مراد المصري (دبي)


تشد أنديتنا بداية من شهر يوليو المقبل الرحال للدول الأوروبية للدخول في المعسكرات الصيفية للتحضير لانطلاق الموسم الجديد لمسابقات المحترفين لكرة القدم، ولكن هناك 5 أخطاء رئيسة تقع بها الأندية بشكل متكرر على مدار السنوات الماضية.
وبحسب الرصد، فإن الأخطاء تبدأ بتكليف أمور المعسكر بالكامل لبعض الشركات المتخصصة في هذا المجال، دون تعديل بعض الجوانب بما يتناسب مع حاجة الفريق الفنية وهو ما ينعكس على عدم حصول الفريق على التحضيرات بالشكل الصحيح حيث يظهر الأمر مباشرة مع انطلاق المباريات الرسمية.
ويأتي الخطأ الثاني في اختيار فرق مجهولة لخوض مباريات ودية، وذلك مع التفهم للحاجة لخوض مباريات تتدرج بالمستوى والقوة الفنية تصاعدياً، لكن أحياناً فإن ذلك يؤدي لخوض مباريات لا تحمل أي فائدة فنية وأقل من مستوى بعض الحصص التدريبية، بما لا يجعل الفريق يصل للجاهزية الحقيقة، والتعرف على مواطن الخلل الفنية قبل انطلاق المباريات الرسمية.
ويكون الخطأ الثالث في الانصياع وراء اختيارات المدرب بشكل مطلق خصوصاً عندما يختار إقامة المعسكر في بلده الأم، وذلك مع سعيه للخروج من المعسكر بأفضل صورة ممكنة تحفظ مكانه على رأس الجهاز الفني عند انطلاق الموسم، لكن لاحقاً فإن الجوانب الفنية تتكشف على أرض الواقع مع انطلاق ضربة بداية المنافسات.
ويبرز النقطة الرابعة عدم استغلال هذه المعسكرات لبناء جسور علاقات رسمية مع الأندية في تلك الدول الأوروبية، للاستفادة من العلاقات معها على مدار العام وليس لخوض مباراة ودية واحدة فقط في الصيف، من خلال إنشاء برامج معايشة للمواهب الصاعدة بالتعاون معها، أو خوض مواجهات ذات جوانب تجارية وتسويقية عند زيارة هذه الفرق إلى الدولة وغيرها من مجالات التعاون التي تتخطى إطار المعسكر فقط.
أما الخطأ الخامس فهو عدم استغلال هذه المعسكرات في إثراء المحتوى الخاص بقنوات النادي عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال التواصل مع وسائل الإعلام، وفيما يكون التفهم للحاجة لعدم كشف الأوراق بالكامل قبل بداية الموسم، فإن ذلك يجعل حسابات النادي تتحول إلى شبه مهجورة وسط انقطاع عن الجماهير بشكل مبالغ فيه لأيام عديدة بما لا يرضي عشاق الفريق حول الرغبة بمتابعة أخبار فريقهم ويكسر الروابط بينهم.
وتحدث محمد عبدالله، أحد أصحاب الاختصاص في إعداد المعسكرات التحضيرية للأندية، وهو الذي يشرف على إعداد المعسكر الصيفي لنادي الهلال السعودي المقرر إقامته في بريطانيا هذا الصيف، وقال: الخطأ الأول والاكبر هو منح الشركة التي ستقوم بتنظيم المعسكر «الجمل بما حمل»، حيث ستقوم باختيار فرق ضعيفة للغاية في بعض الأحيان، أو اختيار دول ذات دوري تصنيفه ضعيف، وغيرها من الجوانب التي تنعكس سلباً على النادي عند خوضه المنافسات الرسمية وعدم تحقيقه الفائدة المرجوة من تواجده لأكثر من 20 يوماً في هذا النوع من المعسكرات التحضيرية.
وتابع: كما يجب ألا توضع الأمور كلها بيد المدرب، لأنه يريد تأمين مقعده على رأس الجهاز الفني، وبالتالي يختار مباريات تضمن له البقاء مع انطلاق الموسم والصبر عليه، والأجدر أن تأخذ الإدارة برأي المشرفين على الفريق من اللاعبين السابقين الذين سبق لهم خوض غمار هذه المعسكرات الخارجية ويدركون تماماً ما الذي يحتاجه اللاعبون للتحضير للموسم الجديد.