وبعد تعادله 0-0 ذهاباً مع أرسنال في نصف النهائي، احتاج إلى الوقت الإضافي ليبلغ النهائي بصعوبة بنتيجة 2-1.
وكان «الشياطين» قد فاز على ليفربول 2-1 في بداية البطولة ولم يجد صعوبة كبيرة في المباراة النهائية، التي واجه فيها نيوكاسل وهزمه 2-0، في حين سحق «السيتيزن» 3 فرق في طريقه نحو النهائي، مُسجلاً 12 هدفاً وخرج بشباك نظيفة، قبل المباراة النهائية «القوية» التي تغلب فيها على غريمه وجاره اللدود 2-1، ليكون سبباً في حصده «ثلاثية الموسم» في النهاية، ويُذكر أن «السيتي» سجّل في تلك البطولة 19 هدفاً واستقبل هدفاً وحيداً، بينما أحرز «اليونايتد» 12 واستقبل 3 آنذاك.
وقبل 24 عاماً في دوري أبطال أوروبا، كان مانشستر يونايتد «وصيفاً» لبايرن ميونيخ في المجموعة الرابعة، حيث تعادل مع «البافاري» مرتين ومثلهما مع برشلونة، ثم تجاوز العقبتين الإيطاليتين في مرحلتي رُبع ونصف النهائي، حيث تعادل مع إنتر ميلان 1-1 وكذلك مع يوفنتوس، وحقق الفوز في المباراة الثانية بنتيجتي 2-0 و3-2 على الترتيب، أما «سيتي بيب» فلم يجد أي صعوبة في اعتلاء قمة المجموعة السابعة بـ4 انتصارات وتعادلين، وبعد تجاوز «سهل» لمنافسه الألماني لايبزج في دور الـ16، واجه «العملاقين الكبيرين» وسحقهما بقوة غير عادية، فواجه بايرن ميونيخ في رُبع النهائي، حيث فاز عليه ذهاباً 3-0 وتعادل إياباً 1-1، قبل أن يعكس الأمور أمام ريال مدريد بتعادل 1-1 ثم فوز «تاريخي مُذل» بـ4-0.
وإذا كان «البافاري» و«الأفاعي» مثلا عاملاً مشتركاً في مسيرة فريقي مانشستر نحو اللقب الأوروبي، فإن التعامل بدا مُختلفاً تماماً في كل مرة، حيث ظل «اليونايتد» مُتأخراً بهدف حتى اللحظات الأخيرة من عمر مباراة النهائي عام 1999، قبل أن يصنع «الريمونتادا» المجنونة في الدقيقتين الأولى والثالثة «بعد التسعين»، في حين تمكّن «السيتي» من اقتناص اللقب على حساب إنتر ميلان بهدف واحد، بعد مواجهة صعبة ومثيرة.