دبي (أ ف ب)
استهل الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول عالمياً عودته إلى الملاعب بقوة، وذلك بحسمه أول مباراة له منذ ترحيله من ملبورن لرفضه التلقيح ضد فيروس كورونا، وبالتالي منعه الدفاع عن لقبه في بطولة أستراليا المفتوحة، من دون عناء يذكر على حساب الإيطالي الشاب لورنتسو موسيتي 6-3 و6-3 الاثنين في الدور الأول لدورة دبي.
وخلافاً لمواجهتهما في يونيو خلال الدور ثمن النهائي لبطولة رولان جاروس، حين فاز الإيطالي البالغ 19 عاماً بالمجموعتين الأولين، وأجبر منافسه على بذل جهد هائل للعودة من بعيد في طريقه للفوز باللقب للمرة الثانية، لم يجد ديوكوفيتش هذه المرة صعوبة تذكر في حسم اللقاء والتأهل إلى الدور الثاني، حيث سيلتقي الفائز من مباراة الروسي كارن خاتشانوف والروسي أليكس دي مينور.
وبدأ ديوكوفيتش اللقاء بقوة وتقدم 3-1 بعد انتزاعه الشوط الرابع على إرسال منافسه، ما مهد الطريق لحسم المجموعة الأولى من دون مقاومة تذكر، ثم كرر الأمر في مستهل الثانية حين انتزع الشوط الثالث على إرسال الإيطالي ليتقدم 2-1، ثم كان قريباً من خسارة الشوط السادس ثلاث مرات على إرساله، لكنه أنقذ الموقف وتقدم 4-2 في طريقه لحسم اللقاء في ساعة و14 دقيقة.
وكان الصربي سعيداً بالعودة إلى الملاعب في دورة توج بلقبها 5 مرات سابقاً أعوام 2009 و2010 و2011 و2013 و2020، قائلاً: لم يكن بالإمكان أن أحظى باستقبال أفضل من ذلك. مضت فترة منذ أن لعبت مباراتي الأخيرة وليس بإمكاني أن اختار مكاناً أفضل من هذا لبدء موسمي.
وكان ديوكوفيتش يخوض مباراته الأولى منذ 3 ديسمبر، حين خسر في مدريد مع منتخب بلاده ضد كرواتيا في نصف نهائي كأس ديفيس، وذلك لأنه حُرم من المشاركة في بطولة أستراليا بسبب قضية رفضه تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ما فتح الباب أمام الإسباني رافايل نادال للانفراد بالرقم القياسي لعدد الألقاب الكبرى (21).
ولتبرير قدومه إلى أستراليا دون تلقي اللقاح، طلب الصربي البالغ 34 عاماً إعفاءه من اللقاح كونه تعرض للإصابة بفيروس كورونا قبل أسابيع قليلة، لكن هذا الأمر أثار جدلاً كبيراً ومعركة قانونية في أستراليا انتهت بحرمانه خوض البطولة.
عاد إلى صربيا، حيث خلد إلى الراحة مع عائلته ثم خرج هذا الأسبوع عن صمته في حديث إلى شبكة «بي بي سي» البريطانية ثم التلفزيون الصربي.
أوضح اللاعب الذي لا يريد ربط نفسه بالحركات المناهضة للقاح، أنه ليس «ضد اللقاح»، لكنه يتمنى مواصلة «مراقبة ما يُحقن» في جسده.
وأضاف أنه «مستعد لدفع ثمن» قناعاته حتى لو كلّفه ذلك المشاركة في البطولات الثلاث الكبرى المتبقية هذا الموسم في رولان جاروس، ويمبلدون وفلاشينج ميدوز.
وكان الصربي «راضياً» عن الأداء الذي قدمه الاثنين، لاسيما وأنه لم يلعب منذ قرابة ثلاثة أشهر، متوجهاً بالشكر للجميع على مساندته والترحيب به في الملعب بهذه الطريقة، وذلك في إشارة إلى هتاف الجمهور باسمه»نولي، نولي، نولي«.
وفي مؤتمره الصحفي، كشف أنه«حاول ألا أشاهد» نهائي بطولة أستراليا بين نادال ومدفيديف»لكن جميع من في المنزل كان تقريباً يشاهده... فوجدت نفسي مضطراً إلى متابعته. لكن تهانينا لرافا. أداء مذهل من رجل مقاتل مثله. أحترمه كثيراً ولا أريد أن أقلل من أهمية انتصاره بالقول إني لم أكن مشاركاً.
وتابع: لم يكن الشعور جيداً أن أغادر البلاد بهذه الطريقة، وأن أتابع البطولة من بعيد، مقراً بأن سمعته تضررت جراء ما حصل من جدلٍ في ملبورن، وبأنه استشار أخصائيين لكي يفهم بشكل أفضل «الديناميكيات المختلفة» المرتبطة بوضعه، الذي تفاقم لما أبعد من الرياضة ووصل إلى السياسة حسبما أفاد.
وأوضح: فيما خص صورتي، لا أعلم حقاً. بالطبع، لم يكن هناك العديد من المقالات الإيجابية حول هذا الوضع برمته خلال الشهر الماضي. أعتقد أن الأمور ربما تتغير قليلاً، آمل ذلك. لكني أدرك بأنه لا يزال هناك الكثير من التكهنات والناس يتساءلون.
وستكون دورة دبي مهمة جداً لديوكوفيتش في صراعه من أجل الاحتفاظ بصدارة تصنيف المحترفين «أيه تي بي» في ظل منافسة شرسة من الروسي دانييل مدفيديف المشارك في أكابولكو.
لكن مدفيديف يواجه معركة حامية على بعد 15 ألف كيلومتر، في ظل مشاركة نادال والنجمين اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس والألماني ألكسندر زفيريف.
ويشارك ديوكوفيتش في دورة دبي لأن التلقيح ضد كورونا ليس إلزامياً لدخول الإمارات.
بعد دبي، ورد اسمه على لائحة المشاركين في بطولتي الماسترز 1000 في إنديان ويلز (7-20 مارس) في صحراء كاليفورنيا ثم ميامي بين 21 مارس و3 أبريل. لكن لا يمكنه دخول الأراضي الأميركية دون الحصول على لقاح.
ومن أبرز المشاركين في دورة دبي (500)، الروسي أندري روبليف، الكندي فيليكس أوجيه-ألياسيم، الإيطالي يانيك سينر، حامل لقب السنة الماضية الروسي أصلان كاراتسيف، البريطاني المخضرم أندي موراي بطل 2017 الذي بلغ الدور الثاني بفوزه الصعب على الأسترالي كريستوفر أوكونيل 6-7 (4-7) و6-3 و7-5، والكرواتي مارين تشيليتش الذي انتهى مشواره باكراً بخسارته أمام التشيكي ييري فيسيلي 4-6 و6-7 (3-7).
وخرج التونسي مالك الجزيري من الدور الأول بخسارته أمام الصربي فيليب كرايينوفيتش 7-6 (7-4) و2-6 و6-4، والبلجيكي دافيد جوفان بخسارته أمام الياباني تارو دانيال 3-6 و6-7 (5-7).