علي معالي (دبي)


روماريو وبيبيتو لاعبان كبيران سابقان في منتخب البرازيل لكرة القدم، ومنذ سنوات طويلة والعلاقة بين النجمين يسودها التوتر خارج «المستطيل الأخضر»، لدرجة أن روماريو أعلنها صراحة عندما قال: نحن أناس مختلفون، بيبيتو شخص أسري يفضل البقاء في المنزل، لكن أنا مثل «قطط الشوارع»!
والعلاقة المتذبذبة بين «الكبيرين» جعلت روماريو يُعلن قبل «مونديال 1994» أنه لن يجلس بجانب بيبيتو على متن الطائرة المتجهة إلى أميركا، ورغم كل ذلك أثبتا أنهما يمثلان أقوى شراكة هجومية في كأس العالم في ذاك الوقت، وتوجا معاً بلقب «المونديال».
وبلغت الشراكة ذروتها، في فوز مثير في ربع النهائي على هولندا، حيث افتتح روماريو التسجيل من تمريرة بيبيتو، قبل أن يسمح الأول للكرة بالمرور حتى يضاعف الأخير تقدم البرازيل، وتبع ذلك الاحتفال الشهير على طريقة الأطفال، وبها الكثير من الحب بين اللاعبين، حيث انضم روماريو إلى بيبيتو في الاحتفال بقدوم مولوده، وهي لقطة لن تنساها ملاعب الكرة العالمية.
ورغم أنهما عاشا سنوات من الحب الكروي، تأتي السياسة بعد 29 عاما، لتضربه في مقتل، وتبادل كل منهما الاتهامات، بل وصل الأمر إلى درجة التراشق اللفظي بينهما والاتهام بالخيانة وأمور أخرى كثيرة ظهرت على السطح مؤخراً في الإعلام البرازيلي.
قال روماريو عن بيبيتو: إنه خائن، لقد خانني في السياسة، وعندما يكون الخائن صديقك، إنه أمر محزن.
وجاء رد بيبيتو حاداً، وقال: من هو ليصفني بالخائن؟، روماريو يتقدم في السن، وأعتقد أنه يتصلب في كلامه، لدي مسيرة كاملة في كل من كرة القدم والسياسة، ولم أشارك أبداً في الجدل، ولا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عنه، وهو أناني، وفكر دائماً في نفسه، وفردي بطبعه.
وما حدث بين «الموهوبين» دليل على أن الصداقة لا تنجو دائماً من السياسة، وما يدور فيها من خفايا وخبايا.