أنور إبراهيم (القاهرة)


قاد الفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي فينسيوس جونيور، ريال مدريد الإسباني، إلى «ريمونتادا» رائعة، أمام ليفربول الإنجليزي، على ملعبه «أنفيلد»، ووسط جماهيره الغفيرة، في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا.
وقطع «الملكي» أكثر من نصف الطريق للتأهل إلى ربع نهائي البطولة.
وبعد أن كان «الريدز» متقدماً بهدفين في ربع الساعة الأول من المباراة، نجح «الفتى الأسمر» فينيسيوس جونيور في إدراك التعادل بهدفين، الأول يُدرس في كتب كرة القدم في الدقيقة 21، والثاني من خطأ فادح لأليسون بيكر حارس ليفربول في الدقيقة 36.
وحتى بعد هذه النتيجة «2-2»، كان لاعبو ليفربول هم الأفضل، وأكملوا شوط المباراة الأول بقوة، وأضاعوا بعض الفرص الكفيلة بمواصلة تقدمهم، ولكن ما حدث في بداية الشوط الثاني، وتحديداً بعد مرور دقيقتين فقط، قلب الموازين تماماً، إذ سجل المدافع البرازيلي ميليتاو الهدف الثالث للريال، بضربة رأس صاروخية، بعد تمريرة متقنة من «الساحر» الكرواتي لوكا مودريتش، في غياب الرقابة الجيدة من دفاع ليفربول بأكمله. 

وبعد 8 دقائق من هذا الهدف سجل بنزيمة الهدف الرابع، ثم أضاف الهدف الخامس في الدقيقة 67، لينهي آمال وطموحات «الريدز» تماماً، ولتصبح المباراة من طرف واحد، يحاول إضافة المزيد من الأهداف، بينما الطرف الآخر يُمني النفس بأن يطلق الحكم صافرته لوقف «نزف الأهداف».
وكان من الطبيعي أن يكون الألماني يورجن كلوب المدير الفني لليفربول غاضباً ومندهشاً وغير مصدق لما حدث من تحول غريب في سير المباراة، وحاول أن يشرح ذلك خلال مؤتمره الصحفي، وأرجع ما حدث إلى «الهدف الثالث» الذي أحرزه ميليتاو، وقال: إنها سقطة مروعة تعرضنا لها في «الأنفيلد»، رغم تقدمنا في البداية بهدفين، ولعبنا شوطاً أول جيداً رغم انتهائه بالتعادل 2-2، ومارس اللاعبون ضغطاً هائلاً على دفاع الريال، كان بمقدورنا إضافة المزيد من الأهداف. 

وأضاف: اختلف الحال تماماً في شوط المباراة الثاني، وكانت «كلمة السر» هي ذلك الهدف «الرهيب» الذي سجله ميليتاو بعد مرور دقيقتين فقط من بداية هذا الشوط، في غياب تركيز ورقابة الدفاع بأكمله. 

وقال: لا تسألوني عما حدث بعد هذا الهدف، لأن فريقي فقد الإيقاع، ولم يستطع أن يعود مطلقاً للمباراة، بل إن هدف ميليتاو في رأيي كان «نقطة التحول» التي لم نفلح بعدها في العودة، لأنه غير تماماً سير المباراة، فأحكم الريال سيطرته ولعب كرته، وتميز بهجماته المرتدة الخطيرة، بينما لم يعد لاعبو فريقي قادرين على الضغط، وظهروا في صورة سلبية ومختلفة تماماً عن الشوط الأول، فكان الطبيعي أن يتعرضوا للعقاب.
وواصل كلوب الحديث عن هدف ميليتاو الذي قلب موازين المباراة على حد قوله، وقال: ما حدث في هذا الهدف غير مقبول بالمرة من اللاعبين، لأنه كان السبب في تفوق الريال حتى نهاية المباراة. واعترف كلوب بأن هناك «دروس» كثيرة يجب تعلمها مما حدث في المباراة «الصدمة».
ويتقابل الفريقان مجدداً في لقاء العودة بـ «السانتياجو برنابيو» 15 مارس المقبل، وسيكون «الريدز» في حاجة إلى «معجزة» إذا كان يأمل في مواصلة مغامرته الأوروبية، من أجل إنقاذ موسمه السيئ على المستوى المحلي، حيث يقبع في المركز الثامن في الدوري الإنجليزي «البريميرليج» بعيداً عن المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل.