عمرو عبيد (القاهرة)

لم يبتسم سباق جائزة أبوظبي الكبرى لأحد أبطال «الفورمولا-1»، مثلما فعل مع الأسطوري لويس هاميلتون، الفائز به 5 مرات، وبعد موسم «سيئ» لم يحصد خلاله أي سباق، يأمل «عاشق ياس» الأبرز، أن تكون الحلبة الإماراتية بمثابة «تميمة الحظ السعيد» التي تنهي معاناته طوال العام، من أجل استعادة الثقة التي يحتاج إليها للعودة إلى منصات التتويج، وتحدي «لعنة العظماء»!
ولأن العالم لم يعرف أكبر من «عجائب الفورمولا السبع» التي حصدها كل من شوماخر وهاميلتون، فإن «الثنائي» كان مثالاً حياً للعنة أصابت أصحاب الأرقام القياسية عبر العصور، وبعد معادلة البريطاني رقم الألماني الخالد في عام 2020، عندما حصد بطولة العالم السابعة في مسيرته عقب «رباعية متتالية» بدأت في 2017، تلقى صفعة غير متوقعة في نهاية 2021 بعد واقعة مثيرة للجدل أمام البطل فيرستابن ليكتفي بالوصافة، قبل الانهيار المدوي هذا العام.

أما الألماني مايكل شوماخر، فقد أفلت في البداية منها بعد معادلة «الخماسية النادرة» للأيقونة الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو عام 2002، لكنه توقف هو الآخر عند «الرقم 7» في 2004 لتضربه «لعنة العظماء» في الموسم التالي، الذي أسقطه فيه الإسباني فيرناندو ألونسو بفارق مهين بلغ 71 نقطة، بل إن شوماخر لم يحصد إلا جائزة وحيدة في عام 2005، بعدما أُجبر على التقاعد في 6 سباقات أخرى، وانتهت أغلبها بحوادث وأضرار جسيمة، بدأها منذ السباق الأول آنذاك في أستراليا، ثم أعلن اعتزاله بعد وصافة بطولة 2006، قبل أن يتراجع ويعود حتى عام 2012 الذي أنهاه في المرتبة 13 واعتزل بعده نهائياً، قبل تعرضه لحادث التزلج الشهير في 2013!
وقبل 65 عاماً، تربّع الأرجنتيني فانجيو فوق قمة سباقات «الفورمولا-1» بتتويجه 5 مرات بطلاً للعالم في عام 1957، إلا أن بطولة 1958 شهدت نهاية أسطورة خوان بأحداث غريبة أيضاً، حيث أخفق في التأهل إلى السباق الأميركي، وشارك في سباقين فقط، وأعلن اعتزاله في منتصف الموسم بعد السباق الفرنسي، الذي فاز به البريطاني مايك هاوثورن، وكان كافياً لتتويجه بطلاً للعالم قبل أن يعتزل بصورة مفاجئة، ثم توفي في حادث سيارة بعد 3 أشهر فقط من تتويجه.

الفرنسي ألان بروست كان قريباً جداً من معادلة رقم فانجيو القياسي قبل شوماخر، حيث وصل إلى التتويج الرابع عام 1993، ولكن كالعادة لم تسر الأمور بصورة طبيعية، حيث قرر بروست الاعتزال مباشرة بسبب خلافات حول تمديد عقده مع فريق ويليامز، لكن تقارير لاحقة أكدت أن انتقال غريمه اللدود، البرازيلي آيرتون سينا في نهاية 1993 إلى ويليامز عجّل باعتزال بروست، والغريب أن سينا لقي مصرعه عام 1994 بعد أشهر قليلة من انتقاله المثير للجدل، وبعد أسوأ بداية في تاريخ سينا خلال السباقات، تعرض لحادث مميت في إيطاليا!
وأخيراً، واصلت «لعنة العظماء» ضرباتها لتصيب سيباستيان فيتل بعد تحقيق «الرُباعية» أيضاً عام 2013، حيث توقف حصاده القياسي عند هذا الحد بعد خسارته بطولة 2014 لمصلحة هاميلتون بسيناريو غريب مشابه لما سبقه، حيث بدأ موسم 2014 بمشاكل في موتور سيارته أقعده عن السباق الأسترالي الأول، وتكرر ذلك مرتين في موناكو والنمسا، ولم يفز الألماني بأي سباق آنذاك، وحلّ في المركز الخامس بفارق 217 نقطة عن البطل هاميلتون.