سلطان آل علي (دبي)


في قمة الجولة الأولى من «دوري أدنوك للمحترفين» لكرة القدم، بين شباب الأهلي والشارقة، والتي انتهت بفوز «الملك» بهدفين، أبدى ليوناردو جارديم مدرب «الفرسان» امتعاضه من طريقة لعب المنافس، ووصفها بـ «أسلوب الفرق الصغيرة»، والغريب هو ما حدث في المباراة الأخيرة بين شباب الأهلي والوحدة في الجولة الثالثة، فأين تكمن الغرابة؟
إذا ما نظرنا إلى الأرقام الفنية لشباب الأهلي، في مواجهته الأخيرة أمام الوحدة، نجد أنّ التحفظ الدفاعي مبالغ فيه من جارديم أكثر مما قام به كوزمين مع الشارقة في الجولة الأولى أمام شباب الأهلي!، ولبيان هذا الأمر ستكون المقارنة بين أرقام الفريقين في المباراتين المذكورتين.
والبداية من نسبة الاستحواذ على الكرة، حيث سيطر «الملك» بنسبة 36.4% أمام «الفرسان»، مع معدل 10 ثوانٍ من الاستحواذ، من دون أن تنقطع الكرة، فيما استحوذ شباب الأهلي بنسبة 29.1% فقط أمام الوحدة، بمعدل سيطرة، يبلغ 9 ثوانٍ، قبل أن تنقطع الكرة.
والجدير بالذكر أنّ هذه أقل نسبة استحواذ في تاريخ شباب الأهلي بالدوري منذ عام 2011، بناء على الإحصائيات المتوفرة، وبالعودة إلى المواسم الماضية، وشاهدنا أقل نسب الاستحواذ لشباب الأهلي، ستأتي مباراة العين في سبتمبر 2018 أولاً، حيث امتلك الفريق الكرة بنسبة 35.5%، وخسر المباراة بنتيجة 1-2، تحت قيادة المدرب مهدي علي، وتأتي بعدها مباراة التعادل 2-2 مع بني ياس، في أبريل 2016، عندما امتلكت كتيبة كوزمين الكرة بنسبة 35.6%، وتتساوى 3 مباريات مختلفة بنسبة 41%. 

وبالنسبة للشارقة، شهدت السنوات الأخيرة العديد من المباريات بنسب استحواذ أقل من 30%، ووصل عددها إلى 6 لقاءات، ولا تزال مواجهة الجزيرة في نوفمبر 2019 الأقل بـ 25.8%، وتفوق فيها الشارقة بهدف، ولا تختلف مباراته أمام العين خلال فبراير 2020، حيث امتلك فيها الكرة بنسبة 25.9%.
وعلى مستوى التمريرات، قام لاعبو الشارقة بـ227 تمريرة، منها 166 صحيحة، بدقة 73.13%، ويعد المدافع شاهين الأكثر تمريراً بـ29 تمريرة. 

وقام لاعبو شباب الأهلي بـ224 تمريرة، منها 163 صحيحة بدقة 72.7%، وتصدر قائمة «الممررين» الحارس حسن حمزة بـ27 تمريرة. ولمس لاعبو الشارقة الكرة 15 مرة في منطقة جزاء شباب الأهلي، بينما لمس «الفرسان» الكرة 14 مرة في منطقة جزاء الوحدة.
وفي الجانب الهجومي، سدد الشارقة 6 مرات، منها 4 على المرمى بدقة 67% وواحدة منها فقط من خارج المنطقة، فيما سدد شباب الأهلي 12 مرة منها 5 على المرمى، بدقة 42%، ومنها 7 تسديدات من خارج المنطقة، واعتمد الفريقان على العرضيات، حيث قام الشارقة بـ11 كرة عرضية بدقة 27% في مقابل 9 عرضيات لشباب الأهلي بدقة 44%. وحصّل الشارقة على 4 ضربات ركنية، أما شباب الأهلي فإنه كسب ضربتين ركنيتين فقط.
أما على الجانب الدفاعي، فارتكب لاعبو «الفرسان» 17 خطأً أمام الوحدة، بينما ارتكب لاعبو الشارقة 16 خطأ أمام شباب الأهلي.
وفي استخلاص الكرة، نجح الشارقة في 65% من المحاولات الـ17، بينما نجح شباب الأهلي في 33% من المحاولات الـ21. 

وفي تشتيت الكرة بعيداً عن المرمى، تفوق شباب الأهلي بـ35 مرات، وفي صدارتهم الحارس حسن حمزة بـ10 مرات، فيما قام الشارقة بـ21 إبعاداً، ويتصدرهم المدافع شاهين عبدالرحمن بـ9 مرات.
وفي واقع الأمر، لا يرتبط الأمر بالفرق الصغيرة أو الكبيرة بشكل صرف، وإن كانت الفرق الأقل إمكانيات تلجأ إلى ذلك لحماية نتائجها، فهي في الأساس أساليب مدربين ومدارس مختلفة، وأحياناً تكون الظروف سبباً في ذلك، والعناصر المتوفرة، والمدرب الذكي والمرن من يستخدم كافة الأساليب وفقاً لاحتياجه والمنافس الذي يقابله. 

وفي أوروبا هذا الموسم، فإن يونيون برلين الذي ربما يتصدر الدوري الألماني، يأتي ثالثاً في قائمة أقل الفرق بنسبة الاستحواذ في الدوريات الخمسة الكبرى بـ39.1%. 

وفي الدوري الفرنسي، فإن لوريان الذي يتواجد ضمن القمة، يحتل المركز 14 في القائمة بنسبة 41.5%. 

وعندما نتحدث عن الأساليب الدفاعية، لا يمكن أن ننسى أتلتيكو مدريد الذي حقق الأمجاد التاريخية بهذا الفكر والنهج، وما زال يسير عليه، وفي أقرب مثال هذا الموسم، فاز أتلتيكو على فالنسيا 1-0 في الجولة الثالثة من الدوري ولم يستحوذ على الكرة إلا بنسبة 29%.