دبي (الاتحاد) أكد البطل الرياضي العالمي نوفاك ديوكوفيتش الذي يعتبر من أشهر لاعبي كرة التنس المحترفين، أن دبي بمثابة وطنه الثاني معبراً عن سعادته بتواجده فيها اليوم بالتزامن مع الذكرى السنوية العشرين لانطلاق مسيرته الاحترافية، مضيفا أن دبي والإمارات تجسدان قيم الأمل والإيجابية والإيمان بالمستقبل.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة خاصة ضمن أعمال اللقاء السنوي الأول لصندوق حي دبي للمستقبل بعنوان «من الإيمان بالفوز إلى البطولة» أدارتها الإعلامية بيكي أندرسن من «سي إن إن»، واستعرض خلالها أبرز محطات رحلته إلى صدارة الترتيب العام لمحترفي كرة المضرب للرجال على مستوى العالم بالعزيمة والإصرار على الفوز بالمركز الأول.
وقال ديوكوفيتش: «كنت طفلاً تجرّأ على الحلم، وهذا الحلم تحقق رغم كل الصعوبات. وما أثّر على شخصيتي ومسيرتي هو خوض التحديات، التي علمتني الكثير وجعلتني أقوى وعززت حافزي وعزيمتي».
وأضاف: «في أي ميدان من ميادين الحياة المهم أن تعرف ما تريد وتسعى إليه بكل قوتك وعزمك وإصرارك مستفيداً من كل الدعم الذي يمكنك أن تحظى به»، مشيداً بدور مدربته وملهمته منذ مرحلة الطفولة، التي درّبت أيضاً بطلة التنس العالمية مونيكا سيليش، ورسخت لديه نهج تحقيق الأهداف والحرص على توسيع تأثيرها الإيجابي على كل المحيطين به مع احترام اللعبة والمتنافسين.
وتابع ديوكوفيتش حديثه بالقول: «تخيّل أحلامك، وتصوّر نفسك تحققها، وركّز عليها بشكل مستمر دون انقطاع، وضع كل طاقتك لتحويلها إلى واقع وستنجح. وعلينا دائماً التحلي بالتفاؤل والإيجابية والمرونة والأمل والطموح والانتماء للجذور والتطلع إلى المستقبل والنمو والنجاح، وهذا ما تجسده دبي ودولة الإمارات بهويتها وقيمها وجذورها وتطلعها للمستقبل».
العمل الاجتماعي والتحفيزي والإنساني
وأكد ديوكوفيتش أن الانتماء وحرص الإنسان على هويته وقيمه يمكّنه ومجتمعه من تحقيق أهدافه المستقبلية، بالإضافة إلى حرصه على صحة جسمه وصفاء ذهنه ومواصلة صقل مهاراته في شتى المجالات، لافتاً إلى أن التكنولوجيا التي تستخدم في مكانها الصحيح تحقق قفزات نوعية في أي مجال.
ولدى سؤاله عن الطموحات المستقبلية التي يتطلع إليها قال نوفاك ديوكوفيتش أنه سيواصل مسيرته الاحترافية في عالم الكرة الصفراء، خاصة مع ارتفاع العمر الافتراضي للرياضيين المحترفين في الرياضات المختلفة ككرة القدم والسلة والتنس، بالإضافة إلى العمل على تحسين قدراته بالاستفادة من حافز المنافسة البطولية مع لاعبين متميزين، مشيراً إلى خطة له للاستثمار أكثر في العمل الاجتماعي والتحفيزي والإنساني في وطنه والعالم كما في مؤسسته لدعم التعليم التي استطاعت فتح أكثر من 50 حضانة تعليمية للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في وطنه صربيا.
دبي وجهة مثالية للاستثمار
وتحدث ديوكوفيتش عن مرحلة ما بعد التنس، وتطلعاته إلى خوض عالم التمويل الجريء للمشاريع الواعدة؛ سواء في عالم اللياقة البدنية أو التغذية أو الاستدامة أو الطاقة النظيفة أو البيانات، داعياً إلى الاستفادة من الدروس في مجال الاستثمار مع التحلي بالجرأة للمساهمة في دعم مشاريع المستقبل واتجاهاته الواعدة، مؤكداً أن دبي هي وجهة مثالية للاستثمار فيها.
التكنولوجيا والرياضة ومواصلة الحلم من دبي
وتفاعل المشاركون في الاجتماع بشكل كبير مع الكلمة التحفيزية الملهمة بعنوان «التكنولوجيا في خدمة الأقل حظاً» التي ألقتها جسيكا سميث، السبّاحة البارالمبية الشهيرة التي عانت منذ ولادتها من عدم اكتمال نمو ذراعها اليسرى وتستخدم اليوم التكنولوجيا لتعويضها بذراع روبوتية، وتحدثت فيها عن قصة نجاحها الشخصية والمهنية وكيفية تغلّبها على التحديات التي واجهتها منذ الطفولة.
وقالت: «مشاركة قصصنا تسهم في بناء مجتمع إنساني متسامح يشمل الجميع ويمكّنهم، ولكلٍ منا دوره الأساسي في تحقيق ذلك، وأنا محظوظة بأن أكون مشاركة في هذا المجهود على مستوى العالم انطلاقاً من دبي، وأنا ممتنة لقيادة دولة الإمارات التي توفر كل الدعم لتمكين أصحاب الهمم حول العالم.»
وأكدت سميث على أهمية الإيمان بالذات والاعتماد على النفس واكتشاف الإنسان لقدراته وإمكاناته، وهو ما أهّلها لخوض غمار الرياضات التنافسية، كالسباحة التي أصبحت منذ مرحلة مبكرة أهم ما في حياتها، حتى حققت الإنجازات وفازت بالبطولات البارالمبية والميداليات وجالت العالم، حتى وجدت في دبي مستقراً ومنصة مثالية لها لتنطلق منها وتثبت أن أصحاب الهمم قادرون على تحقيق الإنجازات إذا ما توفر لهم التمكين وإيمان المجتمع بهم، وإذا ما استفادوا أيضاً من الابتكارات التكنولوجية التي تصنع مستقبلاً أفضل يشمل الجميع دون استثناء.