أبوظبي (الاتحاد)
افتتحت أعمال قمة القيادات الرياضية العالمية في مركز المؤتمرات بحلبة مرسى ياس في أبوظبي بمشاركة 400 من رواد وصناع القرار الرياضي الدولي، وبتنظيم مجلس أبوظبي الرياضي ضمن خططه المتواصلة لاستضافة نخبة الفعاليات والمبادرات والمؤتمرات العالمية ذات التأثير الكبير في التنمية الرياضية.
وركزت محاور الجلسات الست على مجموعة كبيرة من المحاور المهمة والتحولات المؤثرة التي يشهدها العالم الرياضي، كما سلطت الضوء على تحديات الفترة السابقة التي تمثلت في استضافة الفعاليات الكبرى في زمن الجائحة وقدرة العاصمة أبوظبي على احتضان نخبة الفعاليات رغم تداعيات المرحلة الصعبة، كما ناقشت القمة في برنامجها لليوم الأول مستقبل تسويق كرة القدم وتطورها على مستوى العالم.
وافتتح جيمي وورل مؤسس ورئيس «ليدرز»، أعمال القمة مشيداً بالمجهود الكبير الذي قدمه مجلس أبوظبي الرياضي لاستضافة أعمال القمة، خصوصاً بعد نسخة سابقة تمت بصورة (افتراضية ).
وقال وورل: «واثق بأن جميع المشاركين سيتمكنون من الاطلاع على تجارب نخبة من قادة الرياضة العالميين المتواجدين هنا في جزيرة ياس، كما سيتمكنون من معرفة التحديات والفرص، ولقاء القادة الرياضيين ببعضهم بعضاً في مكان واحد، للاستفادة من الخبرات، وتحويل الأفكار والآراء إلى واقع ملموس».
من جانبه رحب عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي في كلمته الافتتاحية بالحضور، متمنياً التوفيق والنجاح، وقال: «شهد العامان الماضيان تحدياً كبيراً خلال الجائحة، لكننا أثبتنا أن أبوظبي قادرة على استضافة الفعاليات العالمية والمحلية على حد سواء، فحضور أكثر من 40 ألف متفرج لمنافسات جائزة الاتحاد للطيران للفورمولا -1 التي أقيمت في حلبة مرسى ياس، واستضافتنا لأكثر من 1100 رياضي في منافسات بطولة العالم للسباحة للمسافات القصيرة 25 متراً ومهرجان الألعاب المائية، واستضافة العديد من بطولات الكريكيت كالدوري الهندي الممتاز الذي يعد من العلامات الرياضية الأشهر جماهيرياً وإعلامياً في العالم، بناء على طلب جمهورية الهند لاحتضان الحدث، في ضوء تعامل الإمارات المثالي وإدارتها لظروف الجائحة بإمكانيات كبيرة وقدرات عالية، لتؤكد أبوظبي ريادتها ومساهمتها الفاعلة في انقاذ هذه البطولة من التوقف، وأكثر من 12 ألف مشارك في ماراثون أدنوك أبوظبي، وأكثر من 5000 مشارك في بطولة العالم للسبارتن، إضافة إلى منافسات بطولة العالم لكرة السلة الثلاثية، وبطولة اتش اس بي سي للجولف في نادي ياس لينكس أبوظبي، وكأس العالم للأندية الإمارات 2021 الذي شهد حضوراً جماهيرياً وصل إلى 135 ألف متفرج، ومؤخراً طواف الإمارات 2022 الذي شهد فوز فريق الإمارات باللقب عبر البطل الاستثنائي تاديج بوجاتشر، وباقة كبيرة من الفعاليات المجتمعية في رياضات الجري والسباحة والدراجات الهوائية والترايثلون والدياثلون، كل ذلك أثبت أن أبوظبي قادرة على تخطي التحديات بكل ثقة، وبنجاحات مبهرة».
وأضاف العواني: «كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا تظافر جهود الجميع، من جهات حكومية، ورعاة وشركاء ومؤسسات وشركات، اضافة إلى الدور الكبير لمختلف الوسائل الإعلامية التي لعبت دوراً مميزاً ومهماً خلال الجائحة، وأخيراً فريق عمل مجلس أبوظبي الرياضي الذي أثبت مقدرة كبيرة على تنظيم واستضافة الفعاليات العالمية والمحلية على حد سواء».
عصر التسويق الجديد
ناقشت الجلسة الثانية موضوع تسويق كرة القدم في العصر الجديد، بحضور أدريان فيلبي المدير التجاري نادي سلتيك الأسكتلندي، ونافين سينج المدير التجاري لاتحاد كرة القدم الإنجليزي، ورايان نوريس مسؤول الإيرادات في نادي روما الإيطالي، وتم تسليط الضوء على كيفية فتح مصادر جديدة للإيرادات، وبناء نموذج عمل مستدام لكرة القدم للسيدات، والشراكات المراد توقيعها والتي تسعى إليها مختلف الجهات، للحصول على المزيد من الإيرادات اللازمة في التنمية.
واستضافت الجلسة الثالثة، ميليسا بروكتور مدير التسويق في نادي أتلانتا هوكس لكرة السلة، التي تحدثت عن تحديات زمن كورونا وكيفية تسويق كرة السلة في النادي وتأثير الجائحة في الترويج للعبة.
وقالت بروكتور: «كان علينا لزاماً البحث عن حلول للاستمرار في تطوير وتسويق رياضة كرة السلة، من خلال التفكير بأسواق عالمية خارج الحدود الجغرافية التقليدية مع عدم اغفال أهمية السوق المحلية، إضافة إلى العمل بشكل وثيق مع الشركاء والداعمين والرعاة لتجنب تداعيات الجائحة من خلال العديد من الفرص المتاحة».
وبحثت الجلسة الرابعة التي تحدث فيها أليكس روبيرتسون رئيس التسويق في «الاتحاد للطيران»، وجون ليكريش الرئيس التنفيذي لفلاش للترفيه، وبيتر ابرام رئيس «أرينا»، وبيل أوريجين الرئيس التنفيذي لـ «مدن»، قدرة وإمكانيات أبوظبي الاستثنائية في استضافة الفعاليات والبطولات العالمية الكبرى، رغم ظروف الجائحة، مستفيدة بذلك من البنية التحتية المميزة التي تمتلكها وتوجهات أصحاب القرار الرياضي فيها.
فاولر يستعرض قصته مع الاحتراف
تواصلت أعمال اليوم الأول من قمة القيادات الرياضية بعقد الجلسة الخامسة الشيقة بعنوان تطور كرة القدم حول العالم وواقعها بين الماضي والحاضر، بحضور جيمس جونسون المدير التنفيذي للاتحاد الأسترالي لكرة القدم، ولورا جورجس الأمين العام للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وروبي فاولر، نجم كرة قدم سابق في المنتخب الإنجليزي ونادي ليفربول الإنجليزي.
وفي ذات السياق أكد روبي فاولر أنه لم يكن يعلم في بداية مسيرته أنه سيصبح لاعباً محترفاً بعد ذلك، مبيناً أن المعرفة العلمية أثرت بشكل كبير على كرة القدم وخصوصاً على قطاع الناشئين، من خلال توفر الاحصائيات وأهمية التغذية التي تؤثر بشكل كبير على البنية الجسدية، مبيناً أن فرص الاهتمام بالمواهب أصبحت أكثر في الوقت الحالي، بتواجد عدد كبير من الأكاديميات التي تهتم بالمواهب وتنميتها وصناعتها وصقلها، وتصل بها إلى عالم الاحتراف.
تجربة سيرينا ويليامز في «الخامسة»
في الجلسة الختامية من اليوم الأول لقمة القيادات الرياضية العالمية تحدثت كندة إبراهيم، مديرة المحتوى العالمي للشركاء في الشرق الأوسط وتركيا في تويتر، عن فوائد تعدد أنواع مواقع التواصل الاجتماعي، التي مكنت الجماهير من متابعة اللاعبين من خلال مواقعهم الشخصية، كما شرحت استراتيجيات بناء قنوات إعلامية خاصة برياضة المرأة وأهميتها، وضرورة تثقيف الجماهير برياضة المرأة.
وقالت إبراهيم: «من قصص نجاح استخدام الرياضيين لمواقع التواصل الاجتماعي، سيرينا وليامز لاعبة التنس الشهيرة، التي تجيب على استفسارات وأسئلة جماهيرها بشكل مباشر وعبر تقنية الفيديو، وهناك العديد من الأمثلة الناجحة الأخرى في هذا السياق».
أجندة اليوم
تستكمل غداً «الخميس» قمة القيادات الرياضية العالمية، حيث تنطلق أولى الجلسات عند الساعة 09.45 – 10.15 صباحا تحت عنوان (دراسة الأشكال المختلفة للعبة الكريكيت)، ومن ثم تليها الجلسة الثانية تحت عنوان (مستقبل الاستثمار في لعبة الجولف)، فيما تبدأ أعمال الجلسة الثالثة عند الساعة 11.25 – 12.00 الظهر تحت عنوان (قصة الشراكة بين الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي)، وتتواصل أعمال القمة بالجلسة الرابعة بعنوان (ما أهمية الاتحادات الدولية الرياضية؟) والتي تقام عند الساعة 12.00 – 12.40 ظهرا، وتتناول الجلسة الخامسة التي تقام عند الساعة 14.00 – 14.40 ظهرا والتي تأتي بعنوان (المشاركة والتمكين: وجهات نظر عالمية حول تكوين روابط قوية مع المشجعين)، ويصل قطار القمة إلى محطته الأخيرة بجلسة تحمل عنوان (سد الفجوة بين لاعبات النخبة وممارسات الرياضة من المجتمع.