عمرو عبيد (القاهرة)

مواجهة الأسطوري ميسي والصاروخ مبابي صبغت نهائي كأس العالم 2022 بـ«طابع ناري»، لأن الصديقين في باريس سان جيرمان يخوضان «الحرب الكروية الشاملة» من أجل كل شيء، اللقب وجائزة الهداف وأفضل لاعب وبعدها «بالون دور» المنطقية، لكن الصراع يمتد بين نجوم الأرجنتين وفرنسا بخلاف «ثنائية الأمراء»، سواء خاض بعضهم المباراة النهائية أو ابتعد عن القائمة، وبينهم مدافعا مانشستر يونايتد ليساندرو مارتينيز ورافاييل فاران، وثنائي توتنهام هوجو لوريس أمام كريستيان روميرو، ويظهر أيضاً «ثُلاثي» يوفنتوس باريديس ودي ماريا في مواجهة رابيو، ويوجد أيضاً «رُباعي» أتلتيكو مدريد وعلى رأسهم أنطوان جريزمان مقابل رودريجو دي بول وأنخيل كوريا ومولينا. وعبر تاريخ مباريات «نهائي المونديال»، تكرر هذا الأمر بصور مختلفة وأحياناً أكثر شراسة وتقارباً، لكنه لم يكن حدثاً اعتيادياً في البطولات الأولى التي تكونت قوائم المشاركين فيها غالباً من الأندية المحلية في كل دولة بسبب عدم شيوع وانتشار «الاحتراف» آنذاك، وبقيت 14 مواجهة نهائية بعيدة عن «حكايات معارك الأصدقاء» منذ ضربة البداية عام 1930 حتى نُسخة 1994 باستثناء بطولة 1990 التي وقّعت لأول مرة على مواجهة زميلين في صفوف شتوتجارت الألماني، بصورة أقل حدة، وهما خوسيه بازوالدو الأرجنتيني وصديقه الألماني جيدو بوخفالت الذي رفع الكأس مع «الماكينات»، والطريف أنه رغم وجود تافاريل وألداير البرازيليين في صفوف ريجينا وروما بإيطاليا عام 1994، إلا أن قائمة «الآزوري» لم تضم أي لاعب من هذين الفريقين!
وعبر 7 نسخ مونديالية منذ بطولة 1998، لم تغب «معارك الأصدقاء» عن المشهد الكبير، وفي فرنسا اشتعلت أحداث الرواية بمواجهة رونالدو «الظاهرة» والفرنسي دجوركاييف وقتما تزاملا في إنترميلان، وتكرر الأمر مع الجارين في ميلان، ليوناردو ومارسيل ديسايي بجانب عملاقي ريال مدريد، روبرتو كارلوس وكريستيان كاريمبو، وشارك كافو وألداير من صفوف روما في النهائي بينما غاب زميلهما الفرنسي فنسنت كانديلا رغم تتويجه باللقب في النهاية.
فريق ليفركوزن الألماني منح نهائي 2002 قصة جديدة جمعت بين مدافع «السليساو» لوسيو في مواجهة مهاجمي «الماكينات» أوليفر نوفيل وبيرند شنايدر، في حين صنع مونديال 2006 «ملحمة» غير عادية بين 8 لاعبين دفعة واحدة من صفوف يوفنتوس، حيث ضم «الديوك» 3 نجوم كبار من «السيدة العجوز» وهم دافيد تريزيجيه وليليان تورام وباتريك فييرا، مقابل «خماسي الآزوري» بوفون وزامبروتا وكانافارو وكامورانيزي وديل بييرو، في ظاهرة نادرة وغير مسبوقة!
وشهد نهائي المونديال الأفريقي عام 2010 معارك جانبية عدة، أبرزها بين ثنائي أرسنال سيسك فابريجاس وروبن فان بيرسي ومثلهما من صفوف ليفربول، توريس الإسباني وكويت الهولندي، كما خاض تلك المواجهة 4 لاعبين من ريال مدريد، بينهم فان دير فارت بديل «البرتقالي» مقابل ثلاثي «الماتادور» الأساسي كاسياس وراموس وتشابي ألونزو، وخفتت الحدة في مباراة التتويج عام 2014 بعدما غاب عنها ثنائي «الريال»، أنخيل دي ماريا وسامي خضيرة، مقابل ظهور لاعبي لاتسيو، «الأسطوري» كلوزه أمام «راقص التانجو» لوكاس بيليا.
ورغم أن الأمور بدت محسومة في نهائي النسخة السابقة عام 2018، إلا أن مواجهات جانبية جمعت نجوماً من فرق كبرى، مثل أومتيتي وراكيتيتش من برشلونة، وفاران ومودريتش «الريال»، بالإضافة إلى لثلاثي أتلتيكو، جريزمان ولوكاس هيرنانديز أمام فيرساليكو الكرواتي، وكذلك ماتويدي وماندزوكيتش من «اليوفي»، ولم تحدث مواجهة بين حارس موناكو، سوباسيتش، وزميليه توماس ليمار وجبريل سيديبي اللذين لم يلعبا النهائي.