الدوحة (أ ف ب)
قائد المنتخب الفرنسي لأكثر من 10 أعوام، دخل الحارس الأمين هوجو لوريس التاريخ، حين أصبح اللاعب الأكثر خوضاً للمباريات الدولية مع بلاده 143، ويأمل في متابعة المشوار لحمل كأس العالم مرّة ثانية توالياً، لكن قبل ذلك يتعيّن عليه إيقاف المدّ المغربي الرهيب في مونديال قطر الأربعاء في نصف النهائي.
قرار منح لوريس شارة قيادة المنتخب الوطني جاء بعد المشاركة الكارثية في مونديال 2010، والتمرّد الشهير على المدرب ريمون دومينيك الذي أدى في النهاية إلى انتهاء المشوار عند دور المجموعات.
ومنذ حينها، فرض لوريس نفسه الحارس الأمين ليصل بعد 12 عاماً إلى خوض مباراته الـ143 بقميص المنتخب السبت ضد الإنجليز، محطّماً الرقم القياسي المسجل باسم المدافع ليليان تورام.
مع تصدياته الست، كان لوريس سيتوج بجائزة أفضل لاعب في ربع النهائي، لو لم يتم منحها إلى أوليفييه جيرو صاحب هدف الفوز بضربة رأسية قاتلة.
قال حارس مرمى توتنهام الإنجليزي البالغ من العمر 35 عاماً: «لقد كانت أمسية استثنائية، مباراتي الدولية رقم 143، أمام إنجلترا، البلد الذي أمارس فيه اللعبة منذ عشر سنوات».
ورأى المدرب المساعد في المنتخب الفرنسي جي ستيفان هذا الأسبوع «أن تحقق هذا الأمر خلال مسيرتك وأن تبقى على أعلى المستويات لمدة 10 أو 12 عاماً من دون أن تتعرض حتى لأي إصابات، فهذا يظهر مدى الثبات في أدائك».
يحتفل لوريس هذا الشهر بميلاده السادس والثلاثين، وقد تغيّر كثيراً منذ أن ارتدى شارة القيادة للمرة الأولى عام 2010، حين كان يدافع عن عرين ليون.
فبعد خيبة خسارة نهائي كأس أوروبا 2016 على الأراضي الفرنسية لصالح برتغال كريستيانو رونالدو، عوّض لوريس في مونديال روسيا ولعب دوراً أساسياً في قيادة «الديوك» إلى لقبهم العالمي الثاني.
وقال الحارس الذي بدأ مسيرته مع المنتخب عام 2008 بدعوة من دومينيك، إن «الفتى الذي كان عمره 23 عاماً، عندما حصلت على شارة القيادة، والرجل الذي أنا عليه اليوم مختلفان تماماً، حتى لو التزمت بالمبادئ نفسها».
«الاستقرار»، «الاستمرارية»، «الهدوء»، و«الطمأنينة» هي أبرز الصفات لقائد منتخب بفرنسا حسب زميله وصخرة دفاع فرنسا رافايل فاران، الشاهد الأبرز على قيمة لوريس في منتخب فرنسا، وأسهب قائلاً: «لدي الكثير من الاحترام له، للرجل الذي هو عليه. كانت فرصة للحصول على هذا الاستقرار في منتخب فرنسا ولفترة طويلة. إنه لاعب موثوق به للغاية، ينقل هدوءه وطمأنينته إلى جميع اللاعبين».
في غيابه خلال الجولة الأخيرة من دور المجموعات حين خسرت فرنسا أمام تونس صفر-1 في مباراة هامشية، بما أن رجال المدرب ديدييه ديشامب كانوا ضامنين تأهلهم، افتقر الزرق إلى الهدوء، ولم يكن المخضرم ستيف مانداندا مصدراً للثقة.
ويحتاج ديشامب إلى لاعب من خبرته أكثر من أي وقت مضى بعد خسارة جهود لاعبي الوسط بول بوجبا ونجولو كانتي بسبب الإصابة.
يصف تيري مالاسبينا الذي عرفه كمدرب في مركز للتدريب في نيس عندما كان في سن الخامسة عشرة «إنه متحفظ، لكنه مؤثر. إنه قائد حقيقي للاعبين. في غرف الملابس أو في الميدان، عندما يعبر عن نفسه، يفعل ذلك جيداً، وأنت تستمع إليه».
وإذا كان توجيه الزملاء صفة هامة جداً بالنسبة لأي قائد، فلوريس نفسه يصر على أن القائد أكثر من مجرد «صراخ» في الملعب، معتبراً أن «الأمر الأهم هو أن تبذل جهداً في أرض الملعب».
وتابع المولود في كوت دازور، الذي بدأت مسيرته الرياضية في كرة المضرب قبل الانتقال إلى كرة القدم، أنه «في هذه الأيام، الكثير من الأهمية تعطى لما قد يحدث في غرف الملاعب، لكن بصراحة، لا نحتاج إلى التحدث في بعض الأحيان».
ديشامب وصف لوريس برجل الثقة و«إنه ليس شخصاً متطلباً جداً أو يبحث عن الضوضاء».
ويوضح لوريس: «عندما تتحمل مسؤولية القائد، يكون لدينا واجب تجاه الآخرين: أن نكون قدوة، ولكن أيضاً لإظهار القيادة».
بالنسبة لقائد إنجلترا هاري كين الذي أهدر ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة فوق عارضة زميله في توتنهام لوريس كانت ستمنح فريقه التعادل، فرأى أن قائده في سبيرز «يعرف متى يرسل الرسالة الصحيحة. إنه رجل مجتهد وهادئ، لكنه أيضاً رجل شغوف حقاً».
يدرك لوريس أن بطولته الدولية السابعة الكبرى قد تكون الأخيرة، خاصة أن نجم ميلان الإيطالي مايك مينيان، الغائب عن نهائيات قطر بسبب الإصابة، جاهز لتولي المسؤولية.
وأقر لوريس نفسه أن «هناك فرصة كبيرة أن تكون هذه آخر بطولة لي في كأس العالم لأن البطولة القادمة ستقام بعد أربعة أعوام (أي سيكون في الأربعين من عمره). أريد فقط التركيز على هذا الحدث والاستمتاع به إلى أقصى حد».