رضا سليم (دبي)
بعد 44 عاماً من الانتظار، تطل كأس الخليج من جديد على أرض العراق، وتحتضن البصرة الأشقاء في احتفالية لها طابع خاص لدى أهل الخليج، حيث تعود الكأس والذكريات للنسخة التي استضافتها بغداد في الفترة من 23 مارس إلى 9 أبريل عام 1979، في ملعب الشعب الدولي، وهي النسخة التي فاز أسود الرافدين بلقبها للمرة الأولى بعد الفوز بجميع المباريات. ومن «خليجي 5» إلى «خليجي 25»، تعيش جماهير العراق الحلم بحثاً عن لقب جديد يعيد للكرة العراقية، صاحبة الصولات والجولات، هيبتها من بوابة كأس الخليج.
تمتلك البصرة 3 ملاعب لاستضافة البطولة، وهي البصرة الدولي «جذع النخلة»، والفيحاء، والميناء، كما تضم مدينة البصرة الرياضية ملاعب تدريب وفنادق، وسيستضيف ملعب النادي البحري تدريبات عدد من المنتخبات.
ويعد استاد جذع النخلة تحفة معمارية رائعة، استوحي تصميمه من شجرة النخلة التي تشتهر مدينة البصرة بزراعتها، وتحتل من الناحية الاقتصادية مكانة خاصة في القطاع الزراعي، حيث تشتهر محافظة البصرة بأكبر غابة نخيل في العالم، وبها نحو 3 ملايين نخلة، ويحيط بالملعب بحيرة صناعية جميلة جداً على شكل خريطة العراق.
كما أن الصرح الرياضي الذي افتتح في العام 2013 كذلك واحد من أكبر وأحدث الملاعب في كرة القدم بآسيا، وهو يتسع لـ 65 ألف متفرج، وجرت عليه أول مباراة دولية في الأول من يونيو عام 2017 وجمعت المنتخبين العراقي والأردني.
ويفخر العراقيون بمدينة البصرة الرياضية التي تعتبر مشروعاً عملاقاً استغرق إنجازه 4 سنوات تقريباً، وكلف البناء 550 مليون دولار لاستضافة البطولات الكبيرة، وتضم: جذع النخلة، وملعب البصرة، وهو ملعب آخر يمكن أن يستضيف المباريات، ويستقبل 20 ألف متفرج، بجانب ملاعب التدريب.
وهناك 18 بوابة للمدينة الرياضية من الخارج تمثل محافظات العراق الـ «18»، وكل بوابة تحمل اسم محافظة بجانب حدائق وأماكن استراحة ومواقف سيارات ومستشفى للطب الرياضي ومسبح بقياسات أولمبية مغلق و3 قاعات رياضية لألعاب ثانية ومحطة لتوليد الطاقة الكهربائية و8 بنايات سكنية لإقامة الوفود، وفندقين كبيرين.
وكانت الحكومة العراقية، قد قدمت دعماً مالياً قدره 3 مليارات دينار لملف «خليجي 25» من أجل تنظيمها على أعلى مستوى، فضلاً عن إعطاء الصلاحيات الكاملة لمحافظ البصرة بتوفير جميع الاحتياجات، سعياً إلى إخراج البطولة بأبهى صورة، باعتبار البطولة تمثل واجهة حضارية اقتصادية رياضية سياحية باسم العراق.
ولعب عدنان درجال، وزير الشباب والرياضة العراقي، دوراً بارزاً وحيوياً في التحضير لملف البصرة، ويعد درجال من نجوم دورات الخليج، وأحد فرسانها المتوجين بلقبها، ويعي أهمية وشعبية البطولة في الخليج.
وتراهن اللجنة المنظمة للحدث الخليجي على الحضور الجماهيري، خاصة أن جماهير أسود الرافدين عاشقة للساحرة المستديرة، بجانب فتح الطريق أمام جماهير الخليج لحضور المباريات.