رضا سليم (دبي)

تعيش الرياضة البحرينية «عصر الذهب»، وهي تحتفل باليوم الوطني الـ50، حيث تشهد الحركة الشبابية والرياضية طفرة كبيرة وقفزة إلى الأمام، من خلال الإنجازات المتميزة وغير المسبوقة في عصرها الذهبي، ‏بفضل الرعاية الملكية السامية وتجسيد واضح للبرامج الحكومية لدعم الرياضة والارتقاء بها، وانعكاساً لدعم القطاع الرياضي، وهو ما تمت ترجمته على أرض الواقع إلى إنجازات.
وتتمتع العلاقات الإماراتية البحرينية بعلاقات متميزة في المجالات كافة، ويبرز الجانب الرياضي في الاتفاقيات والتعاون المشترك الممتد على مدار سنوات طويلة من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي سبق أن زار البحرين أواخر الستينيات، وتجول خلال زيارته في نادي العوالي، ومشاهدة لعبة البولينج، كما شارك عدد من اللاعبين البحرينيين مع فريق الخالدية «الجزيرة حالياً» في كأس زايد لكرة القدم التي أقيمت في أوائل السبعينيات، واستمر التواصل بشكل أكبر بين الجانبين على المستوى الرياضي.
ويتصدر المشهد «الوسام البارالمبي» الذي منحته اللجنة البارالمبية الآسيوية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، تقديراً لجهود جلالته ودعمه لأصحاب الهمم والحركة البارالمبية، واحتضان البحرين لدورة الألعاب البارالمبية للشباب للمرة الأولى، وقدمه الإماراتي ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، ويعد أعلى وسام تمنحه «البارالمبية القارية» لقادة وزعماء الدول الذين يسهمون في دعم الحركة البارالمبية، ودفع مسيرة «أصحاب الهمم» إلى الأمام، من خلال الرياضة والقوانين والتشريعات التي تخدم هذه الفئة من المجتمع.

وتشهد العلاقات بين البلدين الكثير من الاتفاقيات والشراكات وتبادل المعسكرات، من خلال الباب الواسع من العلاقات على مستوى القيادات الرياضية، ولعل أبرزها كأس السوبر الإماراتي البحريني لكرة اليد، وهي نتاج تعاون بين الاتحادين بالبلدين في اللعبة، والذي أقيمت نسخته الرابعة بصالة نادي الشارقة، وتُوج النجمة بلقبها، وسبق أن أقيمت 3 نسخ الأولى في البحرين، وفاز بها النجمة، والثانية في دبي، وحملت اسم «كأس زايد»، تقديراً من البحرين لعام زايد 2018، واحتفظ الفريق البحريني باللقب، ثم النسخة الثالثة في مدينة عيسى الرياضية وفاز بها الشارقة، بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات في كل الألعاب.
في الوقت نفسه، نجحت مملكة البحرين في تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في قطاع السياحة الرياضية، من خلال توفير متطلبات النجاح لاستضافة المملكة لمختلف الفعاليات الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية التي تقام على أرضها، التي كان لها انعكاس إيجابي على النشاط السياحي والاقتصادي بشكل عام.
وقطعت المملكة شوطاً كبيراً وتقدما في استدامة السياحة الرياضية، حيث تبدي اهتماماً كبيراً بقطاع السياحة الرياضية، بما يندرج ضمن خطتها لتحقيق التنوع الاقتصادي تماشياً مع رؤية «البحرين 2030»، ووضعت نصب عينيها استضافة الفعاليات ذات الحضور العالمي، سعياً إلى استقطاب المزيد من المهتمين بالرياضة والسياح من مختلف أرجاء العالم، خصوصاً مع العمل على تطوير وتحديث البنية التحتية الرياضية لجذب عشاق الرياضة والرياضيين.
ويدرك المتتبع لمسيرة الارتقاء بالرياضة البحرينية، حجم العمل الكبير والتطور الذي تعيشه الرياضة على مختلف الأصعدة، حيث حرصت المملكة على تأكيد تحوّل الرياضة إلى صناعة والانتقال بها إلى الاحتراف والترفيه الرياضي وهي أمور ساهمت في اجتذاب المزيد من الفعاليات الرياضية لإقامتها على أرضها تحت شعار «البحرين عاصمة الشباب والرياضة» وكان أخرها التقدم تقدم الاتحاد البحريني لكرة القدم بشكل رسمي بملف متكامل لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية 2023.
وشهد القطاع الرياضي عدداً من المشروعات المهمة، في مقدمتها إنشاء قاعدة البيانات الوطنية للرياضيين، وبرنامج خالد بن حمد لرياضيي النخبة، ومبادرة السفراء الرياضيين، وإنشاء المسبح الأولمبي العائم، الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى البحرين والمنطقة، وتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، واعتماد مدونة البحرين لمكافحة المنشطات.

إنجازات لا تتوقف
حققت البحرين عدداً كبيراً من الإنجازات خلال السنوات الماضية، حيث أحرز الأبطال في 2019 «688 ميدالية ملونة»، من أصل 142 مشاركة مقارنة بـ «524 ميدالية ملونة» في 2018 من أصل 166 مشاركة، ومن أبرز الإنجازات التي حققتها الرياضة البحرينية الفوز بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020 في العام الجاري 2021
وتعد مشاركة منتخب كرة اليد في أولمبياد طوكيو هي الأولى في تاريخ الرياضة البحرينية، ليكون أول منتخب من الألعاب الجماعية يتأهل إلى الأولمبياد، ويحقق إنجازات بالصعود إلى الدور ربع النهائي، ويحتل المركز الثامن من بين 12 منتخباً.
في الوقت نفسه حقق المحرق للقب كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2021 للمرة الثانية في تاريخه. كما فاز منتخب الجو جيتسو بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للجوجيستو في أبوظبي بعدما أحرز علي سينا منفردي المركز الأول في وزن تحت 77 كيلوجراماً.

مبادرة المجلس الرياضي
أطلقت الهيئة العامة للرياضة البحرينية «المجلس الرياضي»، في واحدة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز التواصل مع جميع الفئات الرياضية، لدعم الجهود في تطوير منظومة العمل الرياضي للارتقاء بمستوى الرياضة البحرينية، ودفعها لإحراز المزيد من المنجزات الحضارية.
وتم تدشين غرفة لفض المنازعات الرياضية لتعزيز قيم الاحتراف الرياضي والمساهمة في تطوير منظومة الرياضة في المملكة، بجانب تدشين تطبيق برنامج «المستشار» الذي يمنح الشباب البحريني فرصة المشاركة في وضع الحلول للتحديات والصعوبات التي تواجه الجهات الحكومية المختلفة، مما يعزز دور الشباب البحريني في تقديم الأفكار والمقترحات.

أول لعبة جماعية في الأولمبياد
حققت كرة اليد البحرينية قفزات كبيرة في السنوات الماضية على المستوى الفني والإداري بعد التأهل للمونديال الأخير  للرجال بالقاهرة في يناير الماضي والمشاركة في الأولمبياد للمرة الأولى، ليكون أول منتخب لعبة جماعية يحقق هذا الإنجاز، وفوز الاتحاد البحريني لكرة اليد للمرة الثانية على التوالي، بجائزة أفضل اتحاد آسيوي في الفترة 2017- 2021 ممنوحة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، بالإضافة إلى فوز علي عيسى إسحاقي رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة.

«فضية» في الحضور العاشر
تحت مسمى فريق البحرين وبشعار«#عشان_هذا_العلم» حققت البحرين الميدالية الأولمبية الرابعة في تاريخها بفوز العداءة كالكيدان بفيكادو بالميدالية الفضية في سباق 10 آلاف متر في أولمبياد طوكيو 2020، لتنضم إلى جانب ذهبية مريم جمال بأولمبياد لندن 2012 وذهبية روث جيبيت وفضية ايونيس كيروا في أولمبياد ريو 2016.
وسجلت البحرين حضورها العاشر بدورة الألعاب الأولمبية منذ أول مشاركة لها في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 بمشاركة تاريخية غير مسبوقة في نسخة أولمبياد طوكيو 2020، عبر أكبر وفد رياضي يضم 68 فرداً ما بين مسؤولين رسميين ورياضيين وإداريين ومدربين وإعلاميين، كما تشارك البحرين للمرة الأولى في خمس رياضات، وهي ألعاب القوى، كرة اليد، الملاكمة، السباحة، الرماية، كما تشهد الدورة مشاركة أول منتخب لعبة جماعية محلي إلى الأولمبياد بعد تأهل منتخب كرة اليد ممثلا عن قارة آسيا في التصفيات القارية ليكون المنتخب الآسيوي الوحيد المتأهل للدورة إلى جانب اليابان المستضيف، فيما تتواجد لعبة الملاكمة للمرة الأولى.

«النخبة» جائزة أفضل مشروع حكومي
حصدت وزارة شؤون الشباب والرياضة البحرينية جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتمكين الشباب عن برنامجها «صناعة النخبة»، وذلك ضمن جائزة التميز الحكومي العربي، التي أقيمت تحت مظلة جامعة الدول العربية، بالشراكة بين الإمارات والمنظمة العربية للتنمية الإدارية. ويركز على مجموعة مختارة من البرامج الشبابية التي تسهم في اكتشاف وصقل وإبراز المواهب الشبابية، من خلال تسلسل واضح في المحطات، حيث تم تطبيق مرحلة الاكتشاف، من خلال برنامج قدرات.

«استجابة».. التحول إلى الصناعة
حقق برنامج «استجابة» إنجازات كبيرة وكانت آثاره واضحة على القطاع الرياضي من بينها إنهاء ملف مستحقات الرياضيين، والذي كان يمثل جزءاً أساسياً من تسديد المستحقات وتحقيق العدالة إلى جميع الرياضيين بالإضافة إلى قانون تأسيس الأندية الوطنية على هيئة شركات تجارية، وهو الأمر الذي ينقل الرياضة البحرينية إلى الصناعة، علاوة على قانون الاحتراف الرياضي الذي يعتبر من القوانين العصرية والمهمة التي تنقل الرياضة البحرينية من الهواية إلى الاحتراف، الأمر الذي يمثل استقراراً للرياضيين، إضافة إلى إعادة تحديد الأدوار في المؤسسات الرياضية، وتبيان عمل كل مؤسسة رياضية من دون التضارب والازدواجية في العمل.