محمد سيد أحمد (أبوظبي)

 أرجع ناصر التميمي أمين سر اتحاد الجودو وأمين صندوق الاتحاد الدولي، عدم تحقيق الثنائي فيكتور سكرتوف «وزن 73 كجم» وإيفان ريمارينكو «100 كجم» لاعبي المنتخب الوطني، ميداليات في أولمبياد طوكيو 2020 إلى عدة عوامل، أبرزها غياب تركيز فيكتور في آخر 15 ثانية، بعدما كان متقدماً قبل أن يخسر أمام وصيف بطولة العالم.

 وأشار التميمي إلى أن اللاعب كان جاهزاً للمنافسة والتقدم حتى المراحل النهائية، بينما تأثر إيفان بإصابة في الكتف أبعدته عن التدريبات 3 أشهر قبل انطلاق الأولمبياد، وقبل ذلك الظروف العامة المتعلقة بجائحة كورونا، فضلاً عن وفاة المدرب فاسيل كولا، الذي كان له دور كبير ومهم مع المنتخب أواخر 2019، وقد أثر ذلك على اللاعبين.

 وأكد أمين سر اتحاد الجودو أن الظروف الصعبة لم تمنع اللاعبين من الوصول إلى طوكيو، خاصة فيكتور، مشيراً إلى أن الجودو من أصعب الرياضات في التأهل، لأن جميع المتأهلين أبطال، كما أن اللاعبين تأهلا بالنقاط منذ 2019، واحتل فيكتور المركز 16 في التصنيف الدولي، ولا يوجد أي تقصير من الاتحاد أو اللاعبين.

 وقال التميمي: برنامج إعداد المنتخب للأولمبياد بدأ في 2016، واللاعبان أظهرا الاستعداد التام وحالتهم النفسية كانت عالية، وحققا نتائج إيجابية وميداليات في بطولات آسيا وجراند بري وجراند سلام، وخلال 2019 تأهل اللاعبان وكانا في أفضل حال وجرى تجهيزهما لأولمبياد طوكيو بالشكل المطلوب، وهذه كانت الخطوة الأولى، وجاءت في ظل منافسة 202 دولة، وفي ظل تأهل 25 لاعباً في كل وزن، منهم أول 18 في التصنيف والباقي قاري، وجميع اللاعبين في كل وزن هم أبطال، وفيكتور وإيفان قدما كل ما لديهما لكن التوفيق غاب عنهما.

 وعن جدوى التجنيس، قال التميمي: تجربة الجودو بدأت من 2001، بتحضير رياضيين إماراتيين 3 في الجودو و3 في المصارعة، من خلال معسكرات خارجية وبطولات، وحققنا في 2006 بطولة آسيا للشباب في المصارعة الأولمبية، وكان تجهيز أحد اللاعبين بهدف التأهل لأولمبياد 2008 بكين، لكن في بداية 2007 تحول إلى رياضة أخرى بسبب عمله، وأبدع في هذه الرياضة وأصبح بطلاً وسعدنا بذلك، وفي 2005، كان لدينا لاعب وصل إلى المركز الخامس في بطولة العالم للشباب، وكان هناك لاعبون آخرون مميزون وفي المستوى نفسه، وكان التخطيط لتأهل لاعبين اثنين في المصارعة و3 في الجودو إلى بكين 2008 ولندن 2012، لكن كل سنوات العمل تلك انتهت بتحولهم إلى رياضة أخرى وكانوا جداً مميزين فيها وأبطالاً.

 وأضاف: ثم بدأنا برنامجاً جديداً مع لاعبين جدد، بهدف تأهيل أحدهم إلى أولمبياد لندن، لكنه كان ما يزال شاباً ولا يستطيع المنافسة وبعدها انشغل بالعمل، وكان صعباً عليه الحصول على إجازات أو تفرغ طويل للتدريب، لذلك كان من الصعب الوصول بالخطة الموضوعة له إلى نهايتها أو تطويره، ليكون منافساً في الاستحقاقات الكبرى، ومن هنا بدأت فكرة التجنيس، لأنه كان من الصعب وضع برامج بصورة احترافية وتطبيقها.

 وتابع التميمي: بدأ برنامجنا مع اللاعبين المجنسين في 2013 مع 4 لاعبين توما وإيفان وفيكتور وميشا، وبعد سنتين كان الاستقرار على الثلاثي توما وفيكتور وإيفان، وحققوا ميداليات في جراند سلام وجراند بري وبطولة العالم في أعوام (2014 و2015 و2016) وتأهل ثلاثتهم لأولمبياد ريو وحققنا فيه الميدالية البرونزية، وبعده اعتمدنا على فيكتور وإيفان، وحققا ميداليات في جراند سلام وبري وآسيا، وتأهلا لأولمبياد طوكيو.

 لكن الحظ لم يحالفنا، وفي النهاية الرياضة ليس فيها مستحيل، حققنا ميداليات مع هؤلاء اللاعبين، ومن الممكن أن نحقق ميداليات مع لاعبين إماراتيين إذا حصلوا على الوقت الكافي للتدريب ومنظومة التعليم والعمل ساعدتهم.

 واعتبر التميمي أن الرياضة لن تتقدم ولن تتطور إذا ما استمرت المقارنة بين رياضات أو اتحادات محلية أو بين الدول، وقال: الرياضة باختلافها وتغيراتها بسبب التعامل مع البشر، وتتأثر بما حولها، وكل رياضة لها تفاصيل علمية وعملية للتطوير، ولا نستطيع مقارنة الرياضات الرقمية مع بعضها، بسبب الاختلاف في التكنيك والتكتيك وأسلوب التدريب والبيئة، كما لا نستطيع كذلك مقارنتها مع الألعاب التنافسية الأخرى.

 وأضاف التميمي: إذا أردنا الارتقاء برياضتنا يجب أن نعمل منذ الآن على تحديد الرياضات ذات الجذور والبطولات السابقة، ونجعلها مشروعاً وطنياً الهدف منه أولمبياد 2028، وأن تكون لهذا المشروع ميزانية ويشرف عليه متخصصون بالتنسيق مع الاتحادات المعنية، والمجالس الرياضية للاستفادة من البنية التحتية الموجودة.

 وذكر أن تعديل اللوائح والسماح للمدارس والجامعات والشركات بالاشتراك في دوريات الألعاب الجماعية والفردية باستثناء كرة القدم، أمر مطلوب في المرحلة المقبلة، والاستفادة من المقيمين بشكل أفضل، مع إنشاء مراكز تدريب في المدارس في كل لعبة، مشيراً إلى أنه لا يوجد مستحيل في الرياضة، بل إدارة رياضية تعرف كيف تخطط وتصل لأهدافها، معتبراً أن هذه هي فلسفته والمبدأ الذي يعمل به.