إعداد: منى خليفة
عالم الرياضة والمسطحات الخضراء شهد قفزات متتالية، فقد باتت الفرق والملاعب والمنشآت الرياضية يشار إليها بالبنان، في سنوات مجدنا الواقف على شروق شمس الاتحاد، في الصباح والعصر، كانت زقاق الفريج العتيقة تشهد نشاطاً بارزاً للفتية والأطفال وهم يلعبون «الصبة» وتحديات «التيلة»، ثم حدث التغيير، حينما أشرقت شمس الاتحاد، فمن ينسى التحلق والازدحام في شبه حلقة أمام تلفزيون قديم، لمشاهدة مباراة المنتخب، نهتف لعدنان الطلياني، كلما أحرز هدفاً.. واليوم أصبحت الإمارات تمتلك مرافق رياضية بمواصفات عالمية، ما يؤهلها لاستضافة وتنظيم أكبر الأحداث الدولية.
16 ملعباً
على أرض الحلم اليوم، حوالي 16 ملعباً لكرة القدم بمواصفات مطابقة لمعايير الاتحاد الدولي «فيفا» أهلتها لاستضافة العديد من الأحداث الكبرى، منها كأس العالم للشباب، ومونديال الأندية، وكأس العالم للناشئين، وبطولة أمم آسيا عامي 1996 و2019، ومن أبرز تلك الملاعب استاد مدينة زايد الرياضية، واستاد محمد بن زايد، واستاد هزاع بن زايد، واستاد آل نهيان، واستاد الشامخة، واستاد خليفة بن زايد، وكلها في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى استاد آل مكتوم، واستاد راشد، واستاد زعبيل، واستاد مكتوم بن راشد، واستاد العوير، واستاد حمدان بن راشد في إمارة دبي، إلى جانب استادات الشارقة وعجمان وخورفكان ورأس الخيمة والفجيرة.
«زايد الرياضية»
وبالحديث عن المرافق الرياضية التي تمتلكها الإمارات فإن مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي تحتل مكانة مرموقة بين تلك المرافق، وتزامن الافتتاح الرسمي لها مع استضافة كأس الخليج السادسة لكرة القدم لأول مرة عام 1982، وتبلغ مساحتها الكلية 12 مليون قدم، وتضم ملعباً رئيساً لكرة القدم يتسع لـ43 ألف متفرج، وصالة للتزلج، ومقراً فرعياً للهيئة العامة للرياضة، وآخر لاتحاد كرة القدم، والهيئات الإدارية الخاصة بالمدينة الرياضية، ومجمع ملاعب للتنس الأرضي يشمل ملعباً رئيساً يتسع لـ5000 متفرج، و4 ملاعب تنس للتدريب حوله، وأكثر من 6 ملاعب تدريب كرة قدم، وصالة خليفة الدولية للبولينج، بالإضافة إلى صالة جوجيتسو أرينا متعددة الأغراض.
القيمة المعمارية
وبالحديث تفصيلاً عن القيمة المعمارية والفنية لبعض هذه الاستادات فإن استاد محمد بن زايد في أبوظبي يعد بدوره معلماً معمارياً مميزاً في دولة الإمارات والمنطقة بأسرها، بسبب تصميمه الفريد وطوابقه المتعددة، والتصميم الذكي لمدرجات المشجعين، والذي يضمن لهم مشاهدة المباريات من أقرب زاوية رؤية ممكنة، وتبلغ سعته الاستيعابية 42 ألف متفرج، وتم افتتاحه عام 1980، وتطويره على مرحلتين عامي 2006، و2009.
استاد هزاع بن زايد
يعتبر استاد هزاع بن زايد الذي افتتح عام 2014، والمقام على مساحة 45 ألف قدم مربعة، واحداً من أكثر المشروعات الرياضية تطوراً بمنطقة الشرق الأوسط، أما استاد آل مكتوم بدبي، فقد أعيد افتتاحه عام 2019 بحلة عالمية بتكلفة 200 مليون درهم، ليتحول إلى تحفة معمارية رائعة مجهزة بأحدث تقنيات الأمن والإضاءة، وجرى بناؤه وفقاً لمواصفات الملاعب الأوروبية.
مرسى ياس
أما حلبة مرسى ياس في أبوظبي، فهي حكاية أخرى إذ تعد واحدة من أهم حلبات الفورمولا 1، المتقدمة تكنولوجياً على مستوى العالم، وموطناً عالمياً لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، وتتميز الحلبة بكونها المكان الوحيد لرياضة السيارات في العالم الذي يوفر مدرجات مغطاة ومظللة في كل منشآته.
«ميدان».. الفروسية المتأصلة
أما مدينة «ميدان» بدبي فهي تروي بين طياتها قصة عشق الفروسية المتأصلة لدى الإماراتيين، وتضم أكبر مضمار سباقات للخيل في العالم، وقد تم افتتاحه في مارس 2010، ويطلق عليه تحفة المضامير العالمية، ويستضيف سنوياً منافسات كأس دبي العالمي الذي يعتبر الأغلى عالمياً بالنظر للجوائز المالية الضخمة التي يقدمها.
مجمع حمدان.. أيقونة مهمة
ويأتي «مجمع حمدان الرياضي» الذي تم افتتاحه في 2010 بدبي، ليمثل أيقونة مهمة وقيمة مضافة للمرافق الرياضية بالدولة وقد استضاف العديد من البطولات المحلية والدولية الأخرى خلال السنوات العشر الماضية، وبلغ عددها 94 فعالية دولية و238 حدثاً محلياً، و18 فعالية غير رياضية، ووصل عدد البطولات المائية الدولية التي أقيمت في المجمع إلى 59 فعالية، وبلغت نسبة الزيادة في عدد الفعاليات خلال السنوات الخمس الأخيرة 41 %، فيما شهد عام 2019 وحده استضافة 65 فعالية، 13 منها دولية و52 محلية.
«دبي الرياضية»
وتتوالى الإنجازات، لتحتل مدينة دبي الرياضية مكانة مميزة بين مرافقنا الرياضية لأنها مدينة متكاملة، تم افتتاحها عام 2004، وتطورت بصورة تدريجية مع مرور الوقت، لتشغل مساحة 50 مليون قدم مربعة، وتضم فنادق ومرافق رياضية متنوعة، بالإضافة لمجلس الكريكيت الدولي، وملعب كريكيت أيضاً، وملاعب رياضية أخرى للرجبي والهوكي، ويتسع ملعب الكريكيت لـ25 ألف متفرج، فيما يتسع ملعب المدينة الرئيس لـ60 ألف متفرج، وملعب إندور أرينا 20 ألف متفرج، بخلاف ملعب الجولف المجهز بـ18 حفرة. وتتوفر في المدينة صالة الألعاب الرياضية، ومسبح بحجمه الأولمبي كما تشمل القرية الرياضية مجموعة من المرافق الترفيهية المطلة على ملاعب كرة القدم.
«دبي للدراجات»
وبالحديث عن المرافق الرياضية العالمية بالدولة، يأتي مضمار دبي للدراجات الهوائية الذي تم افتتاحه عام 2013 بمنطقة سيح السلم وشارع القدرة، وفق أعلى المعايير العالمية بالنسبة للأمان والسلامة في المسارات، ويشكل إضافة مهمة للمنشآت الرياضية في دبي.
كما يعتبر «مجمع زايد» بالفجيرة من ضمن المنشآت الرياضية الحديثة في الدولة، وقد تم وضع حجر الأساس له في 2014، ويتم افتتاحه على مراحل، ويعد موقعه مثالياً لإقامة أكبر الأحداث الرياضية، وتبلغ مساحة الأرض كاملة 178.300 متر مربع، وتتسع المدرجات لـ2500 متفرج.
لحظة فارقة
سرد مكاني وزماني.. أخذتنا به الإمارات عبر رحلة طويلة، لم تعرف خلالها الكلل، وواصلت بعزم لترسم القصة وفصولها على صفحات المجد المشرقة، ببنى راسخة كحلم زايد الراسخ في علياء الرفعة، كوسام مجدٍ أبدي سيبقى أيقونة تاريخية خالدة، لننقب طويلاً عن السؤال، ماذا تركت الإمارات لنحكي..؟، وأي قصة سنروي في الخمسين سنة المقبلة؟ أي نماء ينتظر هذه الأرض الطيبة..؟، ومن أيّ نبع نور سيهمي مداد قصة تمكيننا المقبل..؟