طوكيو (د ب أ)

لم يكن سباق 100 متر عدو مفضلاً بشكل واضح في دورة طوكيو الأولمبية، لاسيما بعد اعتزال الأسطورة الجامايكي يوسين بولت.

وتم إيقاف بطل العالم الأميركي، كريستيان كولمان، بسبب جريمة تتعلق بقواعد المنشطات، فيما كان موسم العداء الكندي أندريه دي جراسي هادئاً إلى حد ما بعد عدة إصابات، ولم يعد الجامايكي يوهان بليك أيضاً يتمتع بالشكل الذي يمنحه لقباً عالمياً أو أولمبياً.

واستمرت التغييرات في طوكيو، حيث نجا متصدر الموسم الأميركي ترايفون بروميل بالكاد من التصفيات، لكنه سرعان ما خرج في قبل النهائي.

وكان أفضل زمن حققه بروميل في 2021 هو 77. 9 ثانية، وهو ما كان سيمنحه الذهب في السباق الذي جرى أمس «الأحد».

وبدلاً من ذلك، حقق الإيطالي لامونت مارسيل جاكوبس، المولود في الولايات المتحدة، أقصى استفادة من الفراغ الذي تركه بولت عندما ارتقى إلى هذه المناسبة الفريدة.

ووصل جاكوبس (26 عاماً) إلى طوكيو بأعلى رقم شخصي قدره 95. 9 ثانية، ثم حقق زمناً جديداً له وبلغ 94. 9 ثانية في تصفيات أول أمس «السبت»، ثم انخفض إلى 83. 9 ثانية في قبل النهائي، إلى أن وصل زمنه إلى 80. 9 ثانية لينال الميدالية الذهبية في النهائي، محققاً رقماً قياسياً أوروبياً جديداً.

وتفوق جاكوبس بفارق 04. 0 ثانية على أقرب ملاحقيه، الأميركي فريد كيرلي، المتخصص في سباق 400 متر، بينما احتفظ دي جراس بالميدالية البرونزية، التي سبق أن نالها في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، محققاً أفضل زمن شخصي له، حيث بلغ 89. 9 ثانية.

وربما اختلفت النتيجة، لو لم يرتكب بطل أوروبا البريطاني زارنيل هيوز خطأ في بداية السباق ليتم استبعاده في النهاية، لأن رد فعل جاكوبس كان بطيئاً حينذاك.

وقام جاكوبس بانطلاقة أفضل في البداية الثانية، ليحصل على أول ذهبية وميدالية لإيطاليا في إحدى أهم الفعاليات بأي دورة، وهو أول فائز أوروبي بسباق 100 متر منذ البريطاني لينفورد كريستي بأولمبياد برشلونة عام 1992.

واعترف كيرلي: لم أكن أعرف شيئاً عنه حقاً، لقد قام بعمل رائع.

من جانبه، قال دي جراس: 80. 9 ثانية من العداء الإيطالي، لم أكن أتوقع ذلك، اعتقدت أن المنافسين الرئيسيين لي هم الأميركيون، لكنه بالتأكيد جاء للعب، لقد نفذ، وفعل ما يفعله، لذا تهانينا له. ولد جاكوبس بمدينة إل باسو، بولاية تكساس، لأب أميركي وأم إيطالية، وقرر خوض المنافسة باسم إيطاليا، حيث يعيش الآن أيضاً، منذ عدة سنوات.

وكان جاكوبس بطل إيطاليا سابقاً في الوثب الطويل، وحقق نتائج لافتة في منافسات الصالات المغلقة الموسم الماضي. وحقق جاكوبس زمناً أقل من 10 ثوان في سباق 100 متر للمرة الأولى في مايو الماضي، قبل أن تأتي أكبر لحظاته على المسرح الأكبر.

وبعد انتصاره كإيطالي حقيقي، أشاد بوالدته، واصفاً إياها بأنها «المشجعة الأولى له». وصرح جاكوبس عقب فوزه بالسباق: لا أعرف، إنه حلم، حلم، إنه أمر رائع، ربما يمكنني أن أتخيل غداً ما يقولونه، لكن اليوم لا يصدق.

وأوضح جاكوبس: كان حلم طفولتي الفوز بدورة الألعاب الأولمبية ومن الواضح أن الحلم يمكن أن يتحول إلى شيء مختلف، لكن خوض هذا النهائي والفوز به هو حلم يتحقق.

وفي المقابل، لم يظهر بولت أي رد فعل فوري بعد فوز جاكوبس بأول نهائي للرجال من دون عداء جامايكي منذ عام 2000، وذلك في اليوم التالي من تهنئته لسيدات جامايكا على اكتساحهن المراكز الثلاثة الأولى في سباق 100 متر، حيث غرد أيقونة ألعاب القوى في العالم قائلاً: يوم تحرير سعيد لجامايكا.