أنور إبراهيم (القاهرة)
لم يعد جيرار بيكيه قلب دفاع برشلونة يحظى بالإجماع داخل مجلس إدارة النادي الكتالوني، إذ إن إصاباته المتكررة وأخباره غير الرياضية التي تمتلئ بها الصفحات الأولى للصحف الإسبانية والعالمية، ومصالحه التجارية المتعددة خارج المستطيل الأخضر، كلها أسباب قادت صنّاع القرار داخل البارسا إلى التفكير بجدية في التخلص منه والانفصال عنه، ويضاف إلى ذلك، راتبه الضخم «19 مليون يورو سنوياً» في وقت تسعى فيه إدارة النادي لتخفيض هيكل الرواتب بالفريق، حتى يمكنها التعاقد مع صفقات جديدة هذا الصيف.
وذكرت صحيفة «آس» إن إدارة البارسا ترى أن بيكيه لم يعد يقدم المردود الفني والبدني الذي يتناسب مع راتبه الكبير، مع علمها بأن عقده مازال يمتد لعامين آخرين.
ويمثل راتب بيكيه عبئاً كبيراً فعلاً على خزينة النادي في وقت تبحث فيه الإدارة عن ترشيد الإنفاق، وترى أن رحيله هو الحل الأمثل الذي يسمح للبلاوجرانا بتوفير جزء مهم من المال يمكن استخدامه في متابعة صفقات الصيف، وأهمها صفقتا البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والبرتغالي برناردو سيلفا. غير أن إدارة النادي تدرك جيداً أن بيكيه يعتبر «أسطورة» للنادي و«أيقونة» لجماهيره بتاريخه الطويل والمشرف، حيث مازال يحظى بحب قطاع عريض من الجماهير، التي تتوسم فيه رئاسة النادي مستقبلاً، ولهذا فإن قرار الرحيل لابد أن ينبع من داخله، ولا يمكن لأي أحد آخر أن يجبره على اتخاذه.
ونظراً لحساسية الوضع وصعوبته لكون بيكيه أحد النجوم أصحاب التاريخ الطويل والمشرف مع النادي، فقد صدّرت إدارة النادي زميله السابق ومديره الفني الحالي تشافي هيرنانديز في محاولة لإقناعه بالرحيل.
وكشفت صحيفة «سبورت» النقاب عن أن تشافي اجتمع معه سراً منذ أسبوعين وأبلغه بأنه لم يعد بحاجة إليه بعد الآن، وبنى تشافي كلامه على حقيقة المشاكل البدنية الكثيرة التي يعاني منها بيكيه، وكذلك سلوكه غير الاحترافي خارج المستطيل الأخضر.
ويؤمن تشافي بموهبة بيكيه الكروية ومهارته الفنية وخبرته الطويلة ولايستطيع التشكيك فيها، ولهذا كان تركيزه منصباً على الجانب البدني للاعب، وغيابه لفترات طويلة بسبب الإصابات، الناجمة في أغلبها عن تقدمه في السن «35 عاماً».
ولم يقف بيكيه مكتوف الأيدي إزاء ما وجه إليه من انتقادات، وإنما رد على مزاعم إدارة النادي ومديره الفني بقوله إنه سيتدرب بجدية أكثر من أي وقت مضى من أجل استعادة فورمته العالية، وإنه سيتخلى عن بعض التزاماته الأخرى غير الرياضية. وحاول تشافي أن يوضح لبيكيه أنه يريد قلب دفاع يعتمد عليه في بناء فريق مقاتل، وإنه لايرى في زميله السابق إمكانية القيام بهذا الدور. وكرر تشافي تأكيده لبيكيه بأنه لن يحصل على دقائق لعب كما كان في الماضي، غير أن ذلك جعل اللاعب أكثر تصميماً على البقاء وعدم الرحيل. ومازال الملف مفتوحاً.
يذكرأن عقد بيكيه يمتد حتى صيف 2024، وإن برشلونة مدين له بمبلغ 40 مليون يورو، وإن فرص بقاء بيكيه في صفوف الفريق هى الأقرب بنسبة 99%، على حد قول صحيفة «آس»، بينما أكدت صحيفة «سبورت» أن تشافي لايرغب في الارتباط بأي لاعب بصفة لانهائية، وإنه على استعداد للتضحية بجميع «الأبقار المقدسة» في غرفة الملابس لكي يساعد الفريق على التطور والتحسن، والعودة إلى منصات التتويج.