معتز الشامي (دبي)

يلتقي منتخبنا الوطني في العاشرة مساء اليوم، بتوقيت الإمارات، نظيره الأسترالي على استاد أحمد بن علي بالدوحة، في مواجهة الملحق الآسيوي المؤهل للملحق العالمي أمام منتخب بيرو يوم 13 الجاري، والذي يتأهل الفائز فيه إلى مونديال 2022، وتحديداً ضمن المجموعة الرابعة بكأس العالم، التي تضم منتخبات فرنسا، حاملة اللقب والدنمارك وتونس.
وسيكون لقاء اليوم الأول لمنتخبنا، الذي يلعب خلاله مرحلة «ملحق آسيوي» مؤهل لملحق عالمي، في مشواره نحو التأهل للمونديال، في الوقت الذي سبق للمنتخب الأسترالي أن خاض تجربة «الملحق القاري» قبل مونديال موسكو 2018، وتأهل من الملحق في ذلك الوقت على حساب منتخب سوريا.
ولا يزال حلم «الأبيض» قائماً في بلوغ المونديال، ولكن بشعار التعامل بـ «القطعة» مع مباراتي الملاحق الأخيرة، والبداية بلقاء اليوم أمام منتخب أستراليا المتمرس على التأهل لنهائيات كأس العالم، التي وصل إليها 4 مرات متتالية ويبحث عن التأهل الخامس على حساب منتخبنا الوطني الساعي لتحقيق تطلعات جماهيره، التي تمني النفس بحضور الحدث الكروي الأكبر، للمرة الثانية في المحفل العالمي، بعد الظهور في مونديال إيطاليا 1990.
وكان منتخبنا قد استعد بشكل مكثف للمواجهة المرتقبة مساء اليوم، سواء عبر خوض تجربة دولية ودية أمام منتخب جامبيا أواخر مايو الماضي وانتهى بالتعادل الإيجابي، أو من حيث استمرار معسكره المغلق ونقله إلى الدوحة مطلع يونيو الجاري، حيث ركز الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني، على الارتقاء بالجوانب الخططية والتكتيكية، بالإضافة لتطوير النواحي البدنية واللياقية لعدد من اللاعبين، والعمل على زيادة الانسجام والتفاهم بين عناصر المنتخب.
ويتوقع أن يؤدي «الأبيض» تحت قيادة رودولفو أروابارينا لقاء اليوم بتشكيلة متوازنة تميل أكثر لتأمين الدفاع، وعدم ترك أي مساحات أمام لاعبي المنتخب الأسترالي القوي، الذي يؤدي «عادة» بطريقة الاندفاع البدني وقوة الالتحامات، كما يستغل طرفي الملعب لإرسال العرضيات ويلعب بطريقة 4-4-2، وينتظر أن يؤدي منتخبنا بطريقة أكثر توازناً، خصوصاً عند افتقاد الكرة، من حيث الضغط على حامل الكرة، فضلاً عن مواجهة انطلاقات المنتخب الأسترالي من وسط الملعب، الذي سيكون بمثابة حائط الدفاع الأول لإفساد الهجمات الأسترالية ومحاولات البناء من الخلف.
من جهة أخرى، يمكننا أن نصف فريق «الكنجارو» بأنه فريق متكامل، من حيث وفرة اللاعبين المحترفين في مختلف الدوريات الأوروبية والآسيوية، ويغيب عن صفوفه اللاعب توم روجيك فقط، بينما يفتقد منتخبنا جهود عبد الله النقبي والحسن صالح وكلاهما تم استبعاده من المعسكر الحالي، كما استدعى الجهاز الفني اللاعب أحمد برمان لتأمين خط وسط المنتخب.

خالد بيومي يحدد طريقة فوز «الأبيض»: علينا استغلال ضعف قلبي الدفاع وبطء وسط المنافس
يحتاج المنتخب الوطني أن يؤمن بأن حظوظه قائمة في التأهل، وأنه قادر على مقارعة الكبار، يجب ألا يخشى منتخب الإمارات من لقاء اليوم، أو من قدرات المنتخب الأسترالي، التي لم تعد كما كانت عليه قبل 8 أو 10 سنوات مضت، لأن الجيل الحالي من لاعبي «الكنجارو» رغم مميزاتهم الفنية، إلا أنهم لا يمتلكون «الكواليتي» المرتفع كلاعبين يمكنهم صنع الفارق.
لذلك أرى أن مستوى منتخب أستراليا، ليس بالفريق «المخيف» أو المرعب، ولكن يمكن وصفه بأنه منتخب «جيد»، وفي نفس الوقت يعاني من مشكلات وثغرات إذا تم استغلالها بشكل جيد، يمكن أن يحقق «الأبيض» التفوق الفني داخل أرض الميدان، ويصل لما يريده بالخروج بنتيجة الفوز التي تؤهله للملحق العالمي ومواجهة منتخب بيرو، والاقتراب خطوة أخيرة من المونديال.
المنتخب الأسترالي يعتمد بشكل أساسي على القوة الجسمانية والاندفاع البدني، والالتحامات القوية في مختلف أرجاء الملعب، لكن من دون تقديم مستويات فنية عالية في الملعب، باستثناء قدرات اللاعبين هويستيش ومارتن بويل، وهما في رأيي أسرع وأخطر لاعبين بصفوف «الكنجارو»، الذي يعتمد في المقام الأول على سلاحين لتحقيق الفوز والتسجيل في المنافسين، وهو سلاح «الركلات الحرة المباشرة» أمام وحول منطقة الـ18، والتي عادة ما يجيدون تشكيل الخطورة الكبيرة من خلالها.
كما يجيد منتخب تنفيذ بعض الجمل التكتيكية، بالإضافة للاعتماد الكبير على «الهجمات المرتدة» التي تحتاج إلى يقظة لاعبي الوسط والدفاع، وأن يؤدي الأبيض بطريقة أكثر تقارب من حيث خطوط اللعب الثلاثة، وعدم ترك المساحات للمنافس، خصوصاً في منطقة المناورات بالوسط وفي الثلث الأخير من ملعبنا.
أما فيما يتعلق بالنواحي الدفاعي، فأعتقد أن منتخب أستراليا لديه مشاكل كبيرة في قلبي الدفاع، ويمكن اختراقها بسهولة، متى ما اعتمد المنتخب على النقل السريع للكرة، والانطلاق من الأطراف، مع التحرك الجيد من دون كرة، مع ضرورة استغلال سرعة الانطلاقات من العمق، خصوصاً أن منتخب أستراليا يعاني في مركز الدفاع الأيمن، الذي يمكن استغلاله بطريقة جيدة وإرسال العرضيات أو حتى التوغل لداخل المنطقة، وتشكيل خطورة على حارس مرماهم.
كما يعيب أداء منتخب أستراليا «بطء منتصف ملعبه»، الذي يكون خطيراً إذا ما تركت له المساحات للتحضير من الخلف بأريحية، ولكن لمنع ذلك، سيتطلب أن تلعب بطريقة الضغط العالي، والتقدم على حامل الكرة، ما يعني ضرورة مضاعفة مجهود اللاعبين، لأن البحث عن هدف يربك المنافس هو المطلوب، لذلك أتمنى أن يلعب رودولفو بطريقة تركز في المقام الأول، على استغلال ثغرات المنتخب الأسترالي، أكثر من مجرد طريقة لعب ينفذها المنتخب الوطني لتنفيذ أفكاره هو، لأن المنافس بالفعل يعاني في عدة أمور فنية، يجب التركيز عليها من أجل تحويلها لنقاط قوة لمنتخب الإمارات.
هناك عدة جوانب أخرى يجب العمل عليها بشكل أفضل، وبخاصة الجوانب الذهنية والنفسية للمنتخب واللاعبين، حيث يجب ألا يخاف اللاعبون من مواجهة منتخب أستراليا، وأن يعتقدوا أنه فريق مخيف أو أن الفوز عليه مستحيل، فمفتاح كل ذلك، هو التحلي بالثقة بالنفس، والتركيز الكبير مع الالتزام بالروح القتالية العالية، طوال 90 دقيقة، هي عمر المباراة، التي سيكون على لاعبي المنتخب أن يقاتلوا في كل دقيقة وثانية منها، كما سبق وفعلوا أمام كوريا الجنوبية، فاللعب في تلك المرحلة، يحتاج للأجهز «نفسياً»، قبل أن يكون أجهز من الجوانب الفنية، كما أن مجاراة المنتخب الأسترالي بدنياً، لن تفيد، لذلك يجب تعويض بعض الفروقات، باللعب على استغلال ثغرات المنافس، ثم فرض أسلوب المنتخب، وذلك لا يأتي إلا بثقة اللاعبين في أنفسهم وفي قدراتهم وما يمكن أن يقدمونه.
وأود هنا الإشارة إلى ضرورة اللعب الجماعي، لأن استغلال الثغرات الخاصة ببطء وسط أستراليا، ومشكلات قلبي الدفاع، والطرف الأيمن، تعني ضرورة التجانس الكبير بين لاعبي المنتخب الوطني، لتنويع الهجوم والضغط على حامل الكرة، واللعب على الأطراف ومن العمق، وهي كلها متطلبات تعني ضرورة الاعتماد على الجماعية في الأداء مع ضرورة استغلال قدرات اللاعبين أصحاب المهارة الفردية، مثل علي صالح ومبخوت وعموري وحارب سهيل وطحنون وغيرهم من اللاعبين أصحاب المهارة الفردية القادرة على صنع الفارق والتفوق في أسلوب «واحد ضد واحد».

أرنولد يراهن على خبرة الدوريات الأوروبية
يعتمد جراهام أرنولد، مدرب المنتخب الأسترالي على تشكيلة تضم العناصر الأكثر خبرة، التي تلعب في الدوريات الأوروبية، مثل إيطاليا، إنجلترا، ألمانيا، بالإضافة إلى الدوري الياباني، مع بعض العناصر التي تلعب في الدوري الأسترالي المحلي.
وأعرب مارتن بويل جناح المنتخب الأسترالي عن أمله في التقدم خطوة للأمام في طريق الصعود لكأس العالم الأول بالنسبة له، وقال: سنقاتل في الملعب، وأنا متفائل باللعب في قطر، خصوصاً بعدما حققنا الكثير من الإيجابيات خلال التجمع الأخير، استعداداً لمواجهة المنتخب الإماراتي القوي.
وأضاف: قمنا خلال قترة الإعداد بالتدريب علي الطريقة التي سنلعب بها، الكل متحمس لهذا اللقاء، كما أننا نمتلك الكثير من اللاعبين ممن تمكنوا من الوصول إلى كأس العالم من قبل عدة مرات ويمتلكون الخبرات اللازمة للمواجهة المرتقبة.

سُرعة «الإماراتي» تتحدى عرضيات والتحامات «الأسترالي»!
عمرو عبيد (القاهرة)

كعادته دائماً في المواجهات الكبيرة، يفضل منتخبنا كثيراً عدم الاهتمام بنيل الاستحواذ على الكرة، والميل بشكل أكبر للتأمين الدفاعي المحكم وشن الهجمات المرتدة السريعة، وهي الطريقة التي منحت «الأبيض» انتصاراً ثميناً تاريخياً على حساب كوريا الجنوبية في ختام المرحلة السابقة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وجاء الفوز بأقل نسبة امتلاك للكرة لم تبلغ 23%، لكن المقابل ارتفعت معدلات النجاح في الثنائيات الهوائية والالتحامات البدنية الأرضية بنسب تراوحت بين 72% و54% على الترتيب، وهو ما يجب أن يواصل «الأبيض» تنفيذه، لاسيما أن نظيره الأسترالي يملك نسب نجاح مرتفعة في تلك النقاط، وإن تسبب تراجعها أمام السعودية واليابان بصورة واضحة في خسارتيه المتتاليتين، وقبلها لم يصنع «الكنجارو» الفارق البدني المعروف عنه أمام الصين، فتقاربت معدلات الالتحامات والثنائيات مع «التنين» وتعادل في النهاية!
وظهر المنتخب الأسترالي بأكثر من صورة فنية خلال مراحل التصفيات، حيث تغير أسلوب «الكنجارو» حسب طبيعة وقوة المنافس، فهو صاحب الكرة في كثير من المباريات بمعدلات استحواذ تتجاوز 60% في أغلبها، بينما تخلى عنها في بعض المواجهات القوية خاصة أمام السعودية واليابان لتتوقف عند حاجز 42% في المتوسط، وسيخوض «سوكيروس» مواجهة منتخبنا غالباً بالاعتماد على امتلاك الكرة وبناء الهجمات المنظمة غزيرة التمريرات، لأنها الطريقة المفضلة بالنسبة له في تسجيل الأهداف، حيث تجاوزت نسبتها 87% بجانب ميله للإيقاع الهادئ بنسبة 65% مقابل 35% للهجوم السريع.
وخلال مشوار التصفيات، سجّل «الأبيض» 70% من أهدافه عبر الهجوم المنظم مقابل 30% للمرتدات، التي جاء أهمها أمام سوريا وكوريا الجنوبية في المباريات الأخيرة، وكان اللعب المتحرك والسرعة هما أساس بلوغ شباك المنافسين بنسبة 87% من إجمالي الأهداف، التي أحرزها عبر جميع جبهاته الهجومية بتفوق طفيف للعمق الهجومي في بداية مراحل التصفيات، قبل بروز أدوار الطرفين لاسيما الجبهة اليُسرى التي تألقت في المباريات الحاسمة، وكذلك التمريرات الطولية بتحول سريع خاطف، قد يكون أحد أبرز الحلول في مواجهة «الكنجارو» في ظل وجود الثنائي، عموري ومبخوت، مع الوضع في الاعتبار أن هجوم الطرف الأيمن وعرضياته المتميزة تبقى واحدة من الوسائل الهامة لتسجيل الأهداف، وهو ما يجب الاهتمام به لأن 45.5% من الأهداف التي مُني بها مرمى «سوكيروس» أتت عبر جبهته اليُسرى الدفاعية.
وعلى الجانب الدفاعي، يجب أن يحذر «الأبيض» تماماً من أطراف المنتخب الأسترالي وعرضياته، لأنه أحرز 58% من الأهداف عبر الجانبين وبلغت نسبة نجاح استغلاله الكرات العرضية 53.5%، وهو معدل لافت للنظر، لاسيما إذا أضفنا إجادة لاعبيه ألعاب الهواء عبر الركلات الركنية المُخيفة، حيث هز الشباك 17 مرة عبر رؤوس لاعبيه بنسبة 39.5% من إجمالي أهدافه، كما سجّل أكثر من رُبع أهدافه بوساطة الركلات الركنية والركلات الحرة غير المباشرة، في ظل امتلاكه عدة أوراق من مهاجميه أو حتى مدافعيه الذين استطاعوا استغلال قوتهم البدنية وحُسن تمركزهم لتحويل تلك الألعاب إلى أهداف، بجانب اندفاعهم بغزارة داخل منطقة الـ18 خلال إرسال العرضيات لدرجة أنه سجّل 35% من أهدافه داخل الـ6 ياردات!
المنتخب الأسترالي سجّل 60% من أهدافه خلال الأشواط الأولى من عمر مبارياته، خاصة في نصف الساعة الأول، إلا أن أغلبها جاء أمام منتخبات أقل كثيراً في المستوى وخلال المرحلة المُبكرة من التصفيات، لكن هذا الأمر يجب أن يُوضع في الاعتبار بالتأكيد رغم أن منتخبنا لم يستقبل الكثير من الأهداف في هذه الفترات المُبكرة من المباريات، في حين أن «الأبيض» على الجانب الآخر سجّل 57% من الأهداف في الأشواط الثانية، بل إن الفترة الأغزر على الإطلاق كانت في آخر رُبع الساعة وما بعد «التسعين»، وهو ما يُعتبر مؤشراً إيجابياً لأن شباك «الكنجارو» اهتزت بنسبة 73% في الفترات الثانية خاصة نهايات المباريات.