علي معالي (الشارقة)
لم يتوقع أحد أن تنتهي مباراة الشارقة والوصل بهذه «الطريقة الدرامية»، أو ما يُمكن أن نطلق عليه «الريمونتادا»، لأن «الملك» خسر جهود أحد أبرز مدافعيه، في أول ربع ساعة، قبل أن يتعرض لـ «حالة انهيار»، عندما اهتزت شباكه مرتين، بل إن «الإمبراطور» أهدر فرصة مضاعفة النتيجة على الأقل، وبالتالي قتل المباراة تماماً، عندما أضاع أكثر من 3 فرص مؤكدة للوصل، في أول 45 دقيقة، إلا أن الموازين انقلبت رأساً على عقب في «النصف الثاني» من المباراة!
نجح «الثنائي البديل» لوان بيريرا الذي عاد إلى المشاركة، بعد انتهاء فترة الإيقاف، و«القناص» الكونغولي بين مالانجو، في قلب الموازين بصورة خيالية، حيث خطف بيريرا في ضربة جزاء في الدقيقة 69، سجل منها كايو هدفه الأول هذا الموسم، في مشاركته الأولى أيضاً، والرابع له منذ أن جاء إلى ملاعبنا، حيث سبق له أن سجل 3 أهداف لـ «الزعيم» العيناوي في شباك «الفهود».
ليس هذا فحسب، بل صنع بيريرا الهدف الثاني إثر تمريرة ذكية بـ «الكعب» إلى «القاطرة البشرية» مالانجو، ليتحقق التعادل المثير في الدقيقة 71، والهدف الثالث كرة «ميتة» حصل عليها مالانجو من دوراتي، أطلق من خلالها قذيفة بعيدة المدى أدمت قلب «الأصفر»، وفي المقابل منحت «الشرقاوية» حالة الفرح بـ «جنون» في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
وأثارت حالة الطرد في بداية المباراة وبطريقة لا تناسب مع لاعب دولي بحجم الحسن صالح جماهير «الملك»، لدرجة أن البعض منهم طالب بالبحث عن مدافع أيسر تحسباً للفترة المقبلة، بل وذهب آخرون إلى ضرورة معاقبة اللاعب على ما ارتكبه، وكاد أن يجعل «الملك» يعيش «ليلة ظلماء»، لو نجح «فهود زعبيل» في استغلال الفرص الكثيرة التي أهدرها في الشوط الأول، وكانت كفيلة بأن يحقق الوصل انتصاراً تاريخياً.
وللمرة الأولى تحدث هذه الجرأة الهجومية من عبدالعزيز العنبري، حيث مثلت تغييراته وطريقة لعبه في الشوط الثاني نقلة مهمة في أفكاره، وهو ما يجعله مختلفاً عن المواسم السابقة والتي كانت طريقته معتادة، ليخرج علينا أمام الوصل بخطة غير معتادة في 45 دقيقة.
وعقب المباراة، وجه الحسن صالح رسالة اعتذار إلى الجماهير، وقال: «شكراً لإخواني اللاعبين على الروح القتالية والإصرار على الفوز، وأقدم اعتذاري للاعبين والجهاز الفني والإداري ولجماهير «الملك» الأوفياء، وأعدكم بالعودة بشكل أقوى، وأن أقدم كل ما عندي من أجل الشعار والفريق».