مصطفى الديب، مراد المصري (أبوظبي)

لم يأت لقب عاصمة الرياضة العالمية الذي أطلقه العالم على أبوظبي من فراغ، لكنه جاء نتيجة طبيعية لما تقدمه أبوظبي للعالم، من دروس  على الصعيد التنظيمي.
واستضافت أبوظبي معسكر منتخب الأرجنتين بقيادة الأسطورة ميسي خلال الأيام الماضية، واختتم المعسكر بكرنفال كروي كبير تمثل في اللقاء الودي الذي جمع منتخبي الإمارات والأرجنتين وانتهى بخماسية لمصلحة «التانجو».
وبعيداً عن النتيجة كانت هناك مشاهد عديدة وضعت أبوظبي تاجاً على رأس مدن العالم، ولعل أهمها خمسة مشاهد.

 

جاء التنظيم الرائع والصورة المبهجة للمباراة أهم المشاهد، حيث كانت السهولة هي عنوان كل شيء، لاسيما في ظل حضور جماهيري كبير وصل إلى نحو 31 ألف متفرج، أما ثاني المشاهد فكان اللوحة الفنية التي رسمتها الجماهير بمختلف انتماءاتها ومختلف جنسياتها، الذين حضروا إلى أبوظبي لمشاهدة ميسي ورفاقه قبل رحلة المونديال التاريخية، ويعد ظهور ميسي نفسه بمستوى متميز وتسجيله في المباراة واطمئنان عشاق «التانجو» عليه كأحد أهم المشاهد وثالثها، أما رابع المشاهد فكانت لقطة حصول عبد الله رمضان على قميص الأسطورة، حيث طلب رمضان القميص بأخلاق الإماراتي ورد عليه ميسي بتواضع، وكان خامس المشاهد قبل اللقاء وحين وصل ميسي إلى أبوظبي، عندما استقبله علي الحربي الطفل صاحب الست سنوات، والذي عبر عن كل ما يدور في قلوب عشاق الأسطورة الأرجنتينية من حب وشغف لرؤيته، ورسم صورة حقيقية لكرم وسعادة أهل الإمارات بتواجد «الساحر» بينهم، ليخطف الحربي الأنظار وينتشر فيديو استقباله على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ليتمنى كل شخص ما حدث معه وانهالت الرسائل عليه واصفين الطفل بالمحظوظ وصاحب الحظ السعيد، كونه صافح ميسي وحصل على توقيعه وتحدث معه وهي أمنية للملايين حول العالم.
بالعودة إلى المباراة، فقد حقق «التانجو» استفادة كبيرة، بالحصول على جرعة تحفيزية قوية قبل بداية رحلة المونديال بلقاء المنتخب السعودي الثلاثاء المقبل، واطمأن سكالوني مدرب الفريق على لاعبيه وعلى قدراتهم التهديفية والبدنية، لاسيما وأن الجميع ظهر قوياً قادراً على العطاء قبل رحلة كأس العالم والسعي نحو تحقيق حلم غاب 36 سنة عن الأرجنتين، منذ أن توج «التانجو» بكأس العالم 1986 بقيادة الأسطورة الراحل مارادونا.
ويمني الأرجنتينيون النفس أن يكون كأس العالم هو مسك الختام الدولي للنجم الكبير ميسي، وأن يكون الكأس هو هديته الأخيرة لبلاده، لاسيما وأنها البطولة الوحيدة التي لم تدخل دولاب بطولات الساحر الكبير.