سلطان آل علي (دبي)
حين تعود بالذاكرة، وتسأل عن أفضل الممررين خلال السنوات الماضية، ربما لا يتبادر إلى ذهنك اسم طارق أحمد لاعب النصر، حيث تظهر أسماء أخرى، حازت الضوء والهالة الأكبر، ويبقى الجنود المجهولون في الظل.
يبقى طارق أحمد «مايسترو» دورينا الأول، خلال 7 مواسم باجتهاد وحضور مستمر وتمريرات دقيقة، وبفارق كبير عن كل المنافسين.
وبالنظر إلى القياسات الإحصائية المهمة في عالم كرة القدم، يأتي من أهمها التمريرات، خصوصاً بالنسبة للاعبي الوسط.
وفي دورينا منذ 2015-2016 وعلى مدى 7 مواسم، لا يوجد أي لاعب استطاع التمرير أكثر من طارق أحمد لاعب النصر بمجموع 9931 تمريرة، ودقة بلغت نسبتها 90.2%. ولا يعدّ هذا هو الإنجاز الحقيقي لطارق، فقد يكون هذا المعدل بسبب استمرارية مشاركته خلال كل المواسم عكس البقية، ولكن قيمته الفنية تأتي من أنّه ضمن أعلى 5 ممررين في كل موسم منذ 2015-2016 ولم يغِب عن قائمة الأفضل إطلاقاً على مستوى التمرير.
ففي موسم 2015-2016 جاء ثانياً بـ1556 تمريرة، خلف البرتغالي هوجو فيانا لاعب الوصل.
وفي 2016-2017 حل رابعاً بـ1229 تمريرة، ثم خامساً في 2017-2018 بـ1111 تمريرة. وفي موسم 2018-2019 تبوأ المركز الثاني بـ1645 تمريرة خلف لاعب الجزيرة سياني. أما الموسم غير المكتمل، فقد كان يملك فيه 1298 تمريرة ثانياً خلف دانييل أمورا لاعب حتا. وفي 2020-2021 جاء ثالثاً بـ1693 تمريرة. أما الموسم المنصرم، فقد أنهاه خامساً بـ1399 تمريرة.
وربما يظن البعض أن هذه التمريرات ليست في اتجاه بناء اللعب، وأغلبها سلبية في مناطق خلفية، إلا أن الأرقام تشير إلى أنّ 33% من تمريرات طارق للأمام، وهو أعلى نسبة مقارنةً بأعلى الممررين من لاعبي الوسط، ما عدا شوكوروف الذي يمرر35.7% للأمام «ويعود ذلك لأسلوب الشارقة الذي يتراجع فيه كثيراً».
ولاعب الجزيرة سيريرو يمرر 28.8% للأمام وعبدالله رمضان وبرمان 30%، أما ماجد حسن وعلي سالمين يمرران 32% للأمام.
ويملك طارق رقماً ضمن الأرقام القياسية للتمرير في مباراة واحدة، وكان ذلك أمام الفجيرة في موسم 2015-2016، حيث مرر 130 تمريرة، وهو ثالث أكبر رقم قياسي في التمرير بمباراة واحدة. هذا الحضور المستمر في القمة ينمّ عن المحافظة على مستواه الفني في التمرير، وهو ما يصعب على أي لاعب فعله، إلا إذا كان بقيمة عالية وانضباط قوي.
وتشهد قائمة أعلى 10 ممررين في الدوري منذ 2015-2016، تواجد 8 أسماء من المواطنين، وذلك بحكم استمرارهم، عكس الأجانب، ممثلةً في طارق أحمد وعبدالعزيز هيكل وأحمد برمان ووليد عباس وعلي سالمين وعبدالله رمضان وفابيو ليما وماجد حسن. وتشمل القائمة 7 لاعبين في مركز وسط الملعب، ولاعبين اثنين في الدفاع، وجناح واحد.
والجدير بالذكر هو تواجد لاعب الجزيرة سيريرو، رغم أنه لم يكمل سوى 3 مواسم! ويعد سيريرو حالة استثنائية بسبب مستواه العالي جداً، الذي جاء به إلى الجزيرة، يكفي أنه مرر 5032 تمريرة، بمعدل يقارب 77 تمريرة كل مباراة، وبدقة تعد الأعلى بلغت93.1%، ورقماً قياسياً في التمرير، حيث مرر 2000 تمريرة خلال الموسم المنصرم! وهذا التواجد ألقى بظلاله على عبدالله رمضان الذي يحتل المركز السادس، رغم أنه خاض 4 مواسم فقط!
وإذا ما أردنا تصنيفاً أكثر منطقية، علينا أن ننظر إلى معدل التمرير في كل مباراة للّاعبين العشرة. وبذلك يتصدر سيريرو القائمة بمعدل 76.7 تمريرة، ثم عبدالله رمضان بـ69.3، يليه طارق أحمد بـ68.7 تمريرة، ثم ماجد حسن بمعدل 63 تمريرة كل مباراة، وأحمد برمان بـ58 وبعده شوكوروف بـ53 تمريرة. فيما يأتي عبدالعزيز هيكل وعلي سالمين ووليد عباس بـ49 و47 و43 تمريرة على التوالي. وأخيراً فابيو ليما بمعدل 36 تمريرة.
وبالحديث عن أعلى أرقام التمرير، وخلال المواسم السبعة المذكور اختلفت الأسماء، ولم تتكرر أبداً، وفي موسم 2015-2016 كان هوجو فيانا لاعب الوصل في القمة بـ1649 تمريرة.
وفي 2016-2017 تصدر عمر عبدالرحمن بـ1559 تمريرة، وهو الاستثناء الوحيد، بكونه صانع ألعاب، بينما البقية جميعهم لاعبو الوسط. وفي 2017-2018 جاء أحمد برمان على القمة بـ1269 تمريرة، أما 2018-2019 تصدّر سياني لاعب الجزيرة بـ1701 تمريرة. وفي الموسم الذي لم يكتمل كان دانييل أمورا لاعب حتا في القمة بـ1326 تمريرة، وهذه المرة الوحيدة التي يتصدر فيها لاعب من الأندية التي تنافس على الهبوط. وفي موسم بطولة الجزيرة 2020-2021 تصدر عبدالله رمضان بـ1915 تمريرة، وهو الرقم القياسي للاعب مواطن في موسم واحد. أما الموسم الأخير، وكما ذكرنا حقق فيه سيريرو رقماً قياسياً هو الأعلى بـ2000 تمريرة.
ويحظى الجزيرة بالرقم الأكبر لأفضل الممررين، حيث حضر لاعبوه 3 مرات خلال 7 مواسم.
ويعد رقم سيريرو المتفرد في 20 أغسطس الماضي في مباراة الظفرة حدثاً استثنائياً، حيث قام بتمرير 182 تمريرة في مباراة واحدة فقط، بدقة تقارب 95%، وهو الرقم القياسي الأكبر في «دورينا».