عمرو عبيد (القاهرة)

 عندما انتقل البرازيلي جابريل جيسوس إلى صفوف مانشستر سيتي في يناير 2017، وصف بيب جوارديولا، الأمر بأنه يشبه شراء «ثمرة بِطِّيخ»، يجب تجربته أولاً قبل الحكم عليه، وأثنى عليه «العبقري» وقتها قائلاً إنه مقاتل ولديه عقلية متميزة ويحلم بصناعة تاريخ واسم كبير في عالم كرة القدم، وهو ما أثبته ابن الـ19 عاماً آنذاك مع انطلاقته الأولى بقميص «البلومون».

وفي بداية الموسم الجاري، عاد مهاجم «السليساو» الدولي ليؤكد أنه «بِطِّيخة ناضجة ومثمرة جداً» خاصة على المستوى التكتيكي، فالمهاجم البرازيلي تحوّل إلى صانع أهداف من الطراز الأول تحت قيادة «الفيلسوف»، وأبدع في مركز الجناح الأيمن كأنه وُلِد ليلعب فيه، ليواصل جوارديولا تقديم حِيَله الفنية الباهرة التي تأسر العقول وتحيرها.

 ومثلما غيّر بيب مفهوم وظيفة الظهير الأيسر مع فيليب لام وقت قيادته بايرن ميونيخ، ثم عاد ليكررها مع ميندي بقميص السيتي وكذلك كانسيلو على الطرف الأيمن، بالتخلي عن الأدوار التقليدية واقتحام خط الوسط بتكتيك هجومي وتنظيمي، وكما فاجأ العالم بصناعة «مهاجم وهمي» لا يمكن توقعه من لاعب الوسط جوندوجان، في الموسم الماضي، الذي أنهاه الألماني هدافاً لـ«السماوي» برصيد 17 هدفاً في مختلف البطولات.

 عاد جوارديولا ليتلاعب بأوراقه الهجومية كيفما أراد، ليضع جيسوس في الطرف الأيمن مع منحه الحرية الكاملة للتحول نحو العمق، ليمنح فريقه حلولاً هجومية غير اعتيادية بالتعاون مع الهداف المتألق، فيران توريس.

 جيسوس يحتل حالياً صدارة قائمة أفضل صناع الأهداف في مانشستر سيتي، حيث مرر 3 كرات حاسمة جاءت كلها من الطرف الأيمن، والأكثر غرابة أنها نتجت من تمريرات عرضية نموذجية، صنعت الأخيرة منها هدفاً رائعاً برأسية جوندوجان افتتح به «مذبحة الخماسية» التي وقع أرسنال ضحيتها في الجولة الثالثة من «البريميرليج».

 كما أحرز جابريل هدفاً ليساهم حتى الآن في تسجيل وصناعة 40% من أهداف السيتي التي حصدها منذ انطلاق الموسم الجاري، وبالطبع انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي مديحاً لعبقرية جوارديولا وفكرته الجديدة، التي جعلت من جيسوس «بِطِّيخة شهية» تُثمر أهدافاً!