رضا سليم (دبي) 

منذ عام 1971 وحتى الآن، شهدت المنشآت الرياضية في الدولة طفرة هائلة من التطوير، وتحولت إلى وجهة السياحية للدولة أمام العالم ليس فقط لمواصفاتها الدولية التي تتمتع بها بل أيضاً لاستضافتها أحداثاً عالمية وقارية كبيرة. ووضعت هذه المنشآت الإمارات بقوة على الخريطة الرياضية العالمية كوجهة يمكنك من خلالها مشاهدة أفضل الرياضيين في العالم.
وشهدت السنوات الماضية طفرة كبيرة في المنشآت والملاعب والتي تمثل الإرث الذي تتوارثه الأجيال، جيلاً بعد جيل، وتملك الإمارات أكثر من 13 ملعباً لكرة القدم بمواصفات مطابقة للمعايير الدولية، واستضافة العديد من الأحداث الكبرى منها كأس العالم للأندية وكأس العالم للشباب وكأس العالم للناشئين وكأس آسيا، ومنها في أبوظبي ملاعب مدينة زايد الرياضية، محمد بن زايد، آل نهيان، الشامخة، وفي العين استاد هزاع بن زايد، وفي دبي ملاعب آل مكتوم، راشد، زعبيل، مكتوم بن راشد، والعوير، وحمدان بن راشد، إلى جانب الملاعب في الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، وغيرها المنتشرة في ربوع الدولة.

ويعتبر استاد هزاع بن زايد في مدينة العين الذي افتتح عام 2014، واحداً من أكثر المشاريع الرياضية تطوراً بمنطقة الشرق الأوسط، وتحفة معمارية رائعة، وحصل الاستاد على جائزة أفضل تصميم ملعب عالمي لعام 2014 من بين 31 استاداً عالمياً من جميع القارات، كما نافس ضمن أجمل 10 أشكال هندسية مشيدة في العالم، عن فئة الرياضة، وذلك في مهرجان الهندسة العالمي 2015.
كما يعد مجمع حمدان الرياضي بدبي، واحداً من أهم المنشآت الرياضية الكبرى بالدولة الذي تم تدشينه يوم 10 أكتوبر 2010، حيث تم تشييده وفقاً لأحدث المواصفات العالمية، وهو أكبر مركز للرياضات المائية في العالم، والأكثر تقدماً في العالم من الناحية التقنية، ويضم حوضاً للسباحة بطول 50م، ومسبح غطس 25م، ومسبح إحماء وتدريب 50م، مطابقة للمعايير الأولمبية، ويمكن تحويلها إلى منصّة للمنافسات الرياضية، كالكاراتيه، وكرة السلة، وغيرها، وتم تصميم مقاعد الصالة الرئيسة على شكل حدوة حصان، تتسع لنحو 15.000 متفرج.
ويستضيف المجمع منافسات أكثر من 10 رياضات أولمبية أخرى، ويتسع لأكثر من 15 ألف متفرج جلوساً، كما يحتوي على ثلاثة مسابح رئيسية، ونال المجمع 3 شهادات آيزو في نظام الإدارة المتكامل التي تجمع بين نظام إدارة الجودة (آيزو 9001) ونظام إدارة السلامة والصحة المهنية (آيزو 45001) ونظام الإدارة البيئية (آيزو 14001).
وأعيد افتتاح استاد آل مكتوم في عام 2019، بحلة عالمية غاية في الروعة، وبلغت تكلفة تطوير استاد آل مكتوم أكثر من 200 مليون درهم، وجاءت عملية إعادة تصميم الملعب بحلته الجديدة تزامناً مع الذكرى الـ40 لتدشين استاد آل مكتوم لأول مرة في 1978.
وتعتبر حلبة مرسى ياس في أبوظبي، واحدة من أكثر حلبات الفورمولا وان المتقدمة تكنولوجياً في العالم، وموطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط، كما أنها واحدة من أكثر حلبات سباقات الجائزة الكبرى تطوراً ومستوحاة من تراث وقيم الإمارات العربية المتحدة، كما تعد أهم منشأة رياضية ترفيهية، حيث تجذب أنظار العالم سنوياً عندما يقام سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1.
وتضم مدينة «ميدان» التي تم إنشاؤها في دبي، أكبر مضمار سباقات خيل في العالم، والذي تم افتتاحه في مارس 2010، ويطلق عليه تحفة المضامير العالمية، وهو يحتضن سنوياً منافسات كأس دبي العالمي الذي يعتبر الأغلى من نوعه على مستوى العالم بالنظر للجوائز المالية الضخمة التي يقدمها.
وفي الفجيرة، يوجد مجمع زايد الذي يعد ضمن المنشآت الرياضية الحديثة في الدولة، حيث تم وضع حجر الأساس في أكتوبر 2014 وتم افتتاحه على مراحل، ويعد موقعه مثالياً لإقامة أكبر الأحداث الرياضية.
وتعد مدينة دبي الرياضية أول مدينة رياضية متكاملة من هذا النوع افتتحت في عام 2004، وتطورت بصورة تدريجية مع مرور الوقت، وهي تشغل مساحة 50 مليون قدم مربعة، وتضم فنادق ومرافق رياضية متنوعة، بالإضافة إلى مجلس الكريكيت الدولي وملاعب الكريكيت أيضاً، وهناك ملاعب رياضية أخرى متاحة للرجبي والهوكي، وأيضاً السباحة.

رياضة المرأة.. تمكين وإنجازات
نجحت بنت الإمارات في التعبير عن نفسها بقوة في كل الميادين والساحات، وصعدت بالرياضة إلى منصات المجد والتتويج، ورفعت علم الدولة في المحافل القارية والدولية بعدما منحتها القيادة الرشيدة كل الدعم للوصول إلى تحقيق أحلامها وتحويلها إلى واقع، هي بنت الإمارات التي تعيش حياتها في الملاعب والصالات وأجواء البطولة، وتسافر إلى أبعد مكان وهي تحمل في حقيبتها علم الدولة وأمامها هدف أن ترفعه إلى عنان السماء.
واستلهمت الفتاة الإماراتية إرادة النصر وعزيمة الإبداع، من دعم «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ولا تنتظر فرصتها في التميز الرياضي، بل تذهب إليه، لإثبات ذاتها، ورفع علم الإمارات في كل المحافل. بنت الإمارات التي رفعت علم الدولة في حفل الافتتاح للعديد من الدورات الآسيوية والأولمبية لتوجه رسالة إلى العالم أن دولتنا تضع المرأة في مكانة متميزة، وفتحت لها المجال ليس فقط لتمثيل الدولة بل كي تكون في الواجهة أمام العالم، فقد حملت علم الدولة في طابور العرض في الدورات القارية والأولمبية سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم، البطلة الشاملة المتعددة الرياضات، والفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم، والسباحة ندى البدواوي، ولطيفة الحوسني لاعبة المبارزة.

أصحاب الهمم في المقدمة
جنى أصحاب الهمم ثمار القانون الصادر من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، رقم 29 لسنة 2006 والخاص بذوي الاحتياجات الخاصة والذي يهدف في أهم ملامحه لتوفير الحياة الكريمة والمساواة من دون تمييز لفئات الإعاقة بالدولة، وتشمل بنود القانون الجوانب الثقافية والرياضية والصحية والبيئية والاجتماعية، كما تم تغيير مسمى «ذوي الإعاقة» إلى «أصحاب الهمم» بشكل رسمي عام 2017 لتمكين هذه الفئة في المجتمع، كما تستضيف الإمارات المقر الدائم للجنة البارالمبية الآسيوية، وأثمر الدعم الكبير لأصحاب الهمم تنظيم واستضافة المؤتمرات الدولية، أبرزها مؤتمر الإمارات الدولي لرياضة المعاقين في أبوظبي تحت شعار «واقع وآفاق».
ونالت أبوظبي لقب عاصمة أصحاب الهمم بعدما جمعت في «دار زايد» ما يزيد على 7500 رياضي، و3000 مدرب مثلوا أكثر من 200 دولة للتنافس في 24 رياضة، في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص والذي يمثل أكبر حدث إنساني ورياضي في العالم خلال 2019، ليكون نموذجاً عالمياً للتضامن والاتحاد والاحترام والإنجازات الرياضية، وتابعها 7.6 مليار إنسان يعيشون على كوكب الأرض، ووصلت لهم الرسالة أن الإمارات وطن التسامح والتعايش والتآخي.

664 ميدالية.. التاريخ الذهبي
حقق أبطال الإمارات 664 ميدالية ملونة في الدورات الأولمبية والآسيوية والشاطئية والعربية والخليجية، حيث شاركت الامارات في دورة الألعاب الآسيوية على مدار 40 عاماً منذ مشاركتها في نسخة بانكوك عام 1978 من بعدها نيودلهي 1982 وسيؤول 1986 ثم بكين 1990، وكانت دورة هيروشيما 1994 أول الحصاد لبعثتنا بعد الفوز بأربع ميداليات، منها فضية واحدة، و3 برونزيات.
وشاركت منتخبات الإمارات في دورة الألعاب الآسيوية للصالات والرياضات الدفاعية على مدار 5 دورات، بدأت عام 2005 في بانكوك ثم دورة مكاو 2007، وكان بداية الحصاد، حيث حققت البعثة 3 ميداليات، منها فضيتان وبرونزية، وفي دورة فيتنام 2009 سجلت البعثة 6 ميداليات منها 3 ذهبيات و3 برونزيات، وتراجعت الحصيلة في دورة انشيون عام 2013 إلى 3 ميداليات، فضية وبرونزيتان، وكان الحصاد الأكبر في عشق أباد عام 2017، حيث فازت بعثتنا بـ 16 ميدالية، منها 5 ذهبيات و4 فضيات و7 برونزيات، ليرتفع حصاد الإمارات في مشاركاتها على مدار 5 دورات إلى 28 ميدالية ملونة، منها 10 ذهبيات و5 فضيات و13 برونزية.
وشاركت الإمارات مرتين في دورة ألعاب غرب آسيا؛ الأولى 2002 في الكويت وسجل أبطالنا 5 ميداليات، منها فضية واحدة و4 برونزيات، والدورة الثانية في قطر 2005 وارتفعت الحصيلة إلى 22 ميدالية، منها 7 ذهبيات.

الآسيوية الشاطئية
في دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية، شاركت منتخباتنا في 5 دورات، وكانت المحصلة 27 ميدالية، وشاركت الإمارات في دورة الألعاب الآسيوية للأطفال في نسختين؛ الأولى عام 2012 في ساخا، والثانية عام 2016 في ساخا أيضاً، وحققنا ميدالية برونزية واحدة.

«مكان للجميع»
تحولت دبي إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم بعدما أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في شهر نوفمبر 2013 مبادرة «مجتمعي... مكان للجميع».

الدورات العربية
سطر أبطالنا إنجازات من ذهب في الدورات العربية، حيث كانت الحصيلة 114 ميدالية ملونة في 8 دورات، منها 28 ذهبية و35 فضية و51 برونزية، من بينها 23 ميدالية للسيدات مقابل 91 ميدالية للرجال، وكانت أعلى حصيلة لأبطالنا في الدورة العربية في نسخة 2011 بالدوحة بعد تسجيل 32 ميدالية، منها 9 ذهبيات و8 فضيات و15 برونزية.

دبي للدراجات
صمم مضمار دبي للدراجات الهوائية الذي تم افتتاحه في يناير 2013 والذي يقع في منطقة سيح السلم وشارع القدرة، وفق أعلى المعايير العالمية بالنسبة للأمان والسلامة في المسارات، ليشكل إضافة جديدة للمنشآت الرياضية في دبي.

الصالات الرياضية
تنتشر الصالات الرياضية في الأندية وهي متعددة الأغراض تقام فيها نشاطات كرة السلة واليد والطائرة والتايكواندو والجودو، وصالة «آيبيك آرينا» التي تحتضن منافسات بطولات الجو جيتسو وملاعب التنس الحديثة في أبوظبي ودبي والفجيرة.