مراد المصري (دبي)

بدأت حملة التغييرات تدريجياً في صفوف اللاعبين الأجانب بدوري أدنوك للمحترفين، وهي الظاهرة التي ترافق المسابقة منذ سنوات طويلة، وتعود بالمقام الأول إلى ظاهرة اللاعب الأجنبي «المقلب»، الذي تتوسم به إدارات الأندية خيراً، قبل أن يتحول إلى عالة على الفريق، لكن الغريب بالموضوع الذي جعلنا نثير التساؤلات، هو: على من تعود المسؤولية بهذه الخيارات؟ هل الأمر مجرد سوء طالع ونقص إمكانيات مالية أحياناً؟ أم أن هناك خللاً فعلياً في اتخاذ القرارات الفنية؟ وذلك بالنظر لأسماء طالبت الجماهير بعدم ضمها لكن الإدارات أصرت على التعاقد معها قبل أن يتحول هؤلاء اللاعبون إلى «مقلب» بمعنى الكلمة.
وليد سالم حارس مرمى العين وأحد أبطال دوري أبطال آسيا 2003، اعتبر أن الأمر يعود إلى سوء تقدير فني بالمقام الأول، وغياب الدور الصحيح والمؤثر للجان الفنية في أغلب الأوقات، وأن ما نسمعه أحياناً عند الإصرار على ضم لاعب أو التخلي عن آخر بتوصية المدرب، إنما هو «شماعة الإخفاق» التي تتكرر كلما حصل الأمر مع لاعب أجنبي جاء دون التوقعات، لأن الأصل باتخاذ القرار يجب أن يكون لجنة فنية مشتركة المدرب جزء منها، للتوصل معاً إلى الخيار الأفضل، وهنا يجب الانتباه إلى أن أعضاء هذه اللجنة يجب أن يمتلكوا القدرات الفنية التي تؤهل للإلمام بشكل صحيح باحتياجات الفريق وقدرات اللاعب نفسه، إلى جانب أهمية متابعة اللاعبين الأجانب على أرض الملعب قبل التوقيع معه من خلال رصده بفترة مسبقة خلال المنافسات التي يخوضها بالوقت الحالي.
ويرى عادل العامري وكيل أعمال اللاعبين، أن اتخاذ الخيارات الفنية في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب تكون بالأغلب من أشخاص إداريين وليسوا فنيين، وأن هذا هو السبب الرئيسي في هذه المشكلة، وقال: لا يجوز منح المدرب سلطة مطلقة في اختيارات اللاعبين الأجانب، لكن بنفس الوقت يجب أن يكون هناك أصحاب اختصاص فني في الأندية في اختيار اللاعبين الأجانب، لكن هناك من يقوم بدور ليس من اختصاصه في هذا الجانب وهو ما يجعلنا نرى تكرار هذه الأخطاء بالتعاقدات بشكل متكرر في دورينا، مقارنة مثلاً بما هو حاصل في أوروبا حيث يكون مجال الخطأ 1 إلى 2%، بالنظر لوجود لجان فنية تعمل مع مدير فني وتسعى للقيام بأفضل الخيارات الفنية، إلى جانب وجود محاسبة في نهاية كل موسم أو عام من قبل جمعية عمومية أو المساهمين، بالنظر لكون هذه الأندية شركات تتعرض للربح والخسارة جراء هذه التعاقدات.

لاعبون يتدربون في المنازل والشواطئ
مع انطلاقة كل موسم، يبقى عدد من اللاعبين الأجانب خارج حسابات الأندية بعدما وجدت أنهم لا يقدمون الإضافة المطلوبة وأن التعاقد معهم «خطأ فني»، إلى جانب عدم القدرة على إيجاد نادٍ آخر لبيعهم اللاعب أو إعارته، مما يجعل مواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بفيديوهات هؤلاء اللاعبين وهم يقومون بالتدريبات في ساحات منازلهم أو الشواطئ، ولسان حالهم: حاسبوا من قام بالتعاقد معنا فهذا مستوانا من قبل القدوم هنا!.