معتز الشامي (دبي)
يعد لوكا مودريتش واحداً من أبرز النجوم الذين مروا عبر العصور في الأراضي الكرواتية، فنجم ريال مدريد الحائز على جائزة «البالون دور» عام 2018، استطاع أن يقود بلاده إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، ولكن بالنظر إلى بدايته، ندرك تماماً أن مودريتش عانى من ظروف صعبة كادت كفيلة بأن تنهي مشواره الكروي قبل بدايته، واستطاع منتخب كرواتيا أن يحقق واحدة من أكبر مفاجآت المونديال، بإقصاء البرازيل بركلات الترجيح.
وُلد مودريتش في 9 سبتمبر 1985 في قرية مودريشتي والتي دمرت بالكامل خلال حرب الاستقلال الكرواتية، وأكد مودريتش على ذلك - خلال تصريحات لـ «الصن» البريطانية قائلاً: «عندما كنت في السادسة من عمري، اندلعت حرب الاستقلال الكرواتية.. كنت أعيش في منطقة حرب، وقد قُتل جدي على يد القوات الصربية خلال الأشهر الأولى للنزاع».
وبعد أن أُحرقت قريته بالكامل، اضطرت عائلته إلى الفرار والعيش في أحد فنادق اللاجئين في مدينة زادار، ولكن الحرب كانت مستمرة في ذلك الوقت، وبعد فرارهم إلى زادار، التحق والده بالجيش الكرواتي.
وقال مودريتش: «عندما بدأت الحرب، أصبحنا لاجئين، لقد كان وقتاً صعباً للغاية، كنت في السادسة من عمري، أتذكر كل ما حدث بوضوح، ولكنني دائماً لا أريد ذكر هذه الأيام الصعبة أو حتى التفكير بها، لقد عشنا في فندق لإيواء اللاجئين لعدة أعوام، حيث عانينا من الناحية المالية، لكنني كنت دائماً أحب كرة القدم. أتذكر أن وسادتي الأولى في حياتي كانت تحمل صورة الظاهرة البرازيلية رونالدو».
وتابع: «لقد جعلتني الحرب أقوى، لقد كان وقتاً عصيباً للغاية بالنسبة لي ولعائلتي. لا أريد التحدث عن ذلك كثيراً، ولكنني في الوقت ذاته لا أستطيع نسيان ما حدث»
وكانت بدايات النجم الكرواتي مع عالم الساحرة المستديرة صعبة للغاية، حيث إنه تم رفضه من قبل نادي هايدوك سبليت بسبب ضعف جسمه، ولكن ذلك لم يدفعه إلى الاستسلام، ولكن بذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق حلمه.
وبدأ حلم النجم الكرواتي يتحقق عندما تم ترشيحه لنادي دينامو زغرب وهو في السادسة عشرة من عمره، حيث تم قبوله لينضم إلى أكاديمية الشباب في النادي الكرواتي، قبل أن تتم إعارته في عام 2003 إلى زرينيسكي موستار في دوري البوسنة والهرسك الممتاز. خلال هذه الفترة، تألق مع زرينيسكي موستار، ليحصد جائزة أفضل لاعب في الدوري البوسني الممتاز وهو في الثامنة عشرة من عمره.
وفي العام التالي، تمت إعارته إلى نادي إنتر زابرشيتش الكرواتي، حيث تألق مع الفريق وقاده إلى تحقيق المركز الثاني في الدوري الكرواتي، بالإضافة إلى حجز مكان للفريق في تصفيات كأس الاتحاد الأوروبي، كما فاز بجائزة أفضل لاعب كرواتي واعد عام 2004.
وفي موسم 2005-06، عاد مودريتش إلى دينامو زغرب، ليوقع عقد مدته 10 سنوات مع النادي، وبعد حصوله على أول راتب له من النادي، اشترى شقه لعائلته في زادار، وخلال أول موسم له مع الفريق ساهم في سبعة أهداف خلال 31 مباراة لعبها مع الفريق والذي توج بالدوري الكرواتي في نهاية الموسم.
وفي موسم 2006-07، قاد مودريتش ناديه للتتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي، كما حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الكرواتي الممتاز، وخلال أربع أعوام له مع النادي الكرواتي، استطاع مودريتش الفوز بثلاثة ألقاب دوري، ولقب كأس كرواتيا، ولقب السوبر الكرواتي، بالإضافة إلى الكثير من الألقاب الشخصية.
وفي عام 2008، انتقل مودريتش إلى نادي توتنهام الإنجليزي مقابل 16.5 مليون جنيه إسترليني. وخلال أربعة أعوام مع النادي الانجليزي، لعب 157 مباراة، سجل خلالها 16 هدفاً وصنع 21، ولكنه لم يستطع إحراز أي لقب مع توتنهام.
وانتقل النجم الكرواتي إلى ريال مدريد عام 2012 في صفقة بلغت قيمتها 30 مليون جنيه إسترليني، وخلال مسيرته الحافلة مع النادي الملكي، فاز بلقبي دوري، ولقب كأس ملك إسبانيا، و4 ألقاب كأس السوبر الإسباني، و3 ألقاب كأس السوبر الأوروبي، و4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، و3 ألقاب كأس العالم للأندية.