علي معالي (البطائح)


كشف التونسي طارق الحضيري مدرب البطائح عن العديد من الأشياء، التي جعلت الفريق يتأهل إلى دوري المحترفين للمرة الأولى في تاريخه، مؤكداً أن الاحترافية الكبيرة التي تعاملت بها إدارة النادي «السبب المباشر» في الإنجاز الرائع.
وأشار الحضيري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أن هناك محطات صعبة، كادت تطيح بكل الطموحات والأفكار التي كنّا نخطط لها، بداية من معسكر الإعداد في الإسماعيلية، وأن أصعب فترة عاشها البطائح في منتصف الموسم بعد 3 خسائر متتالية تعتبر «مرحلة شك كبيرة» أحاطت بالبطائح.
وقال: «إنها المرة الأولى التي أسهم فيها في صعود فريق من «الأولى» إلى «المحترفين»، حيث سبق لي العمل مع أندية كبيرة ومحترفة بالدوري التونسي، منها الترجي أو المستقبل الرياضي، والاتحاد المنستيري واتحاد تطاوين».

 


وأضاف: خبرتي 4 سنوات في «الدرجة الأولى» مع التعاون ومصفوت، أسهمت كثيراً في نجاحي مع البطائح، وكنت أعرف أجواء «الهواة» وكذلك اللاعبين ونوعيتهم والمدربين وطريقة العمل، وحتى تفكير الإدارات.
وقال: «في كرة القدم حالياً أصبحت الأمور المادية عنصراً مهماً للغاية، وهو ما اختلف في عملي مع البطائح، وبقية الأندية التي دربتها في الإمارات، أضف إلى ذلك منذ حضوري إلى البطائح كان الهدف واضحاً ومحدداً، والتخطيط في الفريق الذي تم تكوينه منذ 10 سنوات، أن نبحث عن الصدارة».
وأضاف: «الفريق في آخر موسمين كان منافساً قوياً على الصعود رغم أن «النواة» انطلقت منذ 3 أعوام، وبالتالي فإن الهدف في الموسم الثالث واضح تماماً بالتأهل إلى «المحترفين»، وهو ما عملنا عليه معاً، سواء في الجهاز الفني، أو من خلال التعامل مع اللاعبين، وكذلك في حديثنا مع إدارة النادي».
وقال طارق الحضيري: «أصعب لحظة مع البطائح هذا الموسم، أنه تم تغيير جلد الفريق بنسبة 95%، حيث اختلفت العناصر التي نافسنا بها في موسمي 2019- 2020، و2020- 2021، وهذا بطبيعة الحال يقلل الانسجام بين المواطنين والأجانب».
وأضاف: «البطائح من أكثر الفرق التي لديها «انضباط خططي» متميز، وخلال 10 مباريات، منها 7 لقاءات بالدوري و5 بالكأس اهتزت شباكنا مرة واحدة، وهذا يؤكد أن لدينا دفاعاً ممتازاً، وفي الوقت نفسه عانينا من مشاكل قليلة في الهجوم، بعد إصابة المهاجم البرازيلي تياجو، ومن خلال الإحصائيات أتيحت للفريق 10 فرص حقيقية في المباراة، وكنا في بداية الموسم نحقق الفوز بهدف أو 2- 0 أو 2-1».

 


وأشار إلى أنه في «الانتقالات الشتوية» نجح النادي في ترتيب الأوراق بطريقة رائعة، والحفاظ على مستوى الفريق بالتعاقد واستقطاب مجموعة من اللاعبين، وهم بدر بلال، والكاميروني أناتول والبرازيلي أوليفيرا، و«الثلاثي» منح البطائح الإضافة الكبيرة في الخط الأمامي».
وقال الحضيري: «أناتول يعد «نقطة التحول» الكبيرة في الهجوم، واللاعب تم عرضه على البطائح منذ نوفمبر الماضي، عندما كان يلعب للنجم الساحلي التونسي، ولعب عبيد الطنيجي أمين السر دوراً كبيراً في استقدام اللاعب، وسعدت كثيراً بقدرة وكفاءة إدارة النادي في توفير لاعب بهذه القدرات الفنية العالية، من الناحية الفنية والبدنية والانضباط الكبير في الملعب، وهو يستطيع التسجيل من «أنصاف الفرص» وانسجم سريعاً في المجموعة».
وأضاف: «عندما تعاقد معي البطائح كان الهدف من البداية، هو الصعود، خاصة أن الفريق في أول موسمين نافس بقوة على الصعود، وبالتالي من المنطقي أن يتأهل في الموسم الثالث، والحديث من البداية على الصعود، وليس مجرد المنافسة، وهو ما رسمت له مع اللاعبين في المعسكر الأول القوي لنا في الإسماعيلية».
وقال: «لم يكن التأهل سهلاً، خاصة بعد الخسائر الثلاث المتتالية في منتصف الموسم، من دبا الحصن والعربي وحتا، حيث دخل الشك وقتها في تأهل البطائح، ولكن خبرة الإدارة في التعامل مع الأمر ومنح الثقة للجهاز الفني أسهمت في تعديل مسار بعد ذلك، لننطلق معاً إلى الهدف المنشود ومواصلة سلسلة من الانتصارات جعلتنا في النهاية ضمن فرق «المحترفين» للمرة الأولى، وهدوء الإدارة في تعاملها مع الموقف الصعب في منتصف الموسم يحسب لها كثيراً، في ظل الضغط على الفريق، وفارق النقاط الذي اتسع في بعض الأحيان».
وأضاف: «لدي 3 شهادات علمية من الاتحاد الأفريقي والآسيوي والأوروبي، وخبرتي لاعباً، ودربت الترجي، وركزنا في معسكر الإعداد على حلم الصعود، وأن يسجل اللاعبون أسماءهم بحروف من ذهب في سجلات النادي، ليكونوا أصحاب أول تأهل إلى «المحترفين»، وكان هناك انضباط كبير من اللاعبين ورغبتهم في التأهل، وفريقي ثاني أحسن دفاع وهجوم، والوحيد الذي من 58 هدفاً سجل هدفاً واحداً من ضربة جزاء».