أنور إبراهيم (القاهرة)


نجح منتخب فرنسا في «قلب الطاولة» على منتخب بلجيكا، والفوز عليه 3-2 في مباراة نصف نهائي النسخة الثانية من دوري الأمم الأوروبية، والتي أقيمت بملعب «أليانز ستاديوم» بمدينة تورينو الإيطالي. 

وكان «الديك الفرنسي» متأخراً بهدفين للاشيء في الشوط الأول، سجلهما كاراسكو وروميلو لوكاكو في أقل من 3 دقائق، وتحديداً في الدقيقتين 37 و40، ووضح تفوق «الشياطين الحمر» خلال هذا الشوط، إلا أن المباراة رفضت أن تبوح بكل أسرارها، إلا مع صافرة الحكم بنهايتها.
توقع جميع من في الملعب، ومن يجلسون أمام شاشات التلفاز، وأيضاً خبراء تحليل المباريات، أن تستمر صحوة «الشياطين الحمر»، ويزيدون غلتهم من الأهداف في الشوط الثاني، ولكن ما حدث في غرفة ملابس «الديوك» جعلهم يصيحون صيحتهم العالية، ونزلوا مصممين على محو ما حدث في الشوط الأول، من أذهان كل من شاهد المباراة، وضغطوا بكل قوتهم على منافسهم البلجيكي «العنيد»، إلى أن نجحوا خلال 8 دقائق في تحقيق التعادل 2-2، بهدف كريم بنزيمة الذي فتح طريق العودة في النتيجة في الدقيقة 62، ثم ركلة الجزاء التي أحرز منها كيليان مبابي هدف التعادل في الدقيقة 69.
وفي آخر دقيقة من الوقت الأصلي، باحت المباراة بسرها الأخير، عندما أطلق الظهير الأيسر ثيو هيرنانديز صاورخاً أرض جو ليخترق شباك تيبو كورتوا حارس منتخب بلجيكا، معلناً عن فوز «الديوك» 3-2. 

وتحول الملعب إلى مشهد درامي من الدرجة الأولى، ما بين دهشة وذهول لاعبي «الشياطين الحمر» من جهة، وفرحة غامرة لنجوم «الديوك» من جهة أخرى، بعد مباراة ستبقى طويلاً في أذهان الفرنسيين، وربما طغى تأثيرها على المواجهة السابقة بين الفريقين في نصف نهائي مونديال روسيا 2018، عندما فاز الفرنسيون بهدف المدافع صامويل أومتيتي قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة.
ما حدث بين شوطي المباراة، في غرفة ملابس الفرنسيين، أشار إليه بول بوجبا في تصريحاته للقناة التليفزيونية لصحيفة «ليكيب»، وقال شاهدوا فيديو ما حدث بيننا كلاعبين في غرفة الملابس، وستعرفون ماذا قلنا لبعضنا لكي نعود بهذه القوة في الشوط الثاني!. 

وأضاف: أتمنى أن يتكرر ذلك يوم الأحد القادم عند الفوز على منتخب إسبانيا وإحراز كأس هذه البطولة، وبالفعل، عاد «الديوك» بروح جديدة بعد استراحة الشوط الأول ليسجلوا هدفين متتاليين، فيزداد تصميمهم على تحقيق الفوز، قبل الوصول إلى الوقتين الإضافيين، في حالة انتهاء المباراة بهذه النتيجة 2-2، وتأخرت لحظة الفرحة بالانتصار حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، ليحسمها ثيوهير نانديز بالهدف الثالث، هدف التأهل للمباراة النهائية لهذه البطولة، لمواجهة إسبانيا الذي فاز بدوره على منتخب إيطاليا 2-1.
وبعد المباراة، قال ديدييه ديشامب المدير الفني لـ «الديوك» في تصريحاته للقناة الأولى بالتليفزيون الفرنسي: كنا بؤساء في الشوط الأولى، ولكننا تداركنا الموقف في الشوط الثاني، الفوز في ظل هذا السيناريو الذي سارت عليه المباراة، إنما يدل على أن «الديوك» لديهم شخصية البطل، فلم يكن أحد يتصور بين شوطي المباراة أن يعود الفريق بمثل هذه القوة، ويسيطر ويفوز، ونلعب بأسلوب جديد، وما زلنا بحاجة للتعود عليه مع الوقت والتكرار.