عمرو عبيد (القاهرة)


منذ انطلاق كأس العالم عام 1930، حمل «الظهور الأول» لـ«بطل المونديال» عقب التتويج طابعاً خاصاً، إذ كان العالم، ولا يزال، ينتظر «احتفال الأبطال» في أول مباراة يخوضها بعد الفوز بالكأس، والطريف أن التاريخ لم يحمل «البهجة» لأغلب أبطال المونديال في ظهورهم الأول، بل إن الأرجنتين ورفاق الأسطورة، ليونيل ميسي، نجحوا في تحقيق التوازن المفقود بفوزهم الأخير على بنما، حيث تساوت حالياً كفة الانتصارات مع الخسائر التي شهدتها أولى المباريات الدولية للأبطال بعد التتويج بالمونديال!
وبعد 29 عاماً، تمكن «الألبيسيليستي» من استعادة نغمة فوز البطل المونديالي في ظهوره الأول عقب التتويج، حيث توقف عداد الانتصارات عند عام 1994، عندما نجح منتخب البرازيل في الفوز على أرضه ودياً بنتيجة 2-0 أيضاً على حساب يوغوسلافيا في ديسمبر من عام المونديال الأميركي، ومنذ ذلك الحين، تعادل بطل المونديال 3 مرات وخسر مثلها في ظهوره الأول «ملكاً للعالم»، فتعادلت فرنسا مع النمسا عام 1998 وكذلك إسبانيا أمام المكسيك بعد شهر واحد من نُسخة 2010، بينما كان التعادل الرسمي الوحيد من نصيب «الديوك» أمام ألمانيا عام 2018 في دوري الأمم الأوروبية.
وخلال تلك الفترة، بدأ «السليساو» سلسلة خسائر الأبطال بالسقوط داخل الديار أمام باراجواي ودياً بعد شهر واحد من مونديال 2002، وعادت إيطاليا في التوقيت نفسه عام 2006 لتخسر أمام كرواتيا بهدفين أمام جماهير «الآزوري»، أما «الماكينات» فقد تحطمت في عقر دارها على يد الأرجنتين بعد شهرين فقط من اقتناص مونديال 2014، وخسر «الألمان» ودياً بنتيجة 2-4 لتنتقم الأرجنتين من هزيمة نهائي كأس العالم في واقعة شهيرة غير مسبوقة!
التاريخ يشير إلى أن «احتفال» البطل بلقب «المونديال» خرج باهتاً في 8 مرات سابقة مقابل الانتصار في 8 مواجهات، بجانب 6 تعادلات حفظت ماء وجه الأبطال في أول ظهور بعد التتويج، ولعل البداية في العصر القديم كانت «مُحبطة»، حيث خسرت أوروجواي بطل 1930 أمام البرازيل في العام التالي مباشرة بنتيجة 0-2 خلال بطولة «كوبا ريو برانكو»، ثم وقعت إيطاليا في الفخ ذاته على يد إنجلترا نهاية عام 1934 ليُهزم البطل 2-3 ودياً.
لكن «الآزوري» أعاد هيبة الأبطال في احتفاليته بكأس 1938 حيث فاز على سويسرا ودياً بهدفين، ثم تمكن نظيره الأوروجواياني من تكرار الأمر عام 1950 في بطولة الألعاب الأميركية بانتصاره على المكسيك 3-1، وأعاد «الألمان» ذكريات هزائم الأبطال بالسقوط 0-2 أمام بلجيكا عام 1954، بل إن «الماكينات» خسر أول 3 مباريات متتالية بعد التتويج المونديالي، ليفتح الباب أمام كثير التساؤلات التي دارت حول استحقاقه الفوز بكأس العالم على حساب المجر!
وشهدت الفترة بين 1966 و1978 الظهور الأفضل على الإطلاق لبطل المونديال عقب التتويج، حيث فازت إنجلترا على أيرلندا الشمالية 2-0 في تصفيات «يورو 1968»، تلاها انتصار البرازيل في كأس رئيسها على المكسيك 2-1 ثم فوز ألمانيا الودي على سويسرا بالنتيجة نفسها، التي تكررت أيضاً مع الأرجنتين على حساب بلغاريا ودياً في «المونومينتال».
وصحيح أن «راقصي التانجو» سجل انتصاراً في ظهوره الأول بطلاً لمونديال 1978، إلا أنه لم يتمكن من تكرار الأمر ذاته بعد نُسخة 1986 رغم وجود «الساحر» مارادونا، حيث خسر مباراته الأولى الودية عام 1987 أمام إيطاليا بنتيجة 1-3، والمثير أن مارادونا سجل هدفاً في تلك المواجهة أيضاً، ليأتي «الأسطوري» ميسي بعد 36 عاماً ليُعيد لقب المونديال إلى الأرجنتين على درب «مدربه وملهمه»، ثم يقود المنتخب للفوز في احتفالية التتويج ويُسجل الهدف الثاني أمام بنما بعدما شارك في الأول!