عمرو عبيد (القاهرة)


أُسدل الستار على الموسم الطويل من «دوري أدنوك للمحترفين»، وشهد الحصاد النهائي للبطولة تسجيل 518 هدفاً بمعدل 2.85 هدف في كل مباراة، وهو ما يقل بصورة واضحة عما آلت إليه نسخة العام الماضي، التي سجلت متوسط 3.11 هدف في المباراة، عبر اهتزاز الشباك 566 مرة، وانتهت 139 مباراة بفوز أحد الفريقين بنسبة 76.4% من إجمالي مباريات الموسم، في حين بلغت نسبة التعادلات 23.6%، بإجمالي 43 مباراة.
وكالعادة، تفوقت أهداف الأشواط الثانية على نظيرتها في الأولى، حيث سجلت الفرق 278 هدفاً، في الفترات الثانية، بنسبة 53.7%، مقابل 46.3%، بإجمالي 240 هدفاً.
ويُعد ربع الساعة الأخير من عمر المباريات، مع دقائق ما بعد التسعين الفترة الأغزر تهديفاً، بإجمالي 112 هدفاً، ثم منتصف الأشواط الثانية بين الدقيقتين 61 و75، بمجموع 107 أهداف، بينما كان ربع الساعة الأول من الشوط الثاني، بعد العودة من فترة الاستراحة الفترة الأقل تهديفاً بـ 59 هدفاً.
81 هدفاً تم تسجيلها في «دورينا» بتسديدات بعيدة المدى تمثل نسبة 15.6% من الحصاد الهجومي للبطولة، وبالطبع كانت النسبة الأكبر لمصلحة الأهداف داخل منطقة الجزاء، بنسبة 84.4% بإجمالي 437 هدفاً، وبينها جاء 106 أهداف داخل منطقة الـ6 ياردات، في أقصى نقاط العمق الدفاعي للفرق تمثل نسبة تقارب رُبع عدد الأهداف التي سكنت الشباك داخل منطقة الجزاء.
وإذا كان العمق الهجومي الذي استغل أخطاء مناطق قلب الدفاع الأكثر تعرضاً للخطورة قد حصد نسبة 41.9% من إجمالي الأهداف، فإن الأطراف الهجومية عملت بكفاءة في النسخة الأخيرة بعدما مساهمتها في إحراز 58.1% منها، مع التأكيد على ظهور مؤثر للجبهات اليُمنى بالمشاركة في 31% من الأهداف، وهو ما يتأكد أيضاً من خلال اعتماد الفرق على الكرات العرضية في تسجيل 38.4% من إجمالي الأهداف بعدد 199 عرضية حاسمة.
وبالطبع كان للأقدام التأثير الأكبر على الحصاد الهجومي العام، إلا أن الرؤوس برزت بكل قوة هذا الموسم مقارنة بحصاد النسخة السابقة، حيث سجلت الفرق مؤخراً 106 أهداف بنسبة 20.5% من الإجمالي مقابل 13.6% فقط في الموسم الماضي بمجموع 77 هدفاً، وهو ما يعني امتلاك فرق «دورينا» مهاجمين ولاعبين يجيدون ألعاب الهواء وفي الوقت ذاته يشير إلى ضعف دفاعي واضح في التعامل مع هذه الألعاب.
وفي سياق مختلف، ارتفعت نسبة تسجيل الأهداف بوساطة الركلات الثابتة إلى 33% مقارنة بحصاد الموسم السابق الذي لم يتجاوز 28.4%، وإذا كان استغلال الركلات الحرة المباشرة قد تراجعت معدلاته نسبياً هذا العام، فإن زيادة مطردة كبيرة طرأت على الاستفادة من الركلات الركنية والحرة غير المباشرة، في انعكاس لنجاح التكتيك الهجومي مقابل الضعف الدفاعي في التمركز والرقابة، وقفز المؤشر من 63 هدفاً في نسخة 2020-2021 إلى 94 في البطولة الأخيرة.

 

الهدافون والصناع «وضع مقلوب»!
 
بخلاف المنافسة الشرسة بين علي مبخوت وفابيو ليما على قمة هدافي الموسم الماضي، حصد لابا كودجو جائزة «الحذاء الذهبي» بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، وحسم مبخوت لقب الهداف في بطولة 2020-2021، بفارق 3 أهداف فقط عن ليما، مع الوضع في الاعتبار اقتراب جواو بيدرو إلى حد ما من «الثنائي»، حيث جاء ثالثاً بعد ليما بفارق 4 أهداف، أما النسخة الأخيرة، فقد شهدت تتويج لابا بالجائزة بفارق 11 هدفاً عن عمر خربين، علماً بأن مبخوت سجّل 25 هدفاً في النسخة السابقة مقابل 26 للتوجولي هذا العام. وجاء الوضع معكوساً في قائمة «الصناع» هذه المرة، حيث تساوى سفيان رحيمي وضياء سبع في الصدارة بـ9 تمريرات حاسمة، مقابل 8 لكل من نيكولاس خيمينيز وعمر خربين، وبعدهم جاء كريستيان جوانكا ودودو بصناعة 7 أهداف، في حين اختلف الأمر قليلاً في النسخة الماضية، بعدما انتزع المخضرم إسماعيل مطر الصدارة بـ12 تمريرة حاسمة، ثم جاء بعده بفارق تمريرتين كلاً من علي مبخوت وخلفان مبارك، وبعدهما إيجور جيسوس وريان مينديز بفارق صناعة هدفين أيضاً، والطريف أن لاعبين من الفريق البطل ظهرا في مقدمة أفضل الصناع في كل موسم، بـ«ثنائي» العين هذا الموسم مقابل «ثنائي» الجزيرة في العام الماضي.