عمرو عبيد (القاهرة)


بين كواليس وسطور عشرات الإقالات التي ضربت مدربي الدوريات الأوروبية الكبرى، تدور الأحاديث حول تأثير «سحر» المدرب الجديد في أول مباراة، مقابل «الهمس» عن «تمرد» النجوم على قائدهم السابق أو «تردي» حالتهم بالفعل، ولعل الإقالة «المفاجئة» التي تعرض لها جوليان ناجلسمان في ألمانيا وفجّرت غضب المحيطين بفريق بايرن ميونيخ، تُعد واحدة من تلك الحالات المثيرة للاهتمام!
حيث تولى «المتميز» توماس توخيل مقاليد الأمور داخل «قلعة البافاري» في نفس ليلة إقالة مواطنه، ليفوز بعد أيام قليلة بمباراة القمة في «البوندسليجا» على بروسيا دورتموند 4-2، وبينما انتشرت التقارير المتفائلة بأفكار وقوة شخصية توخيل بسرعة البرق، تلقى «البايرن» مع توخيل «صفعة قوية» بالإقصاء من كأس ألمانيا، بعد 3 أيام فقط على يد فرايبورج، بهزيمة تاريخية نادرة تؤكد أن خدعة وُحمى البدايات لا تعبر أبداً عن حقيقة الأمور، ولا تشفي من تأثير الإقالات.
الطريف أن الوضع في تشيلسي الإنجليزي لن يختلف كثيراً، مع الاعتراف بأن الحكم سابق لأوانه، حيث تمت إقالة جراهام بوتر بعد فترة قصيرة، عبر 31 مباراة فقط، لكن الهزيمة أمام أستون فيلا أطاحت به قبل أيام، ليعود «البلوز» مع مدربه المؤقت برونو سالتور ليتعادل مع ليفربول سلبياً بعد 3 أيام فقط، ويُمكن اعتبار التعادل أمام أحد كبار «البريميرليج» نقطة إيجابية، حتى لو كان الأخير يترنح هذا الموسم، لكن يبقى السؤال، هل يستمر هذا النجاح؟
وإذا كانت أسباب إقالة أنطونيو كونتي من تدريب توتنهام تبدو معروفة للجميع، فإن نتائج ليستر سيتي المتردية هذا الموسم كانت السبب الأول في الإطاحة ببريندان رودجرز، ومع ذلك سار الوضع منطقياً، ومن دون «مفاجآت» عقب رحيلهما، حيث ظل التعادل يحكم نتائج «السبيرز» الذي أخفق في الحفاظ على تقدمه أمام إيفرتون وتعادلا 1-، 1 بعد 3-3 أمام ساوثهامبتون في عهد الإيطالي، وتجمد «الثعالب» في مكانه بهزيمة مطابقة للتي أقصت رودجرز على يد كريستال بالاس، حيث خسر 1-2 أيضاً أمام أستون فيلا، بعد 3 أيام من إقالة الأيرلندي!
وطوال الموسم الإنجليزي الذي شهد الإطاحة بـ12 مدرباً، لم تنجح «البداية الصاخبة» للمدرب التالي في إحداث صحوة كبيرة لأغلب الفرق، حيث فاز شين ديتش بأولى مبارياته مع إيفرتون خلفاً لفرانك لامبارد، وجاء الانتصار المدوي على حساب أرسنال «المتصدر»، لكن «التوفيز» ليس بعيداً عن مناطق الهبوط في «البريميرليج» حالياً.
وقام ساوثهامبتون بتغيير قيادته الفنية عدة مرات، إذ قاده روبن سيليس في مباراة واحدة فقط عقب إقالة رالف هاسنهوتل أنقذته خلالها ركلات الترجيح في كأس الرابطة، وبدأ خلفه ناثان جونز بهزيمة منطقية أمام ليفربول قبل الفوز في كأس الرابطة أيضاً، بل عاد سيليس مؤخراً من جديد ليفوز على تشيلسي في الدوري، والنتيجة أن ساوثهامبتون يحتاج إلى «معجزة» للبقاء في الدوري الممتاز بعد استمراره في المركز الأخير.
والغريب أن 4 فرق في «البريميرليج» أقالت مدربيها قبل أن يفوز الوجه الجديد في أولى مبارياته أيضاً، حيث حققها لوبيتيجي مع وولفرهامبتون وخافي جارسيا مع ليدز، ثم أوناي إيمري مع أستون فيلا بعد ستيفن جيرارد، ولم يتحسن الوضع كثيراً مع أغلبهم، باستثناء إيمري مؤخراً مع «الأسود»، ويبقى انتظار الوقت للحكم على فوز «المخضرم» روي هودجسون بعد أيام معدودة من توليه مهمة تدريب كريستال بالاس خلفاً لباتريك فييرا، لأن الفوز جاء على حساب «ثعالب ليستر التائهة»!