عمرو عبيد (القاهرة)
احتفى العرب من دون استثناء بالمنتخب المغربي بعد حصد فوز تاريخي جديد للكرة العربية على حساب نظيره البلجيكي، وحملت الصحف المغربية عناوين الفخر والسعادة العارمة، حيث كتبت صحيفة المنتخب أن «الأسود» طردت «الشياطين»، وتحت وسم «فخورون بأسود الأطلس» قالت الصحيفة إن ما حدث هو خطوة نحو استعادة ذكريات الإنجاز القديم قبل 36 عاماً، ووصفت ما حدث بـ«الملحمة» التي صنعها «الأسود» في المونديال القطري ليسقط خلالها «الشياطين الحمر» ويقترب أكثر من بلوغ دور ثمن النهائي، وعبر موقعها كان لنجوم المنتخب الحظ الأوفر من التقارير، حيث وصفت حكيم زياش بـ«المايسترو»، وركزت على «البصمة التكتيكية» ليوسف النصيري، بجانب الإشادة بتألق سفيان بوفال في الشوط الثاني، وكذلك المشاركة المفاجئة للحارس المحمدي من دون إحماء، كما حمل غلاف صحيفة الرياضية السعودية صورة «الفرحة المغربية» كما وصفتها، وتناولت داخل العدد تقريراً حول نجاح «الأسود» في تكرار إنجاز «الأخضر» أمام نفس المنتخب الأوروبي قبل 28 عاماً، كما اهتمت بنشر لقطات الاحتفال المغربي عقب المباراة مع الجماهير وأسر اللاعبين.
وشملت عناوين الفخر والسعادة ما حصده منتخبا كرواتيا وكوستاريكا، حيث وصفت صحيفة «24 ساعة» الكرواتية منتخبها بـ«المعجزة» وأن أحداً لن يستطيع إيقافه، كما نشرت تقريراً عن طفولة كراماريتش عندما كتب في واجباته المدرسية بعمر 11 عاماً أن «قلبه سوف ينبض دائماً من أجل كرواتيا!»، في حين قالت «لا ناسيون» إن المنتخب الكوستاريكي لا يزال «حياً» في قطر بعد السقوط المروع في الجولة الأولى، ووصفت كيشير فولر صاحب هدف الفوز على اليابان بـ«البطل» الذي صمد بقوة أمام النقد الشديد وخيبة الأمل، ورغم انتهاء المواجهة الكبرى أمام «الماكينات» بالتعادل، إلا أن الصحف الإسبانية اجتمعت واتفقت ربما للمرة الأولى منذ سنوات على الإشادة بـ«الماتادور» واصفة إياه بـ«العملاق»، في حين كتبت أن «لا روخا» ظهر كبيراً أمام الألمان ويبدو عازماً على السير بخطى ثابتة نحو نهائي المونديال.
واختلفت الصورة تماماً على الجانب الآخر، حيث عبّرت الصحف البلجيكية عن غضبها العارم من انهيار «الشياطين» أمام أسود المغرب وبات الأقرب للإقصاء المبكر، وعنونت لو سوار غلافها بـ«الحزن والعار» ولم تتوقف عند ذلك الحد، بل ذهبت في تقرير رئيسي عبر موقعها إلى القول بأن منتخب بلجيكا هو الأسوأ على الإطلاق في مونديال قطر، بل إنها تحدثت عن «المحسوبية» حسب وصفها التي ينتهجها روبرتو مارتينيز في اختيار لاعبيه، كما هاجمت بشدة المهاجم باتشوايي مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون بديلاً للعملاق لوكاكو الذي طالبت بضرورة مشاركته في المباراة الأخيرة ليكون بمثابة «الأمل الأخير».
أخيراً، عبّرت صحيفة مورجن بوست الألمانية عن عدم رضاها عن الحالة التي ظهر عليها «الماكينات» أمام إسبانيا، رغم التعادل المتأخر الذي أبقى حظوظ الألمان باقية في المونديال، كما أبدت قلقها بشأن ارتباط ضرورة الفوز على كوستاريكا بنتيجة مواجهة إسبانيا واليابان في وضع لا يُحسد عليها بطل العالم السابق، أما في اليابان، فقد هاجمت صحيفة سبونيتشي منتخب «الساموراي» بغضب بعدما أهدر الفرصة المواتية الأبرز لضمان التأهل إلى الدور الثاني، وقالت إن جميع حسابات «الكمبيوتر» جاءت خاطئة وغاب الترابط عن خطوط الفريق وفشلت التغييرات ليدفع اللاعبون أنفسهم نحو نفق مظلم قبل المباراة الأخيرة!.