نيويورك (رويترز) 

 

تغلب الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز على النرويجي كاسبر رود 6-4 و2-6 و7-6 و6-3 في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس ليحرز أول ألقابه الكبرى ويعتلي صدارة التصنيف العالمي لأول مرة.
وأكمل ألكاراز صعوده السريع لقمة التنس العالمي وسقط اللاعب الشاب البالغ عمره 19 عاما على ظهره ووضع يديه على وجهه قبل أن يقفز ويعانق رود عند الشبكة. ثم تجاوز المصورين وصعد إلى المدرجات للاحتفال مع فريقه التدريبي.
وقال ألكاراز في مقابلة بالملعب «هذا شيء حلمت به منذ الطفولة، وأن أكون المصنف الأول عالميا وبطلا لإحدى البطولات الكبرى. كل العمل الشاق الذي قمت به مع فريقي وعائلتي. أنا عمري 19 عاما فقط لذلك فإن جميع القرارات الصعبة اتخذها مع والدي وفريقي أيضا. هذا شيء مميز حقا بالنسبة لي».
وظهرت لافتة في المدرجات مكتوبا عليها «برافو كارليتوس!» في إشارة إلى اللاعب المولود في إل بالمار..
وحل ألكاراز، الذي أثار إعجاب الجماهير خلال البطولة التي استمرت أسبوعين في نيويورك بفضل حيويته وضرباته القوية، محل الروسي دانييل ميدفيديف في صدارة التصنيف العالمي.
وبات ألكاراز أصغر مصنف أول على العالم منذ بدء تصنيف اتحاد لاعبي التنس المحترفين عام 1973 وحطم رقم الأسترالي ليتون هويت الذي كان يبلغ عمره 20 عاما عندما اعتلى الصدارة في 2001.
وكان مشوار ألكاراز إلى اللقب صعبا، وانتفض بعد كسر إرساله في المجموعة الخامسة ليفوز على الكرواتي مارين شيليتش في الدور الرابع وخاض أطول مباراة في تاريخ البطولة عندما تغلب على الإيطالي يانيك سينر في دور الثمانية وتغلب على الأمريكي فرنسيس تيافو في قبل النهائي.


وقال ألكاراز الذي خاض 23 ساعة و40 دقيقة في الملعب خلال مبارياته السبع بالبطولة «أقول دائما إنه لا يوجد وقت للتعب في الدور الأخير من إحدى البطولات الأربع الكبرى أو أي بطولة. يجب أن تقدم كل ما لديك داخل الملعب».
وهنأ الإسباني رافائيل نادال، الحائز على 22 بطولة كبرى في فردي الرجال في رقم قياسي، مواطنه عبر حسابه في تويتر وتوقع له المزيد من النجاح، وقال ألكاراز بسعادة للصحفيين «حسنا لدي بطولة كبرى. إنه يملك 22 أقف في الصف للحاق به».
كان رود يحاول بأن يصبح أول نرويجي يعتلي صدارة التصنيف العالمي لكنه لم يتمكن من مجاراة قوة ألكاراز تحت السقف المغلق لاستاد آرثر آش، وسيتقدم رود المتأهل إلى نهائي رولان جاروس للمركز الثاني في التصنيف بدلا من مركزه السابع حاليا.
وجمع النهائي بين لاعبين يتنافسان لحصد أول ألقابهما الكبرى واقتناص صدارة التصنيف العالمي لأول مرة لكل منهما.
وقال رود «كنا نعرف ما الذي نلعب من أجله، وعرفنا ما يسعى كل منا لتحقيقه. المركز الثاني في التصنيف العالمي ليس سيئا جدا. سأواصل مطاردة أول ألقابي في البطولات الكبرى وصدارة التصنيف».
ونجح ألكاراز المفضل للجماهير في كسر إرسال منافسه مبكرا ليفوز بالمجموعة الأولى لكن إرساله بدأ في التعثر في الثانية واستعاد رود توازنه وضرباته الأمامية القوية ليدرك التعادل 1-1 في المجموعات.
ولم يحافظ اللاعب النرويجي على زخمه طويلا ليكسر ألكاراز إرساله في الشوط الأول من المجموعة الثالثة عبر كرة قصيرة خلف الشبكة لكن رود رد مرة اخرى وأنقذ نقطة لكسر إرساله بل وكسر إرسال منافسه بفضل ضرب خلفية خاطئة من ألكاراز ليتعادلا 2-2.
وأنقذ ألكاراز نقطتين للفوز بالمجموعة في الشوط الأخير بالمجموعة الثالثة وقفزت الجماهير من مقاعدها عندما أطلق ضربة ساحقة مباشرة ليفرض على رود خوض شوط فاصل.
وتراجع رود، الذي كان متماسكا في المجموعتين الثانية والثالثة، في الشوط الفاصل وأطلق ضربتين وكافح من أجل إعادة ضربات ألكاراز الذي انتزع سبع نقاط متتالية ليبتعد مجموعة واحدة عن رفع الكأس.
وواصل ألكاراز تسديد الضربات الأمامية القوية في المجموعة الرابعة ليقضي على رود ويحسم الفوز بإرسال قوي في نقطة الفوز بالمباراة. 
وقال منظمو البطولة إن نسخة العام الحالي من أمريكا المفتوحة حطمت الرقم القياسي في الحضور الجماهيري وكانت المرة الأولى التي بيعت فيها كافة مقاعد استاد آرثر آش الذي يسع إلى 23859 متفرجا.
وسلطت أضواء فلاشينج ميدوز لسنوات عديدة على «الثلاثة الكبار» نادال ونوفاك ديوكوفيتش وروجر فيدرر، لكن نسخة العام الحالي شهدت مستقبل اللعبة في فردي الرجال بمشاركة ألكاراز ورود وسينر وتيافو مما أثار الجماهير هذه المرة.
وقال ألكاراز إنه متعطش للمزيد بعد تذوقه لأول مرة طعم البطولات الكبرى. وأضاف: «أريد أن أظل في القمة لأسابيع كثيرة. وأتمنى العديد من السنوات،»سأعمل بجدية مرة اخرى بعد أسبوعين مذهلين. سأقاتل من أجل الحصول على المزيد من هذه الألقاب.