معتز الشامي (دبي)

يؤدي منتخبنا الوطني مساء اليوم حصته التدريبية الأساسية على ملعب استاد الدحيل، استعداداً للمواجهة المرتقبة أمام نظيره الأسترالي بعد غدٍ «الثلاثاء» في مباراة «الملحق الآسيوي» المؤهل بدوره للملحق العالمي أمام منتخب بيرو يوم 13 الجاري، والذي يتأهل الفائز فيه إلى مونديال 2022. وينتظر أن يشهد التدريب الرئيسي اليوم التركيز على الجوانب الخططية والتكتيكية والتحرك بطول وعرض الملعب، بكرة ودون، مع التركيز على طريقة اللعب المتوقع تنفيذها والأقرب أنها ستكون 4-3-2-1 عبر تأمين الوسط بـ3 لاعبين على الأقل، حيث يؤمن الجهاز الفني بأن الدفاع من وسط الملعب يجب أن يكون حاضراً، لمنع امتلاك المنتخب الأسترالي للكرة، ومنع تقدمه لتشكيل الخطورة على مرمى منتخبنا الوطني، أو التوغل في عمق دفاعات «الأبيض»، مع ضرورة التركيز على الجوانب المهارية للاعبين في نقل الكرات بشكل سريع للأمام، والخروج من الثلث الأخير لملعبنا، عبر انطلاقات من الأطراف وفي العمق، واستغلال الفرص متى ما أُتيحت أمام علي مبخوت مهاجم منتخبنا الوطني.
وتشير المتابعات إلى أن الأرجنتيني رودولفو أروابارينا يسعى لتنفيذ طريقة اللعب المتوقعة أمام منتخب أستراليا خلال التقسيمة الودية بين اللاعبين، في التدريب الرئيسي مساء اليوم، والتي ستكون بمثابة تجربة عملية، للأفكار الفنية التي يرغب رودولفو في تنفيذها، أمام منتخب يلعب بطريقة الاندفاع البدني، والقوة في الالتحامات على كل كرة بالملعب، فضلاً عن التركيز على اختراقات عمق دفاع المنتخب والتسديد من خارج منطقة الـ18.
ويحتاج «الأبيض» الكثير من التجهيزات لمواجهة منتخب أستراليا الذي سيدفع بكل أسلحته، خاصة أن الفريق بدا أنه يعاني في الجوانب الدفاعية، حيث تفوق منتخب الأردن عليه خلال التجربة الودية الأخيرة التي جمعت بين الفريقي في الدوحة، لا سيما في الشوط الأول، حيث تقدم «النشامى» بهدف، قبل يدرك منتخب أستراليا التعادل قبل ختام نفس الشوط، ويضيف هدف الفوز في الشوط الثاني.
وكانت مجمل التجربة الودية قد خضعت لرقابة قوية من الجهاز الفني لمنتخبنا، للوقوف على مفاتيح اللعب لمنتخب استراليا وأبرز العناصر المتوقع مشاركتها أمام «الأبيض»، حيث يسعى جهاز منتخبنا الوطني، للعب بطريقة «الرقابة الفردية» وتقارب الخطوط في الملعب، لغلق مفاتيح لعب المنتخب الأسترالي، خصوصاً على طرفي الملعب. ويعمد جهاز «الأبيض» لتكثيف النواحي البدنية خلال المعسكر الحالي، والذي شهد بالفعل زيادة القوة البدنية للاعبين، في ظل حالة الجدية والالتزام التي تسيطر على لاعبي المنتخب، وارتفاع الروح المعنوية للجميع، كما يركز الجهاز الفني على تدريبات الهجمات المرتدة، ونقل الكرات سريعاً من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية بأقل عدد من لمس الكرات، بهدف استغلال اندفاع المنتخب الأسترالي وبطء ارتداه لاعبيه بعض الشيء، وهو ما عاب أداء الفريق خلال مشواره بالتصفيات، حيث فقد الكثير من قوته الفنية وتأهل للملحق القاري بصعوبة من مجموعته التي شهدت تأهل كل من الأخضر السعودي واليابان إلى المونديال عبر المركزين الأول والثاني، المؤهلين مباشرة لكأس العالم.

 

عبد الرحمن محمد: تقارب الخطوط و«الكتلة الواحدة» ضرورة
أكد عبد الرحمن محمد لاعب المنتخب الوطني السابق، أن الروح القتالية يجب أن تكون في قمتها أمام منتخب أستراليا، مشيراً إلى أن وصول «الأبيض» لمرحلة الملحق، تعني أننا نقف أمام مباريات كؤوس، تتساوى فيها الحظوظ ولا تعترف بما قبلها من معطيات، وتابع: «عدم تقديم المنتخب المستوى المنتظر منه خلال مشوار التصفيات، لا يعني الآن بعد الوصول للملحق، أنه لن يكون شرساً أمام منتخب أستراليا القوي، بل على العكس تماماً، المباراة في الملعب، ونحن أمام 90 دقيقة تتساوى فيها فرصة كل فريق، بواقع 50%»
وأضاف: «الكلام عن النواحي الفنية في مثل تلك المواجهة، سيكون صعباً، لأنها تحتاج لما هو أكبر، وأقصد هنا الأداء بجدية وطموحات عالية وروح قتالية لا تلين، لتذويب الفروقات في الخبرات والقدرات مع منتخب استراليا، كما أعتقد أن الحضور المتوقع للجماهير في المدرجات سيكون عاملاً قوياً لدعم الأبيض في مباراة الخطوة الأولى نحو المونديال، والتي يحتاج للفوز فيها على أمل مواجهة منتخب بيرو يوم 13 الجاري».
وتابع: «عملياً يحتاج المنتخب للعب بطريقة تميل لتأمين الدفاع، وضرورة تقارب خطوط اللعب الـ3 بدلاً من تحول الأداء إلى «جزر منعزلة»، فضلاً عن ضرورة التحرك داخل الملعب ككتلة واحدة عند الهجوم، وأيضاً عند افتقاد الكرة، مثلما أدى الأبيض أمام منتخب كوريا الجنوبية في ختام مشوار التصفيات الذي شهد فوز وتألق الأبيض خلال المباراة التي أوصلته لتلك المرحلة في الملحق المؤهل للمونديال». وتمنى عبد الرحمن محمد التوفيق للاعبي المنتخب الوطني، وطالبهم بضرورة التحلي بالروح القتالية كأهم مطالب هذا النوع من المباريات، والتفكير في ضرورة إسعاد شعب الإمارات وتحقيق نتيجة إيجابية تضمن التأهل للملحق العالمي.