أنور إبراهيم (القاهرة)


حان الوقت لكي يلتقط ريال مدريد أنفاسه، خلال فترة التوقف التي تخوض فيها المنتخبات مباريات «الأجندة الدولية»، بعد أن أنهى الجولات الأولى من الموسم الحالي 2033-2023، بتفوق كاسح على جميع الأندية في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، إذ حقق «العلامة الكاملة» في 9 مباريات خاضها منذ بداية الموسم، بواقع «6 مباريات في «الليجا»، ومباراتين في دوري الأبطال، ومباراة الفوز بالسوبر الأوروبي على آينتراخت فرانكفورت الألماني». 

واستطاع فريق المدرب الإيطالي الشهير كارلو أنشيلوتي، أن يحطم فكرة أن «الريال» لا يمكنه أن يكون في أفضل حالاته، مع غياب نجمه الأول، وهدافه الفرنسي كريم بنزيمة، وأثبت أن هذه المقولة غير صحيحة، بدليل هذه النتائج الإيجابية التي حققها خلال آخر 4 مباريات متتالية، غاب فيها بنزيمة عن الفريق بسبب الإصابة.
وتعتبر هذه البداية النارية أفضل بداية موسم لـ «الميرنجي»، منذ أكثر من 50 عاماً، ولم يحدث أن فعلها أحد منذ موسم 1968-1969، عندما نجح المدرب «العبقري» ميجويل مونوز في تحقيق «العلامة الكاملة» في 11مباراة متتالية، مثلما فعلها قبلها أيضاً في موسم 1961-1962.
ولم ينجح أي فريق من متصدري الدوريات الأوروبية الكبرى، أو أندية المقدمة بهذه الدوريات، في حصد «العلامة الكاملة»، بعد لعب 9 مباريات في مختلف المسابقات، وإنما خسر معظمهما مباراة أو أكثر، وتعادل مرة أو أكثر، ما يعني إن ما فعله النادي الملكي خلال هذه الفترة من الموسم، يستحق الإشادة والتقدير للاعبيه ومديره الفني الإيطالي. 

وهذا التفوق لم يأت من فراغ، وإنما بفضل عدة عناصر ومفاتيح امتلكها هذا الفريق الذي جمع بين خبرة النجوم القدامي، لوكا مودريتش، وتوني كروس، وداني كارباخال، وتيبو كورتوا، وديفيد ألابا، وناتشو، وحيوية الشباب فالفيردي، وكامافينجا، وتشواميني، وميليتاو، وسيبايوس.
وحرص موقع جول العالمي على الإشارة إلى هذه العناصر التي أتاحت للريال تحقيق ما وصل إليه، بدءاً من حالة الهدوء التي سادت «الميركاتو الصيفي»، رغم الفشل في الحصول على خدمات الفرنسي الشاب كيليان مبابى، أو البحث عن مهاجم آخر، يكون بديلاً لبنزيمة الذي أصبح في الرابعة والثلاثين من عمره، والمعرض للإصابة في أي وقت، وهو ما حدث فعلاً مؤخرا، مروراً بتألق فالفيردي وردوريجو منذ نهاية الموسم الماضي واكتسابهما ثقة أنشيلوتي الذي اعتمد عليهما تماماً هذا الموسم، خاصة بعد إصابة بنزيمة. 

ولم يغفل الموقع دور «المداورة» وتدوير اللاعبين لإراحتهم، خاصة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الخبرة، مثل مودريتش، وكروس، وكاسيميرو حتى ما قبل رحيله إلى مانشستر يونايتد، وحرص أنشيلوتي على الدفع بالشباب من مباراة إلى أخرى لاكتساب الخبرات، ولأنهم مستقبل الريال.
وكان لتعاقد «الميرنجي» مع لاعب الوسط الفرنسي الشاب أوريليان تشواميني، دور كبير في ضبط إيقاع وسط الملعب، ونجح في تعويض رحيل كاسيميرو، وأثبت أنه صفقة مفيدة، وأنه يستحق الـ 80 مليون يورو التي دفعها النادي مقابل ضمه، أما آخر الأسباب التي جعلت الريال يحقق «العلامة الكاملة» حتى الآن، تطور أداء النجم البرازيلي الشاب فينسيوس جونيور بصورة مذهلة، والفضل في ذلك يرجع إلى أنشيلوتي الذي منحه قدراً كبيراً من الثقة، ونجح في تحسين بعض جوانب القصور في أدائه. فينسيوس بدأ هذا الموسم أكثر تصميماً من الموسم الماضي، وكان حريصاً على أن يسجل في كل مباراة بقدر الإمكان، ووضع نصب عينيه هدفاً أن يكون أحد أفضل 5 لاعبين في العالم، وأصبح أسرع مما كان وأكثر قدرة على المراوغة المفيدة، وتحسن كثيراً في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، ويبدو أنه ينوي أن يكون نجم ريال مدريد خلال السنوات العشر القادمة.