معتصم عبدالله (دبي)
على أنغام أشهر المعزوفات التراثية التي تشتهر بها منطقة الخليج العربي، يفتح جناح قطر الكائن في الملتقى الجنوبي الغربي لجناح الاستدامة، بمعرض إكسبو 2020 الحدث العالمي الأبرز، نافذة على احتضان قطر نهائيات كأس العالم 2022 في نسخته المرتقبة خلال العام المقبل.
وأصبحت قطر أول دولة عربية وفي الشرق الأوسط تحصل على حق استضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي ستقام لأول مرة في «فصل الشتاء»، في الفترة من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر 2022، على ثمانية ملاعب قطرية.
تقام بطولة كأس العالم كل أربع سنوات بمشاركة 32 منتخباً، تتنافس فيما بينها على اللقب الكبير، تتأهل المنتخبات للبطولة عبر التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات البطولة، التي تمثل فرصة رائعة للجماهير الذين يجمعهم شغف الساحرة المستديرة.
ويوفر الجناح القطري في «إكسبو 2020» دبي، فرصة للزائرين للتعرّف إلى أبرز التحضيرات لاحتضان الحدث المرتقب، وملاعب البطولة من خلال التقنيات الحديثة للجناح، الذي تبلغ مساحته حوالي 920 متراً مربعاً، وإجمالي المساحة المبنية التي تصل إلى حوالي 620 متراً مربعاً.
ويسلط جناح قطر الضوء على إنجازات الدولة في مختلف المجالات، ويعرض المشاريع الرائدة التي يتم تطويرها وفقاً لـ«الرؤية الوطنية 2030»، وإبراز معالم الثقافة والتراث القطري، ويجسد كذلك تطلعات دولة قطر لمستقبل مزدهر ومستدام، كما يسلط الضوء على قطر باعتبارها الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقبلة «قطر 2022».
وتجتذب التصاميم المذهلة لملاعب مونديال «قطر 2022» والتي يجري استعراضها من خلال شاشات «LED الشفافة» عشرات الزائرين يومياً للجناح القطري، والذي يوفر تجربة سمعية بصرية غامرة تنتقل من ذكريات انطباعية إلى صور مذهلة، من خلال الجمع بين الصوت والضوء والرؤية.
يتألف «جناح قطر» من مبنيين مزدوجين متطابقين يضمان رواقين رئيسين يوفران مساحات العرض، ويمثل الرواق الأول مساحة تمهيدية للغوص في ماضي قطر واستكشاف حاضرها ومستقبلها، من خلال الفنون البصرية والمؤثرات الصوتية والموسيقى، وتحيط وسائط العرض بالجناح من كلا الجانبين لتوجيه الزوار نحو المدخل الرئيس.
8 ملاعب لاستضافة المونديال
تسهر قطر منذ سنوات عدة على تشييد أكثر المنشآت الرياضية صداقة مع البيئة والأحدث معمارياً على الإطلاق، وسيتم عرضها جميعاً أمام أنظار العالم عندما سيصل أكبر عرس كروي عالمي إلى الشرق الأوسط.
وتقام منافسات بطولة كأس العالم 2022 في ثمانية استادات مونديالية، تشمل استاد خليفة الدولي، والجنوب، والمدينة التعليمية، وأحمد بن علي، والبيت، والتي اكتمل العمل بها وأصبحت جاهزة لاستضافة المنافسات، إضافة إلى استادات الثمامة، وراس أبو عبود، ولوسيل، والتي سيُكشف النقاب عنها قبل نهاية العام الجاري.
وجرى تصميم غالبية استادات المونديال بإبداع معماري يُحاكي الثقافة القطرية والعربية، ويُجسد بعضاً من جوانبها وسماتها. فاستاد البيت يشبه في تصميمه بيت الشَّعَر الذي سكنه أهل البادية قديماً، فيما صمم استاد لوسيل بواجهته الخارجية الذهبية البراقة، ليذكرنا بالقطع الفنية والأواني الذهبية التي استخدمها العرب قديماً.
نجمع العالم معاًً
تحت شعار «نجمع العالم معاً»، تعد قطر من خلال استعراض الملاعب المستضيفة للمونديال في «إكسبو 2020»، بصنع تجربة مميزة لكأس العالم، وتقول الرسالة المنشورة على جانب شاشة عرض الملاعب: «تتشرف قطر بكونها أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم، ونعد بأننا سنصنع تجربة مميزة لكأس العالم». وأضافت الرسالة: في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى الأمل، نحن نحتفي بالإنجازات البشرية، نساهم في التنمية المستدامة من خلال رؤية قطر الوطنية 2030 التي تركز على الأفراد، والمجتمع، والاقتصاد، والبيئة لتحقيق إمكاناتهم الكامنة.
«الإرث المستدام» شعار النهائيات
يستوحي تصميم شعار «كأس العالم قطر 2022» الأبيض اللون على خلفية عنابية «اللون الذي يرمز إلى قطر»، وكتب تحته بالإنجليزية «فيفا كأس العالم قطر 2022»، من شكل الكأس الذهبية للمونديال، والرقم 8 الذي يرمز إلى عدد الملاعب التي ستستضيف النهائيات المقامة للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
ويوحي الشعار بـ«رمز اللانهاية» في إشارة إلى «الإرث المستدام الذي سيبقيه كأس العالم فيفا «الاتحاد الدولي» 2022 في قطر والمنطقة»، بحسب اللجنة العليا. واعتمد الشعار على خلفية عنابية، ويرمز في جزئه العلوي إلى «طبيعة الحركة الرشيقة والمرنة التي يتميز بها الشال»، وعلى جانبه الأيسر كرة قدم محاطة بنقطتين كالنقاط «التي تستخدم في اللغة العربية فوق الحروف وتحتها، وترمز إلى ثراء الخط العربي».
كما يتضمن الشعار أنماط زخرفة «مثل تلك التي تطرز يدوياً على الشال القطري، وتعد جزءاً مهماً من تراث البلاد»، وتعتبر «فناً عربياً أصيلاً تمتد جذوره في أعماق المخزون الثقافي في الوطن العربي»، بحسب اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
أكثر من مباراة للجماهير
ستكون قطر أصغر دولة استضافت نهائيات كأس العالم في تاريخ المسابقة ككلّ، ما سيتيح للزوار التنقل في جميع أنحاء البلاد بسهولة بالغة، وحتى مشاهدة العديد من المباريات في اليوم ذاته، بالإضافة إلى حسن الضيافة التي يشتهر بها العرب، وكذا الظروف المناخية الشتوية التي ستكون مثالية لمشاهدة المباريات ولعب كرة القدم، تعِد قطر 2022 بالكثير من المتعة والإثارة.