أنور إبراهيم (القاهرة)
لم يكن غضب فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني، وانفعاله على لاعبي الفريق ومديرهم الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، من فراغ، وإنما لإحساسه بخطورة موقف الفريق في الدوري الإسباني "الليجا" واتساع فارق النقاط بينه وبين غريمه اللدود برشلونة إلى 9 نقاط ، وتضاؤل فرص حفاظه على اللقب ، بعد أن تعثر الفريق مجدداً أمام ريال بيتس في مباراته الأخيرة، بالتعادل من دون أهداف.
واستفسر بيريز من أنشيلوتي عن سر هذا التراجع، ونزل غرفة الملابس، على حد قول صحيفة "آس"، لتعنيف اللاعبين، وسؤال المدير الفني عن عدم إشراكه أفضل تشكيل من بداية المباراة، ورد عليه أنشيلوتي بقوله: الفريق يلعب الكثير من المباريات ولابد من القيام بعملية "المداورة" بين اللاعبين.
الوضع العام في ريال مدريد دفع أغلب المراقبين المحايدين في المواقع والصحف الإسبانية، إلى توقع عدم قدرة "الملكي"على مواصلة المنافسة على اللقب أمام البارسا، بل ذهب البعض إلى حد القول: الآن يمكن لكتيبة أنشيلوتي أن تقول وداعاً للقب.
وعددت هذه المصادر أسباب هذه التوقعات المبكرة نسبياً، قائلة إن السبب الأول هو تكرار إصابات اللاعبين الأساسيين، وطول مدتها على مدار الموسم من بدايته، ما يعني إن السبب الأول "بدني" بالدرجة الأولى ويكفي إن 18 لاعباً تناوبوا على عيادة النادي بمجموع 40 إصابة مختلفة منذ شهر سبتمبر الماضي، كما أن عدد المباريات التي غاب عنها لاعبون أساسيون كان كبيراً، وعلى سبيل المثال، لوكاس فاسكيز وفيرلان ميندي "11 مباراة" وديفيد ألابا "10مباريات" وأوريليان تشواميني وداني كارباخال "8 مباريات" وتيبو كورتوا "5 مباريات" وكريم بنزيمة "4 مباريات". 

ومنذ بداية 2023، افتقد الريال اثنين من اللاعبين الأساسيين على الأقل في كل مباراة، وتراكم هذا الرقم إلى أن وصل في بعض الأحيان إلى 8 غيابات مهمة عن الفريق، قبل كأس العالم للأندية.
وبلغ متوسط الغيابات 5 لاعبين منذ أكثر من شهرين، وكانت النتيجة أن أفتقد أنشيلوتي ما لا يقل عن نصف لاعبي الفريق الأساسي في بعض مباريات تلك الفترة.
أما السبب الثاني فيتمثل في ابتعاد عدد من النجوم الكبار عن مستوياتهم المعروفة مثل مودريتش وكروس، ما جعل "السفينة" لا تبحر بالصورة المطلوبة، كما أن كريم بنزيمة تراجع مستواه بدرجة كبيرة لكثرة إصاباته، ولم يعد في أحيان كثيرة سوى "ظلاً" لنفسه وتذبذب أيضاً أداء الجناح البرازيلي فينسيوس جونيور وكذلك فيدريكو فالفيردي، نتيجة إنهاك الثنائي من ضغط المباريات، باعتبارهما الأكثر مشاركة. وكان من الطبيعي أن يلجأ أنشيلوتي إلى الشباب صغير السن مثل كامافينجا وألفارو مارتينيز في محاولة لحماية "السفينة" من الغرق والإبقاء عليها "عائمة".
والسبب الثالث هو الأرقام التي لا تكذب، فمنذ العودة من كأس العالم خسر الريال 4 مباريات وتعادل مثلها أي 8 مباريات من دون فوز، من أجمالي 16 مباراة لعبها في إسبانيا، وهي محصلة غير جديرة بمرشح يسعى للفوز بلقب "الليجا". 

وفي آخر 5 مباريات في الدوري، لم يحصل الريال إلا على 8 نقاط من 15 نقطة، وهي محصلة تجعله بين أصحاب النتائج الأسوأ بين أندية الصفوة. وتبقى النقطة المضيئة الوحيدة ،وهي نتائج الريال في دوري الأبطال "الشامبيونزليج"، وكونه أفضل حالاً رغم النقص العددي المتكرر، وقد يأتي "خلاص" كتيبة أنشيلوتي من هذه البطولة المفضلة عند "الميرينجي".