أنور إبراهيم (القاهرة)
مع اقتراب موعد فتح سوق الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، يتوقع الخبراء رحيل أسماء كبيرة من الأندية التي تلعب لها، بحثاً عن تحدٍ جديد في مكان آخر، أولأسباب مختلفة، منها قلة دقائق اللعب التي يشاركون فيها مع فرقهم، أو وصول بعضهم إلى العام الأخير في عقوده، وعدم رغبة أنديتهم في التجديد لهم، أو رفضهم هم التجديد لأنهم يريدون رواتب أعلى، ولأسباب كثيرة أخرى.
ومعظم اللاعبين كانوا يميلون خلال السنوات الأخيرة للاستمرار حتى نهاية عقودهم، حتى يتسنى لهم الرحيل مجاناً، وطلب راتب أعلى في مكان آخر، بينما تحاول أنديتهم التعجيل ببيعهم خلال «الميركاتو الشتوي»، من أجل تجنب رحيلهم مجاناً، والحصول على مقابل مادي مغادرتهم، لأن الجانب المالي هو دائماً الفيصل في استمرار اللاعب مع فريقه من عدمه، مثل الفرنسي عثمان ديمبلي الذي يرفض حتى الآن التجديد لبرشلونة، طمعاً في راتب أعلى مما يحصل عليه، رغم الأزمة المالية التي يعاني منها «البارسا»، والتي يعاني منها أيضاً الكثير من الأندية، في ظل «جائحة كورونا»، والتي تجبر الأندية على تقليل الصرف على صفقات الانتقال.
ورغم ذلك، فمن المنتظر أن نجد عدداً من نجوم الصف الأول والطراز العالمي، في طريقهم إلى الرحيل خلال «الميركاتو الشتوي»، أبرزهم الفرنسي بول بوجبا لاعب مانشستر يونايتد، وزميله في الفريق نفسه الأوروجوياني أدينسون كافاني، والإنجليزي رحيم سترلينج جناح مانشستر سيتي، والإسباني إيسكو لاعب وسط ريال مدريد.
واقترب بوجبا اقترب من نهاية عقده في «صيف 2022»، والمناورات بينه وبين ناديه مستمرة بدعم من وكيله مينو رايولا الذي يماطل في المفاوضات، من أجل أن يصل إلى رحيل لاعبه مجاناً في الصيف المقبل، بينما يرفض «اليونايتد» زيادة عقده بالقدر الذي يطالب به، وتردد أنه يريد نفس راتب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يقترب من 460 ألف جنيه استرليني في الأسبوع.
والنجم الثاني كافاني، تأثر كثيراً بوصول رونالدو إلى «اليونايتد»، وأن الدور الذي كان يقوم به في الموسم الماضي بديلاً متميزاً، انحسر وتراجع بسبب مشاركة رونالدو في المباريات من بدايتها إلى نهايتها، فضلاً عن منافسة مهاجمين آخرين له مثل راشفورد وجرينوود ولينجارد ومارسيال، ما أثر كثيراً على مشاركته في المباريات، حيث لم يلعب إلا 274 دقيقة فقط هذا الموسم، وإن كان ذلك يعزى في جانب منه لكثرة إصاباته.
وهناك أندية كبيرة مهتمة بالحصول على خدمات كافاني في الشتاء، منها برشلونة الذي يأمل في التعاقد معه، ليعوض الغياب الطويل للأرجنتيني سيريجو أجويرو، بسبب مشكلاته القلبية واحتمال اعتزاله للكرة نهائياً.
ويرغب نادي إنتر ميلان أيضاً في ضمه إلى صفوفه، لتعويض رحيل روميلو لوكاكو إلى تشيلسي، الذي يبحث بدوره عن هداف صاحب خبرة طويلة، لكي يلعب إلى جوار النجم البلجيكي، أو يحل محله في حالة غيابه، وينتهي عقد كافاني في «أولد ترافورد» في يونيو المقبل، ولن تكون هناك أدنى صعوبة في إمكانية رحيله في الشتاء.
والنجم الثالث رحيم ستيرلنج، كان أحد نجوم كأس الأمم الأوروبية الأخيرة «يورو2020»، ولكن الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي لم يعد يشركه بانتظام في المباريات، وكثيراً ما يجلس على مقاعد البدلاء ولا يشارك إلا لدقائق قليلة، وأحياناً لا يلعب على الإطلاق، ولهذا يرغب ستيرلنج في الحصول على فترات أكبر للعب، وسيبحث عنها بالتأكيد بعيداً عن «السيتي»، حيث تردد اسمه في برشلونة كثيراً، للانتقال إليه على سبيل الإعارة.
والنجم الرابع إيسكو يفكر منذ سنوات في الرحيل، نظراً لأنه لم يعد يلعب أساسياً، ولا بديلاً في أحيان كثيرة، سواء كان ذلك في عهد المدرب السابق زين الدين زيدان، أو المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي، ولم يعد يلعب على الإطلاق منذ 25 سبتمبر الماضي، والسبب يرجع أيضاً إلى تقصيره في حق نفسه، وتراجع مستواه الذي كان عليه منذ سنوات، فضلاً عن زيادة وزنه.
ويحاول الريال إيجاد مشترٍ له خلال «الميركاتو الشتوي»، وكانت هناك إشارات اهتمام من جانب إيه سي ميلان الإيطالي وإشبيلية الإسباني، ولكن على إيسكو أن يثبت أولاً أنه مازال نفس النجم الذي كان.
أما النجمان الكبيران جاريث بيل وإيدن هازارد، فقد تراجع الطلب عليهما كثيراً، بسبب كثرة إصاباتهما على مدار الموسم، بل والمواسم السابقة، ما جعلهما غير مرغوبين في أي من الأندية الأوروبية الكبيرة، وإن كانت إدارة «الملكي» تأمل في التخلص منهما بأي ثمن!