معتصم عبدالله (دبي)

تعتزم الأرجنتين عبر جناحها «الرسمي» في «إكسبو 2020» تكريم ذكرى النجم الراحل دييجو أرماندو مارادونا، والذي ارتبط لفترة طويلة بدبي، وذلك ضمن البرامج الرياضية لجناح الأرجنتين في المعرض العالمي، والذي تحتضنه الإمارات لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، بمشاركة قياسية تاريخية من مختلف دول العالم، حيث يجمع 192 دولة تحت سقف واحد.
وتجذب مشاهد من حياة النجم الأرجنتيني الراحل «الكروية» والتي يجري عرضها من خلال شاشة ضخمة في بهو جناح الأرجنتين بـ «إكسبو 2020» العشرات من الزائرين يومياً، في انتظار الإعلان عن الموعد الرسمي المقترح للتكريم خلال أيام المعرض العالمي.

تتواجد الأرجنتين في الحدث الضخم «إكسبو 2020» بجناح يتمثل عامل الجذب الرئيس فيه غرفة للوسائط المتعددة التي تعرض محتوى غامراً بزاوية 360 درجة حول الملف الإنتاجي والسياحي والثقافي والرياضي للبلد، والهادف لاكتشاف جوهر الشعب والبلد في مغامرة حقيقية، عبر التعرّف إلى الصور، والأصوات، والروائح، والنكهات.
وارتبط مارادونا «أسطورة كرة القدم العالمية» بالإمارات ودبي على مدى سنوات طويلة قاد فيها فريقي الوصل (2011- 2012)، والفجيرة (2017- 2018) مدرباً، علاوة على كونه سفيراً رياضياً لـ «دانة الدنيا» خلال الفترة من 2012 وحتى 2017.
وتشارك الأرجنتين في «إكسبو 2020» دبي بجناح في «منطقة الفرص» تبلغ مساحته 414 متراً مربعاً، وجاذبيته الرئيسية تتمثل في غرفة الوسائط المتعددة والتي تبلغ مساحتها 148 متراً مربعاً، مع أحدث جيل من الأدوات الرقمية حتى يتمكن الزائر من تقدير المناظر الطبيعية المميزة للبلاد.

ويستعرض الجناح التنوع الثقافي للشعب الأرجنتيني والمواهب من الرياضيين وإمكاناتهم في مجال الأعمال التجارية الزراعية والطاقة المتجددة والعلوم والتكنولوجيا، من بين مجالات أخرى، وتسوّق المنتجات الأرجنتينية الفريدة من صنع حرفيين محليين.
ويحتوي الجناح على مساحة متعددة الأغراض، حيث تقام المؤتمرات والعروض التقديمية التجارية والأنشطة الثقافية وتذوق المنتجات الإقليمية، كما تشارك الأرجنتين في الأجندة العالمية للمعرض، بهدف الترويج لمنتجاتها القابلة للتصدير وجذب الاستثمار ونشر أشكال التعبير الثقافي الخاصة بها.

أسطورة سحرت الملايين
يعد الأرجنتيني دييجو مارادونا أحد أكثر لاعبي العالم موهبة، تحول في وقت لاحق لأسطورة سحرت الملايين، ورحل مارادونا في نوفمبر 2020، عن عمر يناهز 60 عاماً، وأُصيب لاعب خط الوسط المهاجم السابق لمنتخب الأرجنتين بسكتة قلبية في منزله.
ويُعتبر مارادونا من أعظم لاعبي كرة القدم، وكان قائداً لمنتخب بلاده الذي فاز بكأس العالم في عام 1986، وقدم أداء فردياً رائعاً، وخلال مسيرته على مستوى الأندية، لعب لصالح برشلونة وكذلك نابولي الذي فاز معه بلقب الدوري الإيطالي مرتين.

91 مباراة مع «التانجو»
أحرز مارادونا 34 هدفاً في 91 مشاركة له مع منتخب الأرجنتين، حيث مثّل بلده في أربع نسخ من بطولة كأس العالم، وقاد منتخب بلاده إلى المباراة النهائية في إيطاليا في عام 1990، حيث خسروا أمام ألمانيا الغربية، قبل أن يحمل شارة القيادة مجدداً في الولايات المتحدة في عام 1994، لكنه استبعد من البطولة بعد ثبوت تعاطيه المنشطات.
اعتزل مارادونا كرة القدم في عام 1997، يوم عيد ميلاده السابع والثلاثين، وذلك أثناء الفترة الثانية التي يقضيها في صفوف فريق بوكا جونيورز، وبعد أن تولى إدارة فريقين للناشئين في الأرجنتين أثناء مشواره الكروي، تم تعيينه مدرباً للمنتخب الوطني في عام 2008. لكنه رحل عن المنصب بعد كأس العالم 2010، حيث خسر فريقه أمام ألمانيا في دور ربع النهائي.

وفي وقت لاحق، تولى تدريب فرق في الإمارات (الوصل والفجيرة) والمكسيك، وكان مسؤولاً عن فريق، خيمناسيا لابلاتا، الذي ينافس في بطولة دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني، حين وافته المنية.

«الرزفة» الرقصة الأشهر 
يستذكر الرياضيون بالإمارات المشاركة الشهير للأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا احتفالات الإمارات باستضافة «إكسبو 2020» في عام 2013 والتي تزامنت مع احتفالات الدولة بعيدها الـ 42، ونظمها مجلس دبي الرياضي بمشاركة عدد من النجوم من بينهم الراحل مارادونا، والعداء الشهير بن جونسون.

وظهر الراحل مارادونا خلال الاحتفالية بالزي الوطني الإماراتي، وشارك الفرقة الفنية الرقصات التراثية ورقصة «الرزفة» حيث فاجأ الجميع وإجادته الرقصة وسعادته بأدائها مع الفرقة الفنية، حيث علق وقتها على حرصه ارتداء الزي الإماراتي تعبيراً عن حبه للشعوب العربية، وتحديداً دولة الإمارات التي يكن لها تقديراً كبيراً‪.
وتنبأ «الأسطورة» بنجاح الإمارات ودبي في استضافة «إكسبو 2020»، حيث علق وقتها قائلاً: «العالم اختار أفضل مكان لتنظيم هذا الحدث الكبير، ودولة الإمارات ودبي تحديداً ستنجح في هذه الاستضافة وتقدم للعالم حدثاً فريداً».